مقال رائع وقف امام قضايا مفصلية ملحة على الساحة الجنوبية وبالرغم من انه شخّص الحالة كاملة
الا انه لم يضع المخارج العملية لتلك المعضلات والعراقيل....
ومع انني اتفق بان التشخيص نصف العلاج وان الوقاية من مسببات المرض طرق قد تؤدي الى الشفاء
خاصة (مع بداية الاصابة بالمرض وفي حالة اكتشافه مبكرا) الا ان الحالات المستعصية لاتنفع معها الوقاية فقط
بل تحتاج الى المزيد من العلاج والذي قد لاينفع معه في بعض الحالات الا بتر الجزء المبتلى حتى نحافظ على بقية الجسد
من السرطان الخبيث الذي تغلغل عميقا في انسجة الواقع الجنوبي .
ولن يتأتى لنا الشفاء السريع من هذا السرطان حتى بعد بتر اي عضو تالف الا بعد تكثيف الجرعات العلاجية والدوائية
والتعقيم المستمر لذلك العضو المبتور خوفا من تقيحه وتحوله الى غرغرينا قد تزيد الحالة سوءا!!!!!
إن لب المشكلة الجنوبية من خلال ملاحظاتي الدائمة تتمحور في مشكلتين اساسيتين:
الأولى: الاحزاب التي تعود انتماءاتها الاصلية الى الجمهورية العربية اليمنية كحزب الاصلاح والحزب الاشتراكي اليمني
(والتي تقوم ادبياتها على تمجيد وحدة قامت بالقوة والقهر والتسلط) لتفرضها كاجندة على شعب لم تحترم لاحقوقة الانسانية
ولاحقوقه السياسية في تلك الوحدة المزعومه ومع ذلك هو مطالب باعتناق هذا المفهوم رغما عنه!!!!
والثاني: الولاءات من قبل بعض المنتمين لتلك الاحزاب والتي تقف حجر عثرة امام تطلعات الجنوبيين في الاستقلال
والتي بدورها تقوم بدور الوصي على شعب الجنوب شاءوا ام ابوا !!!!وذلك من خلال استمرار تلقي الدعم المالي والسياسي
والاعلامي من (مصادر يمنية) بحيث ان هذه المصادر تسلب هؤلاء الموالين قراراتهم الحرة ولايكونوا في النهاية سوى صدى لصوت
القوة والجبروت والبطش وضد ارادة شعوبهم !!!!!
ان الخيانات (وليس لها تسمية اخرى غير ذلك من وجهة نظري) لشعار الاستقلال الذي آمنت به الأجيال المختلفة لشعب الجنوب
وجاء البعض ليتخلى عنه في هذه اللحظات العصيبة والتاريخية يدل على التبلد الحسي والمعنوي والفكري ليس ذلك فحسب
بل يدل على العجز والجهل والافلاس في القدرة على التعامل مع امور مصيرية (لاتعترف الا بمنطق القوة) بمنتهى الضعف والخنوع
من خلال الاستسلام للمشاريع الصغيرة التي تجاوزها شعبنا منذ زمن طويل (تحت شعار الحنكة السياسية)!!!! ليأتي البعض
(ليعيد صياغة الوحدة)!!!! بتقديمه برامج لاتلبي ولا ترقى حتى الى الحد الادنى من الطموحات التي يتطلع اليها الشعب الجنوبي
بل على العكس هي اساسا عامل هدم وبرامج تافهه تقدم الجنوب كهدية لاعدائه على طبق من ذهب!!!!!
ولذلك كان قرار شيخ المناضلين حسن احمد باعوم بدعوة جميع المنتمين الى الحراك بالخروج من الاحزاب علاجا فعالا وحلا اكيدا
للتخلص من مشكلة الولاءات الحزبية الضيقة وتغليب الولاء للجنوب اولا وأخيرا وجعله فوق كل الاعتبارات وفوق كل الاحزاب
وجعل استقلاله هدفا وحيدا لانحيد عنه تحت اية مسميات....
وباعتقادي بانه لن تقوم لنا قائمة الا بغربلة القيادات في مجلس الحراك وتشكيل قيادة جديدة للمرحلة القادمة بعيدا عن الاطروحات العقيمة
البعيدة عن هدف الاستقلال ، وعزل كل القيادات التي كانت السبب في الخيانات الداخلية والتفكك وبث الفرقة والتي كانت مسيّرة اصلا
من الاحزاب التي لاتؤمن سوى بشعار( الوحدة أو الموت)!!!!!