عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-03-03, 03:03 AM   #5
ابن المعلا
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-02-27
الدولة: الجنوب العربي/عدن
المشاركات: 1,201
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الشيخ الدكتور العفيفي المندعي في معرض رد سابق يشخص فيه الشخصية النفسية لدى كثير من الجنوبيين ما يلي

والجنوبيون تعودو ليس على فهم الامر او الموضوع بل على الرد عليه وارضاءالنرجسية والانا المتضخمة لدى الاغلبية لذلك ضاعت الحقيقة في اكوام من قصاصاتالمواضيع التي لاتخلق رأيا مشتركا ولا تصل الناس الى طريق مشترك ورأي مشتركوبالتالي موقف مشترك-انتهى-

ومن خلال النظر الى بعض الحقب التاريخي السابقة بقصد تأكيد استنتاج الشيخ العفيفي من خلال سرد مواقف عدة
الموقف الاول
قبل خروج الاستعمار البريطاني انشأ –اتحاد الجنوب العربي—
وهو يعكس التزام ادبي اخلاقي من ثقافة الانجليز بعدم ترك الارض تأكل بعضها البعض بين ابناءها ومالايدرك تحقيقه كاملا فمن الاحسن تحقيق جزء منه ففضل الانجليز تسليم الامورلاعيان الجنوب من بيوتات السلاطين الوطنية كونعها بمثابة البوابات لقبائل وشعب الجنوب كموقف مشترك يضمن تحقيق مصلحة للجنوبيين باخراج المستعمر وابقاء مصلحة للانجليز من خلال التعاون الاقتصادي والثقافي والاجتماعي معتبرين للاثر الحسن الذي خلفوه لاكثر من مائة عام في الجنوب
لقد انقلب الجنوبيين على هذا الموقف المشترك الممكن ذلك الوقت واخرجوا البيوتات تلك بطريقة لا انسانية
الموقف الثاني
حينما ساهم الجيش الذي كان يخدم في عهد الاستعمار في حركة الكفاح المسلح وكان من الاهمية بقاء مؤسساته تخدم ضمن الجيش الجنوبي وايد ذلك الرئيس قحطان الشعبي لانه رأى ان ذلك هو الموقف المشترك الممكن للمحافظة على وحدة الصف الجنوبي ليس فقط على وحدة فكرة صافية فقط من اللوثات الاستعماريه كما كان يروج لها وانما على قوة الجنوبيين بمؤسساتها تلك حتى وان كان لها رابط بثقافة الانجليز العسكرية ولكن صوت المغالاة الذي لايجيد التمحورضمن دائرة الموقف المشترك ويفسر ذلك بانه من النفاق اعتبر ان الجيش انما يمثل تركة الاستعمار ويجب ان ينزاح فتم التآمر عليه بمبرر الغلو للوطنية والهوية الجنوبية وتم الانقلاب على قيادة الجيش –حسين عشال—ثم قحطان الشعبي

الموقف الثالث
حينما وجد سالم ربيع علي ان ديكتاتورية البروليتارليا العمالية غير ممكنه في الجنوب اليمني لانها تحتاج الى بلد صناعي بمصانع وصناع ورأى ان ديكتاتورية الكمبرادورية الفلاحية هي الانسب للجنوب اليمني لانه بلد زراعي كموقف مشترك بين الاشتراكيه الماركسية المتحيزة للعمالية وبين العودة الى الراسمالية اعتبر ذلك الغلاة بانه ليس موقفا مشتركا وانما انحرافا فتم الانقلاب عليه
الموقف الرابع
حينما رأى السيد علي ناصر محمد بضرورة الانفتاح على دول الجوار واعطاء الفرص الاستثمارية للراسمال الجنوبي مع بقاء مركزية الدولة بحزبها الاشتراكي كموقف مشترك يجمع بين المركزية والانفتاح رأى ذلك الغلاة بانه ليس موقفا مشتركا فتمت الدعوة لاقصاءه وتجربته التجديدية
الموقف الحاضر
واخيرا حينما تشكل الحراك الجنوبي من اجل استعادة الدولة والهوية الجنوبية للجنوب العربي التي تكاد تكون قد اندرست من ثقافة الجنوبيين انقسمت قيادات الحراك بين من يرى ان الجنوب هو الحزب الاشتراكي والحزب الاشتراكي هو الجنوب ومن يرى ان الجنوب هو الجنوب العربي وليس له في اليمننة شيئا
اننا حقيقة امام حالة سيكلوجية كما وصفها الدكتور الشيخ العفيفي المندعي لاتستطيع ان تتموضع في موقف مشترك ولاتستطيع الا ان تكون في موضع طرفي نتيجة للنرجسية والانا المتضخمة كما يصفها الشيخ الدكتور
