اليمن : 110 قتلى في تفجير مصنع للذخيرة بأبين2011-03-29
لجنة تحقق في الكارثة وصالح يعين قائدا جديدا للمنطقة الشرقية.. اليمن : 110 قتلى في تفجير مصنع للذخيرة بأبين
عدن-ليلى الفهيدي-وكالات:
أسفر انفجار في مصنع للذخيرة بجنوب اليمن أمس عن مقتل 110 أشخاص إضافة إلى عشرات الجرحى عندما اقتحم سكان المصنع لسرقة ذخيرة بعد يوم من اشتباكات بين مقاتلين والجيش في البلدة. وتوقع أطباء انتشال المزيد من الجثث. وأضافوا أن قتلى الانفجار الذي وقع في مديرية خنفر بمحافظة أبين الجنوبية بينهم نساء وأطفال بالإضافة إلى العديد من الرجال. وقال شهود إن الانفجار الذي ربما نجم عن سيجارة أدى إلى اشتعال حريق هائل بالمصنع الموجود في البلدة الواقعة بمحافظة أبين حيث ينشط متشددو القاعدة وانفصاليون جنوبيون معظمهم يساريون. وقال طبيب في المستشفى الحكومي بالبلدة "هذا الحادث كارثة حقيقية. الأول من نوعه في أبين". وقال أطباء إن العشرات أصيبوا بجروح وإن كثيرين يعانون من حروق.
وقال مصدر امني أن الانفجار وقع عندما "دخل سكان من منطقة باتيس (في خنفر) شمال مدينة جعار في محافظة أبين إلى مصنع للذخيرة لنهب وسلب ما تبقى من معداته، وقد انفجرت أثناء ذلك مواد تستخدم لتصنيع الذخيرة أعقبه نشوب حريق". وأكد شهود عيان لوكالة فرانس برس أن مبنى المصنع التابع لوزارة الدفاع ويحمل اسم "7 أكتوبر"، قد احترق تماما.وأكد مدير المصنع أحمد الوادي أن المبنى فيه "مواد بارود للذخائر الخفيفة"، مشيراً إلى أن المصنع يعود لمرحلة الاتحاد السوفيتي الذي كان اليمن الجنوبي السابق يدور في فلكه، وهو يصنع طلقات رشاش الكلاشينكوف.
وأكد موقع 26 سبتمبر التابع لوزارة الدفاع أن محافظ أبين اللواء صالح حسين الزوعري "وجه بتشكيل لجنة للتحقيق الفوري في الكارثة الإنسانية التي نتجت عن انفجار وحريق بمصنع 7 أكتوبر للذخيرة بمديرية خنفر والذي كانت قد استولت عليه العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة والمتعاونون معها أول أمس" الأحد. وذكر المحافظ أن الحادث "أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المواطنين الأبرياء الذين زجت بهم تلك العناصر الإرهابية إلى المصنع بغرض نهب محتوياته والعبث بها مما أدى إلى اشتعال مادة البارود والمفرقعات الموجودة بالمصنع" ما أسفر عن "تدمير المصنع تدميرا كاملا".
وتأتي هذه التطورات في وقت يواجه فيه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح حركة احتجاجية تطالب بإسقاط نظامه. واتهم القيادي في الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال العميد المتقاعد علي محمد السعدي، صالح بتشجيع القاعدة على توسيع نفوذها في الجنوب في محاولة لإقناع الغرب بان تنحيه سيؤدي إلى الفوضى في اليمن. وقال السعدي في بيان أن "النظام يلجأ اليوم إلى إضعاف قدرات وحدات الجيش في الجنوب عامة وتحديدا في أبين بهدف ايهام العالم بان القاعدة في طريقها إلى الإمساك بزمام الأمور في اليمن". ويأتي ذلك فيما تتوالى الأنباء عن ضعف أو حتى غياب سيطرة الحكومة اليمنية على مناطق يمنية عدة لمصلحة قبائل ومسلحين، خصوصا في محافظتي صعدة وعمران الجوف في الشمال ومحافظتي مأرب (شرق صنعاء) وشبوة في الجنوب.
