أنا متعاطف إنسانيا مع أخوتنا في العربية اليمنية
لكن هذا التعاطف الإنساني شيء ومحاولات تسيسه هنا وجعله يضرنا بشكل خطير شيء آخر تماما
بالأمس حاولوا إستغلال تعاطفنا معهم هنا وغير هنا وتسيسه في غير مصلحتنا تماما وزعموا أن الجنوبيين تنازلوا عن مطالبهم الشرعية بل وصل الحد بأحدهم إلى القول أن الدم المسال في صنعاء عمد الوحدة اليمنية مرة أخرى
بالنسبة لقناة عدن فمايجري في العربية اليمنية هو خبر كأي خبر عربي وماسأة كأي ماساة عربية ومشابه لما يجري في أي بلد عربي آخر عليهم نقله لكن دون الإغراق فيه ودون إعطاءه اولوية قد تصل أحيانا إلى أن يصبح ألمهم أهم حتى من ألمنا كما ريريد البعض هنا وغير هنا
هم لديهم عدد كبير من القنوات الخاصة المعارضة والوالية وعدد كبير من القنوات الحكومية وعدد كبير من القنوات العربية التي تهتم بما يحصل ليدهم
أما نحن فليس لدينا غير قناة فقط رغم شح إمكانياتها ورغم أنها لا تتمكن من التعبير عن المنا بشكل كافي ومع هذا ومع أنهم يتجاهلون مايجري لدينا عمدا بل يتجاهلون حتى من يسقط في مايزعمون أنها مطالب ثورتهم ولأجل التغيير كما يقولون يتجاهلون إن كان هذا سقط في الجنوب
وعليه فأظن أن علينا الترفيق بين الإحساس الإنساني الطبيعي والتضامن مع كل مظلوم وبين محاولات الإبتزاز العاطفي الذي يمارسها البعض هنا والتي يرد عبرها وعبر تسيسها لاحقا إلى أن يوصلنا إلى مرحلة عدمية تبكي فيها على غيرنا وعلى من يبكي عليهم كثر ونهتم بهم أكثر مما نبكي على أنفسنا وأكثر مما نهتم بما يحصل لدينا
وأعتقد أنه من حقنا كجنوبيين أن نتوقف عن إدعاء المثاليات الزائدة عن الحد ونتوقف عن جعل البعض يستغل طيبتنا ويوجهها ضدنا وأعتقد أنه لايوجد أولى منا بالتعاطف مع قضيتنا ولا يوجد من هو يعاني أكثر منا ومن هو محتاج لإهتمام به أكثر منا
وياموزع المرق أهل بيتك أحق