اليوم نجد بوادر هذه النرجسية والانا المتضخمة واضحة في التنابز والتشاحن بين اصحاب شعار فك الارتباط وشعار اسقاط النظام
ان الناظر لمستجدات الساحة الجنوبية العدنية خاصة يجد سرعة تفاعل العدنيين كلهم من يافع وابين وتعز واب والهند وافريقيا وشبوة وحضرموت ...مع شعار اسقاط النظام وقد رفعوا شعار اسقاط النظام والتفوا حوله فما هي الاسباب
السبب الاول
ان الكثير من قادة الحراك لم يحلل التركيبة النسيجية لمدينة عدن الشعوبية من مختلف المناطق اليمنية شمالا وجنوبا وزد على ذلك من الهند وافريقيا المتسمة بما يلي
عدم الالتفات الى التفاصيل الدقيقة لمفهوم الوطنية والهوية التي يتسم بها الكثير من ابناء الريف المجاور لمدينة عدن نظرا للاشتراك في عوامل التأثير الثقافي على اهل مدينة عدن مما جعل الاعتزاز بالانتماء الانساني الاخلاقي اولا ثم الديني ثانيا محور التشكيل الاساسي في شخصية العدني ,فالعدني لايهمه ان يكون عربي مش يمني او جنوبي مش شمالي بقدر ما يهمه ان يكون انسان يحترمه الاخرين ويحترم الاخرين لمفهوم الانسانية الواسع كذلك فالعدني يجعل من اخلاق الشخص العامل المميز لهويته وليس شماليته او جنوبيته يمنيته او عربيته كما يصور ذلك البعض فمما يهتم به العدني الاخلاق الانسانية –هل انت سكران هل انت سارق هل انت شاذفكريا او نفسيا او حتى جسديا هل انت محترم هل انت شريف—هذه هي وطنية العدني التي لم يفهمها ابناء الريف الذين حول عدن وارادوا ان ينقلوا مفهومهم للوطنية ببعدها الريفي الجهوي والقبلي لابناء عدن فلم تنجح وان كانت عند الكثير منهم نابعة من الصفاء الوطني والانتماء للهوية الجنوبية
السبب الثاني
ان الجيل المشارك في فعاليات احداث مدينة عدن يبلغ من العمر مابين السابعة عشر الى الثلاثين تقريبا وهو مايدل على انه من مواليد بداية الثمانينات حتى بداية التسعينات وهذا الجيل اصلا لم يحيا نموذج اتحاد الجنوب العربي ولا جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية فبالتالي فقوة تأثره بالاثر الثقافي الجنوبي ليس قويا فعلى سبيل المثال انا من مواليد 1967 وحينما استمع الى اغنية المرشدي او عطروش اجدني استحضر تلك الايام الجميلة بحسنها وقبحها واستحضر كل الذكريات التي عشتها في تجربة ابائي قتتقوى رغبتي بعودة الشيء الحسن لنموذج ابائي اما الجيل الجديد فتضعف مثل هذه المؤثرات المتصلة بالذاكرة مما يجب علينا ان نعذره اولا وثانيا ان تقدره لانه من قد يبرهن كما برهن الشباب المصري والتونسي واليوم الليبي من كونه افضل منا واصدق منا وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء
السبب الثالث
ان هذا الجيل اصلا قد منحنا الفرصة الكافية في قيادة ثوريته الشبابيه منذ ان بدأت فعاليات الحراك الفعليه مابين عامين الى ثلاثة اعوام ولكننا حقيقة لم نكن بمستوى الثقة لان هذا الجيل على قدر من الفهم والذكاء بحيث انه كشف تنازعنا على الزعامة بمبرر الوطنية والخوف على القضية وقد كان صادقا معنا ولكننا كنا انتهازيين وانويين ونرجسيين حبا في الزعامة وتصدر القيادة وقد كشف هذا الجيل عفننا ونتن ريحة خلافاتنا تارة على اساس مناطقي وتارة هلى اساس جهوي او حزبي او نرجسي
ان الفاحص لسيكلوجية ابناء عدن عامة وهذا الجيل خاصة يجد انه لايمكنه ان يتموضع في زوايا ضيقة واركان طرفية لان شخصيته لاتنسجم مع هذه التموضعات الضيقة الافق طبقيا او حزبيا او مناطقيا بل انها تنسجم مع الموقف المشترك الذي يستوعب الكل ويشمل الكل في وحدة تقدر حق الجنوبيين المنسجم مع تاريخهم الحديث في الجنوب العربي وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وحق الشماليين في الجمهوريه العربيه اليمنية من خلال وجود علاقة محترمة بين الشعبين تفرزها الاحقية المجتمعية اقليميا ودوليا عبر المنظمات القانونية باجراء استفتاء شعبي على الوحدة او فك الارتباط لمراعاتنا القلق الذي يشعر به الكثير من الجنوبين بانفصال في ظل قيادات لم تتمكن من الاتفاق على قيادة واحدة حتى الساعة