وتعثرت المحادثات اليمنية بشأن انتقال السلطة من الرئيس علي عبدالله صالح في إطار لعبة لرفع سقف المراهنات لكن مصادر قريبة من المفاوضات قالت إن التوصل إلى اتفاق مازال ممكنا. وفي إشارة إلى أن العملية السياسية لنقل السلطة التي جرت بين شد وجذب قد لا تكون ماتت تماما أوصى حزب المؤتمر الشعبي الحاكم في اليمن بتشكيل حكومة جديدة لصياغة دستور جديد يستند إلى نظام برلماني بما يتسق مع عروض بالإصلاح قدمها صالح من قبل. وقال صالح الذي اجتاز حربا أهلية ويخوض مواجهات مع متشددين ونجا من محاولات اغتيال أن اليمن سينقسم عبر خطوط إقليمية وقبلية إذا تنحى بشكل فوري.
وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية أمس أن الرئيس علي عبدالله صالح أقال ضابطين كبيرين أعلنا الأسبوع الماضي انضمامهما إلى المحتجين الذين يطالبون بإسقاط نظامه. وقالت الوزارة عبر موقعها الإلكتروني تم "تعيين اللواء أحمد بن بريك لقيادة المنطقة الشرقية " ليحل محل اللواء محمد علي محسن الذي انضم إلى المحتجين. وأضافت الوزارة أنه تم تعيين العقيد الركن حسين مشعبة قائداً للواء 15 مشاة"، الذي كان يتولى قيادته العميد ثابت جواس، الذي أعلن انضمامه وتأييده للمعتصمين المطالبين بتنحية صالح.
اللواء الأحمر.. هل يكون الرئيس القادم في اليمن؟
صنعاء-ليلى الفهيدي:
رغم تأكيده أنه لا يرغب في تولي السلطة أو مناصب سياسية، ما زال الجدل في الساحة اليمنية يتسع حول إعلان قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء على محسن الأحمر تأييده لثورة الشباب التي تطالب برحيل الرئيس علي صالح، فأحزاب المعارضة اليمنية احتفت ورحبت بهذا الإعلان، في حين يتوجس الشباب من ذلك باعتباره إحدى الشخصيات البارزة في نظام الحكم القائم منذ 32 عاما، ورؤيتهم أنه يحاول بهذه الخطوة ترسيخ نفسه بصورة القائد النافذ الجديد في البلاد، وتصفية حساباته الشخصية مع الرئيس اليمني ونجله.
مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية في رصدها حديثا للخمسة المتطلعين لقيادة الشرق الأوسط الجديد، أوردت أسم علي محسن الأحمر ضمن هذه الأسماء.. وأشارت إلى أن على محسن الأحمر أحد رجال نظام الرئيس اليمنى على عبدالله صالح، استطاع أن ينافس بقوة في ذلك السباق نحو قيادة الشرق الأوسط الجديد، فحينما أعلن فجأة دعمه لحركة الاحتجاج في اليمن، أشار المحللون إلى أن الإطاحة بصالح مجرد مسألة وقت.
وتقول: " لكن الأحمر ليس الفارس الأبيض، فذلك القائد العسكري عمل كمزارع صالح الوحشية ضد المحتجين الشيعة، بل استخدم في بعض الأحيان الجهاديين المتطرفين كقوة ضدهم، كما أنه يتهم بالضلوع في أنشطة إجرامية متنوعة".
وشجع موقف علي محسن الأحمر (70 عاما) وهو أقوى القيادات العسكرية في اليمن كثير من رموز نظام الرئيس صالح من المدنيين والعسكريين على اتخاذ نفس الخطوة، ما جعل كثير من الشباب المعتصمين والمطالبين بتنحي الرئيس علي صالح يشعرون بالقلق من ذلك يعتبرونها بوادر مخطط انقلابي "قد يسرق الثورة من أصحابها"، حسب قولهم، خاصة في ظل ما يربط بينه وبين الرئيس اليمني من تحالف استراتيجي ودوره البارز في وصول الأخير لسدة الحكم منذ أكثر من ثلاثة عقود، قبل أن تسوء علاقتهما بسبب بروز مساعي لتوريث السلطة من الرئيس لنجله أحمد وهو ما يرفضه اللواء الأحمر لاعتقاده كما يقال بأنه الأحق بالمنصب.
