[السيل الجارف]

أخي د. رفيق المحترم
لاحظت لديهم حرصهم الشديد على أظهار صورة اليمن موحد
وتركيزهم في الاشارة الى تفاعل الجنوب مع شعارهم،
لدرجة المبالغة في تصوير الواقع..وقدت صورة التوحيد بمثابة جملة ملزمه لكل
من يتحدث للاعلام منهم..فيعطونها مساحه كبيره من مداخلاتهم..واهتمام
يكشف مدى تمسكهم بالجنوب..حتى أنك تشعر أن هدفهم هو الجنوب بعينه،
وما أسقاط النظام الا وسيلة..
طبعا" أغلب المتحدثين مع وسائل الاعلام هم شباب مثقفين، ومدركين حقائق الوضع
وأن الجنوب يقع تحت ألاحتلال..ويدركون أن أحتفاظهم بالجنوب تحت السيادة اليمنية مهمه
ليست سهله،بل أهم من نشاطهم في أسقاط النظام ...فتراهم يستميتون في التغني بالتوحيد المزعوم
ويأتي ذكر المحافظات الجنوبيه بمناسبه وبدون مناسبه...فهم من الان يدشنون معركتهم الثانية..
وفي ذروة مطالبتهم بحقهم المشروع في أسقاط نظامهم المستبد،تجدهم مستشرسين في أغتصاب حقوق
غيرهم..مع سبق الاصرار والترصد.
والمشكله فينا نحن ... فليس لدينا من يفكر في فتح مساحة يتحرك فيها على هامش حركة الاخرين..
فنجد أنفسنا تأئهين لا نستطيع أختراق الحواجز ولا القفز فوق المطبات،
ولا حماية طريقنا من الالغام. وفي لحظة أنسداد المنافذ نتراجع للوراء
...بل والطامه الكبرى أن من بيننا من يسلك طريق الاخرين فيقع في الفخ.
فهتف بعضنا لاسقاط النظام ،دون أن يدرك خطورة ما بعد الهتاف.
وتخلى الجميع في عدن عن رفع علم الجنوب...وهذا أصاب قضيتنا في مقتل.. وافقدنا فرصة استقلال التواجد الاعلامي
لاظهار قضيتنا للعالم...بل أخشى كل ما أخشاه،أن تذبل ثقافة الاستقلال،والانتماء بين شبابنا فعل أشراكهم في ترديد شعارات
ليس لنا فيها لا ناقة ولا جمل....
وقد ربما يترسخ هدف الاسقاط في عقول وقلوب شباب كانوا بالامس جيل الاستقلال ونار الثورة المتوقدة ......
انهم لا يعيرونا أهتمام بتغنيهم بالوحده...ولا أدري ما سبب جراءتهم ومسبباتها.
فلا أظنهم أقوياء...بل أجزم أننا نحن ضعفاء.