ان الناظر لسلوك بعض الاخوة الجنوبين بغلو معاداتهم للمخالف وطريقة تحركه في المشهد السياسي اليوم والامس يكتشف انه لايزال يفكر بعقلية السبعينات الانقلابية ويظن بأن من يسيطر على مقاليد الامور سيفرض مشروعه واجندته الخاصه
ولانجد اثرا سلوكيا للبعد الديمقراطي في طريقة تعاطيه لمعطيات المرحلة وافرازاتها وهذه مسألة في غاية الاهمية ينبغي توضيحها
فنحن مثلا ولله الحمد في الهيئة الشرعيه قد تجاوزنا ولله الحمدهذا الظن وعرفنا انه حتى واذا ما آلت الامور الى امكانية ان نسيطر على الوضع كاملا عقب مرحلة انفلات متوقعة ونقصي الاخرين في نموذج طالباني فانه وفي هذه الحالة سيضطر الكثير من المخالفين لتوجهنا هذا الى ان يتكتلوا ضدنا وسيتحصلون بكل سهولة على دعم خارجي للحيلولة دون نجاح مشروعنا الذي قد يفكر البعض باقامته دون النظر الى عواقبه وحينها ستتحول المعركة بكل بساطة بيننا البين الجنوبيين وسيتم تغذيتها من المجتمع الاقليمي بل والمحلي ومن المؤكد الدولي ولهذا عرفنا انه لابد من ان تكون لدينا الآلية النضاليه في التعامل مع المستجدات العالمية وقبول التعددية وبقية المشاركين لنا سواء اكانوا موافقين ام مخالفين بغير ذات العقلية التي يفكر بها البعض من ان الامر بكل بساطة يعتمد على من يقفز القفزة الاولى القوية ويخطف الخطفة القابضه على دفة الحكم لينفرد بظنه من خلال ديكتاتورية مشروعه الحزبي او المناطقي او الطبقي للبلاد وكأن الاخرين مجرد نعاج ودجاج سيقبلون بهكذا وضع بكل سهولة,
ان الفاحص للتعنت لدى البعض والظن بامكانية الاستفراد بالامر من خلال القفزة والخطفه يكشف عن غياب القناعه بالممارسة الديمقراطية للمرحلة القادمه ان شاء الله لان لازم تصرفاتهم يبين تلك القناعات الدفينه بالاستفراد والاستحواذ الديكتاتوري فلو كانوا مقتنعين داخليا بالممارسة الديمقراطية كالاستفتاء والتشاور والانتخابات لالتزموا نوع من الاعتدال مع الاخرين ولظهر منهم سلوكا نضاليا يقبل اجتهادات الاخرين التي تظهر بين حين واخر كالدعوة مثلا اليوم الى اسقاط النظام الذي يستوجب حتما فرصة استعادة الدولة ان شاء الله لان هذا من التعارض في الاجتهادات للمواقف بحيث يكون للموقف رؤيتين صحيحتين ولكل منهما ادلته العقليه ولكن البعض يريد ان يصور ان هذا الرأي على طرفي نقيض من الراي الاخر بعدم الالتفات الى امكانية الالتقاء بالموقف المشترك الذي يتحدث عنه الدكتور المندعي بسبب النرجسية والانا المتضخمه لدى البعض
ان التعارض حالة موجودة تعالج اما بامكانية الجمع بين الرؤيتين من خلال التنسيق والتعاون او بوجود ناسخ كدليل او طارىء وقتي يستدعي نسخ العمل بادلة فريق معين وقتيا او استمراريا او بوجود مرجح مبني على عموميته الكبيرة كتكثير السواد ومواكبة الحاجة ومراعاة المصلحة الراحجة وهو ما لايريد البعض ان يفهمه ويصر على التعامل بذات العقلية مع المواقف التي تعامل معها قبل خروج الانجليز حتى اليوم والتي سردنا البعض منها للتذكير والتنبيه بضرورة الحذر من هذه التركيبة النفسية التي لاتفهم المواقف الى بطرف يمين واخر يسار وتفسر البحث عن الموقف المشترك بالنفاق والخيانه

نبيل العوذلي
نائب رئيس الهيئة الشرعيه للحراك الجنوبي السلمي لاستعادة دولة الجنوب
المملكة العربية السعودية -القصيم-
ابن المعلا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس