اليمن.. عنق الزجاجة
2011-03-03 12:00 AM
منذ أشهر والمشهد السياسي في اليمن يحمل كل يوم جديداً، مختلفا عن اليوم الذي سبقه. ومرد ذلك إلى الاحتجاجات التي تجتاح الشارع والمسيرات السلمية التي تطالب -على غرار تجربتي تونس ومصر- بإسقاط النظام وتنحي الرئيس، ومسيرات مضادة تؤازر النظام والرئيس علي صالح.
المعارضة في "المشترك" تطرح رؤاها، وترفض غالبا الاقتراحات والحلول المقدمة، من الرئيس، آخرها عرض تشكيل حكومة وحدة وطنية، وفي المقابل فإن أعضاء "المؤتمر" والرئيس اليمني يطرحون مبادرات وحلولا أخرى، وبين هذا وذاك، تتبدل الرؤى، وكلام الأمس ينقضه اليوم، وكلام اليوم يُنقض غدا، وهكذا إلى أن أصبح الوضع معقداً، وبات اليمن سياسيا على عتبات المجهول.
وبما أن الفرج لا يأتي إلا من رحم الضيق، فإن الجديد، ربما يحمل حلا نهائيا للأزمة بين الحكومة والشارع المحتج ومن ثم المعارضة، وهو قبول جميع الأطراف بالمبادرة التي طرحتها هيئة علماء اليمن، والوفد الذي يمثلها برئاسة الشيخ عبدالمجيد الزنداني، وأهم ما تضمنته من انتقال سلمي للسلطة في البلاد في غضون عام. ذلك القبول؛ سيفضي بالتأكيد إلى الدخول في حوار وطني جاد بين المعارضة والنظام، حول آليات التنفيذ.
وبحسب الأخبار الواردة من اليمن فإن الوفد التقى الثلاثاء المعارضة، وطرح ضمن مبادرته، الانتقال السلمي للسلطة خلال عام، وقبل ذلك، الاثنين، التقى الوفد الرئيس اليمني، وسلمه عرضا من ثماني نقاط يتضمن إلغاء التعديلات الدستورية المثيرة للجدل وإلغاء الدعوة إلى الانتخابات وتشكيل حكومة وحدة وطنية مقابل الانسحاب من الشارع، وهو ما رفضته المعارضة الثلاثاء. إلا أن الإيجابي هو ما نسب إلى قيادي بارز في المعارضة من أنه تم الاتفاق مع العلماء باعتبارهم أصحاب قضية وطنية لا وسطاء على الانتقال السلمي والسلس للسلطة، ووضع برنامج زمني لتنفيذ الخطوات الضرورية بما لا يتعدى نهاية العام الجاري.
وبما أن دعوات من قياديين في "الحراك الجنوبي" طالبت "الحراك" بالانضمام إلى الجماهير المطالبة برحيل الرئيس، وتقديمها على مطلب فك الارتباط أو الانفصال عن الشمال؛ فإن ذلك يعد مؤشرا على محاولة إجهاض تلك المبادرة، وإن كان الهدف الظاهري هو تحاشي المواجهة مع قوات الجيش.
إن على اليمنيين جميعا أن يتريثوا قبل الإقدام على أي خطوة قد تزيد من التوتر، وتشتت الجهود الرامية إلى استقرار الأوضاع في البلاد.
http://www.alwatan.com.sa/Editors_Note/Default.aspx