وخلط انضمام علي محسن الأحمر لثورة الشباب كثير من الأوراق، ودفع ببعض الشباب المعتصمين للانسحاب من الاعتصام رفضا منهم لتحول من قامت الثورة بسببهم ونتيجة لتصرفاتهم في نظام الحكم القائم إلى ثوار باحثين عن دور جديد قادم.. مؤكدين أن ثورة الشباب قامت بهدف ليس تغيير الرئيس علي صالح فقط بل أدوات النظام الموجودة منذ توليه المنصب والتي عرفت بفسادها المعروف للجميع.
وكشفت وثائق دبلوماسية أميركية والتي سربها موقع ويكيليكس أن القائد العسكري اليمني اللواء علي محسن الأحمر شخصية قوية وغامضة جمعت ثروة طائلة من تهريب السلاح والمحروقات.
وقالت برقية أرسلها في عام 2005 السفير الأميركي في صنعاء آنذاك توماس كراجيسكي:"أن اللواء علي محسن الأحمر "يعتبر عموماً ثاني أقوى رجل في اليمن" لكنه أقرب إلى الإسلام السياسي الراديكالي منه إلى صالح.
وكتب كراجيسكي "أن تعاملات علي محسن المشبوهة مع إرهابيين ومتطرفين تجعل وراثته الرئاسة غير مرغوب فيها من جانب الولايات المتحدة وآخرين في المجتمع الدولي".
وبحسب السفير كراجيسكي فإن اللواء الأحمر كان "قبضة صالح الحديدية" ونال سمعة في الداخل تقع بين الخوف والنفور.
ويتابع السفير الأميركي أن اسم علي محسن يُذكر همسا بين غالبية اليمنيين، وهو نادرا ما يظهر في العلن. ويقول من يعرفونه إنه ذو شخصية ساحرة واجتماعية. وبصفته قائد المنطقة الشمالية الشرقية والفرقة المدرعة الأولى، فإن علي محسن يقوم بدور قبضة صالح الحديدية".
وجاء في الرسالة أن اللواء محسن لا يتمتع بتأييد يُذكر بين اليمنيين الذين ينظرون إليه على أنه مخاتل ويبحث عن مصلحته. وقال السفير إن من المرجح أن يحاول اللواء محسن أن يكون صانع ملوك لا أن يتولى نفسه مقاليد السلطة.
وعلي محسن الأحمر هو الأخ غير الشقيق للرئيس اليمني، ويعد شخصية مثيرة، ومقربا من التيارات الإسلامية الجهادية تارة، والإخوانية تارة، فهو كان وجه النظام الجهادي أيام حرب الانفصال مع الجنوبيين والحزب الاشتراكي، ودوره معروف في حروب السلطة الستة ضد الحوثيين في صعدة، وبانشقاقه انكشف أخيرا التنافس القائم منذ أمد طويل بين الفصائل المختلفة داخل النظام الحاكم، والذي كان يتناقله الناس في اليمن.
وتحيط شكوك كثيرة بحقيقة موقف وطموحات علي محسن، بل يذهب البعض إلى توصيف موقفه بأنه انقلاب عسكري للإخوان المسلمين وذلك نظرا لتوجهه الإسلامي وارتباطه بالحزب الإسلامي المعارض في اليمن "حزب التجمع اليمني للإصلاح"، والذي بات كما يقول كثير من الشباب الذين قادوا الثورة في بداياتها هو المتسيد والمستحوذ على ثورتهم التي حولها من شبابية إلى حزبية وتفريغها من مضمونها المطالب بالتغيير إلى البحث عن أفضل الصفقات السياسية الممكنة للوصول إلى كرسي السلطة.
http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=235474