الرأية القطرية0
قتيلان وعشرات الجرحى بأعمال شغب في سجن بصنعاء
اليمن: انتشار أمني غير مسبوق والمحتجون يتحدون سلطة صالح
صنعاء-وكالات:
تاريخ نشر الخبر: الخميس 10/03/2011
النص
امتدت أمس احتجاجات يمنية تطالب بإنهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح المستمر منذ 32 عاما الى منطقة قبلية تعتبر معقله السياسي كما انتشرت عربات تابعة للجيش في العاصمة صنعاء. وقال أحد سكان مدينة ذمار الواقعة على بعد نحو 60 كيلومترا جنوبي صنعاء ان نحو 10 الاف شخص تظاهروا في المدينة. وانتشرت القوات المسلحة اليمنية منذ وقت مبكر صباح أمس حول القصر الرئاسي وميدان التغيير أمام جامعة صنعاء حيث يعتصم المحتجون المناهضون للنظام.
وتعد هذه المرة الأولى التي تظهر فيها القوات المسلحة في شوارع صنعاء منذ اندلاع المظاهرات الاحتجاجية منتصف فبراير الماضي. ويرى المراقبون أن هذا التحرك من قبل القوات المسلحة قد يكون خطة لتطويق المتظاهرين لقمعهم، فيما يقول آخرون إنه قد يكون شعورا من جانب القوات المسلحة للاضطلاع بمسؤوليتها عن حماية المتظاهرين على غرار ما فعلت القوات المسلحة التونسية والمصرية خلال ثورة الشعبين المصري والتونسي.
وهتف المحتجون قائلين "ارحل .. ارحل" بعد يومين فقط من تنظيم موالين لصالح مظاهرة موالية للحكومة وكانت بنفس الحجم. وأضافت الاحتجاجات اليمنية المتنامية وسلسلة من الانشقاقات في صف حلفاء صالح السياسيين والقبليين الى الضغوط عليه للتنحي هذا العام على الرغم من تعهده بترك السلطة عند انتهاء فترته الرئاسية عام 2013 .
وفي صنعاء التي يعتصم فيها آلاف المحتجين منذ أسابيع انتشرت عربات الشرطة والجيش في الشوارع مما أثار مخاوف من امكانية وقوع مواجهات جديدة. وساد الهدوء صنعاء في الايام القليلة الماضية بعد أسابيع من الاشتباكات العنيفة في أنحاء البلاد بين موالين للحكومة ومحتجين الامر الذي أسفر عن مقتل 27 شخصا على الاقل.
ويقول محللون ان احتجاجات اليمن ربما وصلت الى نقطة سيكون من الصعب على صالح وهو سياسي داهية التشبث بالسلطة فيها. وألقى أبو بكر القربي وزير الخارجية اليمني باللوم في الاحتجاجات المتنامية المناهضة للحكومة على تردي الاوضاع الاقتصادية في الدولة الفقيرة التي يعيش 40 في المئة من سكانها البالغ عددهم 23 مليون شخص بدولارين أو أقل في اليوم كما يواجه ثلث اليمنيين الجوع المزمن. وقال انه يريد أن يقدم مانحون أجانب ما يصل الى ستة مليارات دولار لسد فجوة خمس سنوات في الميزانية وأضاف أنه سيقدم خطة تنمية في وقت لاحق من هذا الشهر الى دول مانحة من بينها حلفاء في أوروبا والخليج وكذلك الولايات المتحدة.
ويعتصم عشرات الالاف من المحتجين في مدن يمنية كبرى ولا ينامون في الليل لسماع الخطابات وانشاد الاغاني الوطنية بعد أن ارتفعت نبرة احتجاجاتهم المناهضة لصالح. وتعهدت المعارضة أمس بتصعيد الاحتجاجات. واحتشد محتجون في مدينة اب جنوبي العاصمة في الشوارع احتجاجا على هجوم بالعصي والحجارة شنه موالون لصالح يوم الاحد على اعتصام لمناهضي الحكومة. وأصيب نحو 60 محتجا. وقال أطباء ان عمر عطا وهو شاب يمني يبلغ من العمر 18 عاما توفي متأثرا بجروح أصيب بها ليلة أمس.
وقال والد عطا في كلمة للمحتجين في اب امس "ضحى ابني بنفسه وهذه هي هدية أسرتي للثورة." ودعا نشطاء من الطلاب في اب زملاءهم لترك الدراسة والانضمام اليهم في الشوارع. من جهة أخرى قتل سجينان وجرح العشرات في مواجهات بين رجال الأمن وسجناء السجن المركزي بصنعاء خلال أعمال شغب اندلعت امس،اثر هتافات للسجناء تنادي بسقوط نظام الرئيس علي عبد الله صالح . وقال حزب الإصلاح المعارض على موقعه "اندلعت أعمال فوضى وشغب عارمة داخل السجن المركزي بأمانة العاصمة منذ مساء أمس، وسمع دوي إطلاق الرصاص إلى خارج السجن".
وقالت أمل الباشا رئيس منتدى الشقائق العربي ليوناتيد برس إنترناشونال ان هناك 21 سجينا مصابين بالاختناق نتيجة القنابل الغازية المسيلة للدموع التي أطلقت باتجاه السجناء إضافة الى عشرات المصابين بجروح جراء إصابتهم بالرصاص الحي. وقالت وزارة الدفاع اليمنية عبر موقعها الالكتروني بأن الرئيس صالح امر بالتحقيق في أحداث المواجهات بين السجناء وقوات الأمن وامر النائب العام التحقيق في الحادثة دون أي ذكر لعدد الإصابات بين السجناء ورجال الامن.
__________________
(من جد وجد ومن زرع حصد)
|