المصدر أونلاين - خاص

عاد الهدوء عصر اليوم إلى ساحة حديقة الشعب وسط مدينة الحديدة غرب اليمن بعد نحو ثلاث ساعات من الاشتباكات بين مئات "البلطجية" تسندهم قوات من الأمن العام وآلاف المحتجين المعتصمين في الساحة المطالبين بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح.
ووفق المصادر الأولية فإن نحو مائتي متظاهر أصيبوا بجروح واختناقات جراء إطلاق النار وقنابل الغاز المسيلة للدموع عليهم، إضافة إلى الرشق بالحجارة والاعتداء باستخدام الهراوات.
وقال شاهد عيان لـ"المصدر أونلاين" إن مئات البلطجية يتقدمهم قوات من الأمن العام هاجموا المعتصمين في الساعة العاشرة صباح اليوم وأطلقوا الرصاص ومسيلات الدموع في محاولة لفض الاعتصام المستمر منذ أسابيع.
وأضاف أن أكثر من مائتي شخص أصيبوا في الهجوم، عشرات منهم بجروح جراء إطلاق النار واستخدام الهراوات والخناجر، مشيراً إلى أنه شاهد طفلاً في الثالثة عشرة من عمره مصاباً برصاصة في ذرعه.
وقال شاهد آخر إن المعتصمين ردوا برشق المهاجمين بالحجارة لصد الهجوم، مشيراً إلى أن نحو خمسين مصاباً أسعفوا إلى مستشفيات خاصة بالمدينة فيما تلقى المصابون الآخرون إسعافات أولية في المستشفى الميداني بالمدينة.
وأصيب مراسل "المصدر أونلاين" بسيم الجناني باختناق أدى إلى إغمائه أثناء ما كان يؤدي عمله الصحفي، وأسعف إلى المستشفى، لكنه خرج عصر اليوم بعد تماثله للشفاء.
وكان حزب المؤتمر الشعبي الحاكم أقام مهرجاناً تأييداً للرئيس صالح صباح اليوم في ساحة مصلى العيدين لكنه شهد انقساماً بعد أن ردد المئات من المشاركين شعارات تطالب بإسقاط صالح.
وأكد شهود عيان إن عراكاً وقع في المهرجان حينما انسحب المئات من المشاركين في الاعتصام، مشيرين إلى إنهاء المهرجان في ساعة مبكرة وحشد المولين للرئيس لمهاجمة المعتصمين في ساحة حديقة الشعب.
وبحسب مصادر متطابقة، فإن وزير الأوقاف حمود عباد كان يقود عملية الهجوم على المعتصمين في ساحة حديقة الشعب، فيما لفتت أخرى إلى أنه كان على متن طائرة مروحية حلقت في الصباح الباكر فوق ساحة الاعتصام.
وعصر اليوم، أعلن الشيخ صادق الأحمر شيخ مشائخ حاشد تعليق جهود الوساطة بين أطراف العمل السياسي حتى إيقاف الاعتداءات بحق المعتصمين.