اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمالية حداوية
اليمن ... يرتل سيمفونية قراءة جديدة تخالف كل توجهات الثورة العربية المعاصرة بل ويرددها بعضهم بإصرار ويبدو ذلك من المشاهد الإستعراضية المدعومة .. فمن بين الصفوف التي تنادي بالحرية والعدل والمساواة وللا للفساد ولا للتوريث نجد من يطالب بإسعاد النظام .. لا بإسقاطه .. وبقاء الرئيس لا بمحاكمته .. يتهافتون على تلك النداءات العقيمة ليلاً ونهاراً برغم جوعهم وتخلفهم ... ومعاناتهم من الفساد الإجتماعي الذي تكتل عن الفساد السياسي في الدولة واستفحل وجوده ببقاء رواد الفساد الكبار وحاميه من رجال السلطة والدين والمجتمع ,
وبذلك فنظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يواجه تحديا سياسياً تقوده حركات معارضة ومتمردة , تنوعة مطالبها بين الانفصال السياسي والديني واسقاط السلاح والمطالبة بالتغيير في النظام فالرئيس علي عبد الله صالح يحكم البلاد منذ عام 1978 م .. كما ظهرت مؤخراً مخاوف من توريث الحكم من بعده لنجله أحمد , وأدى إلى ذلك تعمداً إلى سوء الأوضاع السياسية وسوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية : كانتشار الفساد والبطالة والفقر خاصة بعد جهود قمع التمرد في الجنوب كما وصفها النظام بل هي في الحقيقة زيادة ثقل على الناحية الإنمائية في الجنوب .. وتجاوزات أتفلت وأنهكت الطبقة العاملة وأردت بالطبقة المتعلمة وحيث تبلغ نسبة البطالة 35% على الأقل وعدد السكان نحو 23 مليون نسمة يعيش نحو 40% منهم تحت خط الفقر ..فإن حجة القضاء على المتمردين في الجنوب هي مكيدة ومبرر سياسي ليس إلا إذ يعانيها اليمن بصورة مميزة منذ عقود زمنية .. وزاد من مساوئ النظام وجود أقارب الرئيس علي عبد الله صالح في المناصب القيادية بالمؤسسة العسكرية والأمنية والحكومية .. مما يدعم أي فساد سلطوي ويُبقي على أي اعتراضات ورغبة في التغيير طي الكتمان والمراقبة الحكومية ..
مهما تزاحمة موجة إسعاد النظام في الشارع اليمني فيكفينا نحن ان نجد أولى المقارنات التي تفصل في الخطاب .. وترجح صف الحق أن رواد وقواد ثورة إسقاط النظام هم مثقفين وطلبة ورجال دين وعلم فندوا مطالبهم وهاجمو مكامن الخلل في النظام .. والذين تنطبق فيهم مواصفات الجودة الثورية على مر العصور .. بينما تروق شعارات اسعاد النظام والرئيس لكل من يندرج تحت المواصفات السياسية ذاتها .. استعلاء .. تجبر .. فساد .. تخلف .. سرقة .. رشاوى .. تعدي وغيرها من الصفات المشتركة والتي تنطلق من المصالح المادية بأي طريقة وتحت أي شعار مهما تناقضة المبادئ داخل الشخص أو المجموعات .. ومهما عاش في عزلةٍ عن أي ثورة اخلاقية وتقدمية في العالم .. لكنها ليست إلا الموازنة الكونية .. والقاعدة التي لايمكن تجاهلها .. فالطيور على أشكالها تقع .
|
:
ملاحظات على حداويه شماليه
1 - سيمفونيه واحده تعزف لا والف لا ,هناك اكثر من سيمفونيه فاعزفوا سيموفنيتكم الجديده المملؤه بالشوائب
اما سيمفونية الجنوب فهي سيمفونيه ثانيه خالصه صافيه كلاسيكيه سبقتكم باعوام ونهضت عندما كنتم تذهبون
الى صناديق الاقتراع كالدواب لتنتخبوا علي عبدالله صالح وبالهبل بالملايين وكان بامكانكم اسقاطه بالاقتراع لكنكم كنتم
تجددون العهد له وتعيدون نفخ الروح في النظام مع كل انتخابات بينما كان الجنوب يخرج ويقمع ويقتل ويشرد ويطرد اهله
من الوظائف وتنهب ارضه وتسرق ثروته ويسجن مناضليه وكنتم تباركون القتل وتنكرون علينا حق التظاهر وتزكون النظام
وتصفوننا بالانفصاليين وتصفونه بالحارس الامين على الوحده .
اذاً سمفونيتنا اقدم وقبل ان توجد الثورات في مصر وتونس التي حركتكم وضمن الخطه اما نحن فلدينا استراتيجيه لن نحيد عنها.
سيمفونيتنا لم تات من فراغ بل نسجت نوتتها من خلايا دم ابناء الجنوب وهنا الفرق ولم تستلهم الوحي من احد بل من اعصار الظلم
والمعاناة .
ولهذا فان اسقاط اوضاعكم على اوضاع الجنوب لن يتاتى وسيفشل ,ولكن لانكم لاتريدون ان تروا واقع الجنوب الا من نفس العين التي كان
يرى بها حاكم النظام الذي تطلبون اليوم برحيله بعد توفر الغطاء لكم وليس نابع من احساسكم باهمية التغيير كماتدعون بل لمنع التشطير وفي خطوه تظنون
بانها استباقيه لمنع الجنوب من تحقيق استقلاله .لكن بعدكم وبعد من يلف لفكم حتى من الجنوبيين لأنهم لن يسعفوكم وان اوهموكم بانهم اصحاب القرار
افهموا الدروس من ارادة الشعوب واتركوا الانتقائيه عندما تصلوا الى ارادة الشعب الجنوبي ولا تكيلوا باكثر من مكيال في فهم حق الشعوب في تقرير مصيرها,
اننا بلدان وشعبان مختلفان ثقافياً وسلوكياً ومذهبياً وعادات وتقاليد فافهموها قبل ان تحل الكارثه بكم .