استقالة وزيرة ومندوب اليمن بالأمم المتحدة والآلاف شيعوا ضحايا مجزرة الجمعة
صالح يقيل الحكومة والعلماء وشيوخ القبائل يصعدون الضغوط لرحيله
صورة الصفحة
صنعاء -نبيل سيف الكميم -وكالات:
تاريخ نشر الخبر: الإثنين 21/03/2011
النص
أقال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أمس الحكومة وكلفها بالاستمرار في تسيير الأعمال، بحسب ما أفادت وكالة الانباء اليمنية الرسمية في رسالة نصية الى مشتركيها. وجاء في الاعلان ان "رئيس الجمهورية يقيل الحكومة ويكلفها بتسيير الاعمال حتى تشكيل حكومة جديدة".
ويأتي ذلك فيما تتصاعد الحركة الاحتجاجية المطالبة بتنحي صالح، وبعد يومين من مقتل 52 شخصا على الاقل في هجوم على المتظاهرين المعارضين له في صنعاء. إلى ذلك طالب رجال دين وشيوخ قبائل بارزون الرئيس اليمني بالاستجابة "لمطالب الشعب"، فيما تلقت حكومته ضربة جديدة باستقالة وزيرة على خلفية "مجزرة" الجمعة التي شاركت حشود ضخمة في تشييع العديد من ضحاياها أمس.
وأعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أن مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة عبدالله الصايدي تقدم أيضا باستقالته من منصبه "احتجاجاً على استخدام العنف ضد المتظاهرين". كما تقدمت جميلة رجى وهي سفير مفوض في وزارة الخارجية اليمنية مرشحة لتولي منصب السفير في المغرب كذلك باستقالتها من منصبها.
في هذا الوقت ذكر بيان صادر عن "كافة علماء ومشايخ اليمن" أن على الرئيس علي عبد الله صالح "الاستجابة لمطالب الشعب"، في إشارة على ما يبدو إلى الحركة الاحتجاجية التي تطالب بإسقاط النظام ورحيل الرئيس. وطالب البيان "وحدات الجيش والأمن بعدم تنفيذ أي أوامر تصدر لهم من أي كان للقتل والقمع".
ووجه العلماء والمشايخ "التحية إلى شباب التغيير"، داعين إياهم إلى "الاستمرار على هذا النهج". ودانوا بشدة "المجزرة الجماعية التي تم ارتكابها بعد صلاة الجمعة"، معتبرين أن "ما تم عيب أسود وفقاً للأعراف القبلية". وحمّلوا "السلطة ممثلة برئيس الدولة المسؤولية الكاملة عن الدماء التي سفكت"، رافضين "إعلان حالة الطوارئ في البلاد لعدم وجود قانون منظم لحالة الطوارئ".
وصدر البيان بعد اجتماع لكبار العلماء وشيوخ القبائل في منزل صادق الأحمر، الشيخ البارز في قبيلة حاشد النافذة التي ينتمي صالح إلى أحد فروعها. وأعلن شيوخ من قبيلتي حاشد وباكيل اليمنيتين في فبراير انضمامهم إلى الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ نهاية يناير.وكان الأمين العام للجنة التحضيرية للحوار الوطني حميد الأحمر قال في تصريح لقناة الجزيرة السبت: إن صالح "فقد شرعيته"، وان "مبدأ التفاوض مع النظام قد شطب تماماً من قاموس قوى المعارضة بعد مجزرة" الجمعة. وقتل 52 متظاهراً وأصيب أكثر من 120 بجروح في صنعاء برصاص قناصة ومسلحين قال المتظاهرون إنهم "بلطجية" مناصرون للسلطة. وقد بدأ الرصاص ينهمر على المحتجين عندما حاول بعضهم تفكيك حاجز نصبه مناصرون للنظام من أجل قطع شارع يؤدي إلى ساحة جامعة صنعاء حيث يعتصم المناوئون للنظام منذ 21 فبراير.
وأعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح حالة الطوارئ في البلاد لثلاثين يوماً،معبراً عن "أسفه" لمقتل المتظاهرين، قبل أن يعود ويعلن يوم أمس يوم حداد وطني على أرواح الضحايا. وقد أكد صالح لسفراء دول الاتحاد الاوروبي التزامه حرية التعبير عن الرأي"،بحسب ما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية. واعتبر المتظاهرون المعتصمون في صنعاء أن على "السفاح الذي سقطت شرعيته أن يعرف أن أساليبه القديمة التي مارسها في الكذب والمغالطة لا يمكن أن تنطلي على أبناء الشعب اليمني".
واضافوا في بيان موقع باسم "الشباب المعتصمين في صنعاء" :إن "عمليات القمع والإرهاب لن تثنينا عن هدفنا السامي وهو إسقاط النظام بالطرق السلمية".وشيعت حشود ضخمة أمس في صنعاء وسط حالة من الغضب الشديد جثامين أكثر من نصف قتلى الهجوم في أكبر تظاهرة تشهدها العاصمة اليمنية منذ بدء الاحتجاجات،وامتدت الحشود من جامعة صنعاء، مركز الحركة الاحتجاجية، إلى المقبرة على بعد عدة كيلومترات.
وجمعت التظاهرة الكبيرة المعارضين والمستقلين من نواب وممثلين لمختلف الأطراف السياسية والاجتماعية.وأقامت الحشود صلاة الجنازة على جثامين 28 من القتلى لُفّت بأعلام اليمن بعدما أخرجت من مستشفى قريب، بين الخيم التي تفترش ساحة الاعتصام في العاصمة اليمنية قبل حملهم نحو المقبرة. وردد المشاركون وبينهم قادة المعارضة هتافات بينها "دم الشهداء مش ببلاش". وحمل المشاركون الأعلام اليمنية، ورفع بعضهم لافتات كتب عليها "الجزار صالح ذبحهم لأنهم قالوا لا"، و"الديكتاتور المصنوع في امريكا"،ورفع البعض الآخر صور القتلى.
وقال رئيس الكتلة البرلمانية للمستقلين القاضي علي عبد ربه الذي شارك في التشييع: "يجب محاسبة المسؤولين عن كل قطرة دم". واعتبر أحد المشاركين في التشييع ويدعى احمد أن "الرئيس يكذب، هو الذي أمر بإطلاق النار على المتظاهرين".وفي وقت سابق، قدمت وزيرة حقوق الإنسان هدى البان استقالتها من منصبها الحكومي ومن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم. وذكرت في بيان أن استقالتها تأتي على خلفية "المجزرة الوحشية" في صنعاء، معتبرة أنه "يجب محاسبة كل مرتكبيها وتقديمهم للعدالة".
واستقالة وزيرة حقوق الإنسان هي الثالثة من الحكومة اليمنية منذ بدء حركة الاحتجاجات بعد استقالة وزيري السياحة نبيل الفقيه الجمعة ووزير الأوقاف حمود الهتار. وتقدم أيضا نائب وزير الشباب والرياضة حاشد الأحمر باستقالته من منصبه.وقدّم 23 نائباً حتى الآن استقالاتهم من الحزب الحاكم، علما أن حزب المؤتمر الشعبي العام يملك 230 مقعداً في البرلمان من بين 301. وتقول منظمة العفو الدولية:إن العدد الإجمالي للقتلى منذ بدء التظاهرات ضد النظام بلغ "80 شخصاً".
http://www.raya.com/Politic/anews/Pa...3-21-1322.aspx