الجريدة0
أزمة اليمن تشتدّ... والمعارضة تعلن وفاة النظام
مقتل مؤيد في حضرموت ومُعارض في صنعاء... وقتيل و80 جريحاً في ساحة التغيير
سجّلت الأزمة اليمنية أمس، تزايداً في الأحداث الميدانية بعد مقتل مناصر للرئيس اليمني علي عبدالله صالح ومُعارضٍ له، بينما شهد الوضع السياسي مزيداً من التأزيم بعد رفض المعارضة دعوة الحكومة اليمنية إلى حوار موسّع يضمّ كل القيادات اليمنية، وكان من المفترض أن تنطلق أعماله اليوم.
ارتفع منسوب التوتر في اليمن خلال اليومين الماضيين بعد تزايد وتيرة الاشتباكات بين مؤيدي الرئيس علي عبدالله صالح وقوى الأمن من جهة ومعارضيه من جهة ثانية، إذ قُتل أحد أنصار صالح وأُصيب آخر بجروح فجر أمس، خلال اشتباكات مع معارضين للرئيس في مدينة سيئون في محافظة حضرموت (جنوب شرق)، بحسب ما أعلن مصدر أمني يمني.
وذكر المصدر أن 'الاشتباكات وقعت بين أشخاص مؤيدين ومعارضين للرئيس من قبيلة واحدة'.
وأوضح مصدر محلي أن 'العشرات من أبناء قبيلة نهد نصبوا عددا من الخيام للاعتصام تأييدا للرئيس اليمني في بلدة حورة، غرب سيئون، غير أن معارضين من القبيلة نفسها أطلقوا النار على المخيم، ما أدى إلى مقتل ربيع النهدي وإصابة آخر بجروح'.
وفي مدينة سيئون أيضا، أُصيب متظاهران بجروح خلال تفريق عناصر النجدة والأمن المركزي اليمني تظاهرة سلمية شارك فيها الآلاف للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح وفقا لشهود عيان ومصدر طبي.
وأكد الشهود أن عناصر الأمن صدت التظاهرة في الشارع العام وأطلقت الرصاص الحيّ في الهواء والغاز المسيل للدموع. كما استخدمت الهراوات لقمع المتظاهرين. وأفاد مصدر طبي في مستشفى سيئون بأن المستشفى استقبل جريحين اثنين، أولهما يعاني كسرا في اليد نتيجة الضرب والآخر ضربة في الرأس.
كذلك خرج الآلاف من الطلاب في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، في مسيرة احتجاجية جابت شوارع المدينة تدعو إلى إطلاق سراح زملائهم المعتقلين وإسقاط النظام.
وفي سياق متصل، بلغت حصيلة الضحايا من المعتصمين في ساحة التغيير مقابل جامعة صنعاء في وقت متأخر من مساء أمس الأول، بنيران قوات الأمن اليمنية، قتيلا و80 جريحا، 8 منهم في حال خطيرة.
وأكد مصدر أن اثنين من الجرحى أُصيبا في الرأس، وأن حالتيهما حرجة جدا، وأن المستشفى الميداني الذي أقامه أطباء في الساحة لم يتمكن من معالجة جميع الجرحى. وأضاف أنه تم نقل بعض الجرحى إلى مستشفيات خاصة، إذ إن المستشفيات الحكومية رفضت استقبالهم.
وكانت قوات الأمن اليمنية فتحت النار على المعتصمين أثناء محاولتهم إدخال مؤن وخيام إلى الساحة، وعندما منعتهم هتفوا برحيل النظام فأطلقت الرصاص الحيّ والقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. كما وضعت قوات الأمن حواجز اسمنتية على مداخل مركز الاعتصام. وانتشرت قوات من الجيش والأمن المركزي في جوار مكان الاعتصام ومناطق مختلفة في العاصمة اليمنية.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أن مجموعة من المعتصمين أمام جامعة صنعاء حاولت نصب خيمة أمام مدرسة للأطفال في شارع الحرية فمنعتها رجال الأمن من ذلك نظرا لأن المكان غير مخصص للاعتصامات، ونصب خيمة فيه من شأنه أن يلحق الأذى بالمواطنين والتلاميذ. وأضافت الوزارة أن 'تلك المجموعة من المعتصمين أقدمت على مهاجمة رجال الأمن مستعينة بعناصر مسلحة من بلطجية اللقاء المشترك، تمترسوا على أسطح بعض المنازل، وأخذوا يطلقون النار بغزارة، ما أدى إلى إصابة عدد من رجال الأمن والمواطنين'.
«الهجوم الهمجي»
في المقابل، وصف الحوثيون أمس، اعتداء قوات الأمن اليمنية على المعتصمين في 'ساحة التغيير' بـ'الهمجي'.
وقال القائد الميداني للجماعة عبدالملك الحوثي في بيان صحافي: 'ندين ونستنكر بشدة العدوان الهمجي الذي ارتكبه النظام مساء أمس بحق المعتصمين في 'ساحة التغيير'.
وأضاف البيان أن 'النظام يكشف بتلك التصرفات الخطيرة عن وجهه القبيح شيئا فشيئا، وهو يخلع الأقنعة التي ظل يتستر بها، فبرزت بدمويته، ووحشيته وأنه لا يحتكم لا للقانون ولا للدستور'.
كما حمّل الناطق الرسمي لتجمُّع أحزاب المعارضة 'اللقاء المشترك'، محمد قحطان في مؤتمر صحافي، الرئيس اليمني شخصيا المسؤولية الكاملة عن الجريمة التي ارتكبتها قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري ضد الشباب المعتصمين, ولم تسلم منها الفرق الطبية التي قدمت لإنقاذ الجرحى.
واعتبر قحطان أن هذا الاعتداء مؤشر على بدء تهاوي النظام أمام صيحات ثورة الشباب برحيله, محذرا السلطة من التمادي في اعتداءاتها على الاحتجاجات السلمية وارتكاب هذه الجرائم التي لا تسقط بالتقادم.
مؤتمر وطني
وفي وقت سابق من يوم أمس، أعلن مصدر يمني رسمي أمس، عن عقد مؤتمر وطني اليوم بمشاركة 40 ألفا من مختلف القوى السياسية لحل الأزمة اليمنية.
وأفادت وزارة الدفاع اليمنية عبر موقعها الإلكتروني بأن تحضيرات مكثفة تجري لانعقاد 'المؤتمر الوطني الأول' اليوم. ونسبت الوزارة إلى مصادر مطّلعة أن المؤتمر سيتوقف عند الأوضاع الراهنة على الساحة الوطنية بهدف الخروج برؤية موحّدة بما يخدم مصلحة اليمن.
في المقابل، ردّ الناطق الرسمي للجنة الحوار الوطني المعارِض محمد الصبري على الدعوة الرسمية لعقد المؤتمر الوطني بأنها بمنزلة 'إعلان وفاة النظام بعد أن كان ميتا سريريا، حيث لم يعد لدى السلطة ما تقنع به الآخرين إزاء أعمال القتل والتنكيل التي طالت الشعب اليمني المطالب برحيل النظام'.
(صنعاء - أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب)
__________________
(من جد وجد ومن زرع حصد)
|