عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-03-23, 07:03 PM   #552
السفير الحميري
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-21
المشاركات: 6,292
افتراضي

هل تحاول أسرة آل الأحمر إعادة إنتاج نفسها ؟
الأربعاء 23 مارس 2011 11:48 صباحاً
[- ] تغيير حجم النص [+]
يسود اليوم تخوف بالغ من ان تكون نهاية هذه الاحتجاجات هو نقل للحكم في اليمن من ايدي أسرة الرئيس صالح إلى يد أسرة غرمائه التقليديين وهم أسرة عبدالله بن حسين الأحمر الذين أعلنوا مؤخراً دعمهم الكامل لهذه الاحتجاجات إضافة إلى علي محسن وآخرين من ال الأحمر .
خاص / عدن الغد

لايخفي سعيد سلطان وهو الشاب في الــ26 من عمره من أبناء مديرية المنصورة بعدن خيبة أمله جراء تطورات المشهد السياسي في اليمن خلال الأيام الماضية خصوصا بعد توالي الاستقالات من نظام الرئيس صالح مؤخراً.



يرى سلطان وهو خريج جامعي ان ثورة الشباب اليوم في خطر، يبرز صورة صغيرة لقائد عسكري أثار الكثير من الجدل في اليمن طوال سنوات ماضية هو علي محسن الأحمر ويقول:" حينما ثرنا في اليمن قاطبة ، لقد ثرنا ضد أمثال هؤلاء هم تجار الحروب وسبب كل المأسي التي يعاني منها اليمن البلد الفقير، لقد قتل هذا الرجل الآلاف من الناس دونما ذنب .



يشارك سلطان اليوم قطاعات واسعة من المحتجين ويرون ان هنالك محاولات حثيثة لسرقة الثورة الشبابية التي نادت بإيجاد دولة مدنية خالية من القبيلة والتحكم الأسري بمقاليدها .



يرى كثيرون ان الأحداث المتسارعة والأخيرة التي أفرزتها الساحة السياسية في اليمن يمكن لها ان تعيد إنتاج تحكم أسرة "آل الأحمر " بمقاليد الحكم في اليمن مرة أخرى بدعوى مساندة الثورة الشبابية وصناعتها .



قبل أكثر من شهر من اليوم جاهد العشرات من الطلاب الرافضين لنظام الرئيس صالح بمعاونة عدد من الليبراليين اليمنيين في محاولة الخروج في تظاهرات مناوئة لنظام الرئيس صالح ورغم كل محاولات الاعتداء التي تعرضوا لها إلا انهم تمكنوا من تنفيذ اعتصامات احتجاجية تمددت لاحقاً لتنتج حراكاً بشريا متعاظما.



خلال أسابيع طويلة كان المشاركون في هذه التظاهرات يجاهدون في التصدي للاعتداءات التي ينفذها ضدهم موالون لنظام الرئيس صالح ونشرت الصحافة المحلية يومها صوراً لعدد من البلاطجة يعتدون على النائب الليبرالي في البرلماني احمد سيف حاشد والصحفية البارزة سامية الاغبري.



منحت الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت اليمن منذ أكثر من شهر شباب هذا البلد املاً متعاظماً في التخلص من سيطرة أسرة آل الأحمر وهي أسرة قبلية أمسكت بزمام الحكم في اليمن منذ عقود إضافة إلى ان حركة الاحتجاجات أنعشت آمال متعاظمة في إيجاد دولة مدنية على حساب الدولة ذات التركيبة القبلية التي تزعمها الرئيس صالح منذ عقود.



تمكنت حركة الاحتجاج الشبابية في توحيد اليمنيين كافة في عموم محافظات البلد الذي شهد جنوبه وخلال الأربع سنوات الماضية تعاظم لمشاعر انفصالية تعاظمت إلا أنها أجلت الحديث عن الانفصال مؤخراً بعد تعاظم الاحتجاجات في الشمال .

واستطاعت هذه الحركة الاحتجاجية الشبابية النأي بنفسها خلال الأسابيع الماضية عن التكتلات السياسية ورفعت شعار إنهاء السيطرة التي تفرضها أسرة آل الأحمر على مقاليد الحكم كهدف أول وإرساء دعائم الدولة المدنية كهدف إلا ان الدعم المفاجئ الذي أعلنه القيادي البارز في الجيش اليمني علي محسن الأحمر قبل أيام أربك سير هذه الاحتجاجات وخلط الأوراق على الساحة السياسية.



أعقب إعلان علي محسن الأحمر تأييده للاحتجاجات الشعبية إعلان العشرات من القيادات العسكرية والقبلية من أسرة آل الأحمر لهذه الاحتجاجات إضافة إلى قيادات أخرى في الجيش والحكومة والكثير من هذه القيادات اتخذت مواقف معادية لحركة الاحتجاجات بداية الأمر لكنها تراجعت عن ذلك لاحقا إضافة إلى ان الكثير من هذه القيادات متهمة بقضايا فساد.



يسود اليوم تخوف كبير من ان الاحتجاجات الشعبية التي نادت بإرساء دعائم دولة مدنية في اليمن والتخلص من هيمنة القبلية قد تفشل في ذلك حيث ان الثورة قد تصطدم بدعاوي التأييد من قبل قيادات من أسرة آل الأحمر وقد يكون في الأخير محصل الثورة هو تنحي الرئيس صالح ونجله احمد ليس إلا فيما سيظل البقية ممسكين بمفاصل الدولة .



تمر حركة الاحتجاجات في اليمن اليوم بمأزق حقيقي يمكن له ان يكرس سيطرة اعتى للقبيلة والأسرة على مقاليد الحكم في اليمن ويجعل من التضحيات التي قدمت في سبيل خلق يمن جديد حر مدني تضيع في مهب الريح.



يعتقد كثيرون ان حل الأزمات التي يعاني منها اليمن يكمن في إنتاج واقع مدني بعيداً عن سيطرة القبيلة والشخصيات التقليدية وهو ما ميز حركة الاحتجاجات بداية الأمر حيث كانت مزيج من الليبراليين وفئات اجتماعية تعرضت للسحق على يد القبيلة وعكست الصورة الأعم للمجتمع المدني.



يسود اليوم تخوف بالغ من ان تكون نهاية هذه الاحتجاجات هو نقل للحكم في اليمن من ايدي أسرة الرئيس صالح إلى يد أسرة غرمائه التقليديين وهم أسرة عبدالله بن حسين الأحمر الذين أعلنوا مؤخراً دعمهم الكامل لهذه الاحتجاجات إضافة إلى علي محسن وآخرين من ال الأحمر .



حتى اللحظة يبدو ان شباب هذه الثورة يصارعون لأجل الحفاظ على قيم ثورتهم التي كسبت تأييد واسع النطاق في عموم اليمن لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو هل ستتمكن هذه الثورة في خلق يمن حضاري مدني جديد أم ان أسرة آل الأحمر ستعيد إنتاج نفسها من الباب الخلفي؟
__________________


وانها ثوره حتى النصر
السفير الحميري غير متواجد حالياً