عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-02-28, 08:50 PM   #79
السفير الحميري
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-21
المشاركات: 6,292
افتراضي

اعلموا يا أيها الجُند أنكم: "مَّبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ" المكلا اليوم / كتب: منصور باوادي2011/2/28


لعنة الله على كرسي يقوم على دماء البشر, ولعنة الله على كرسي يحصد أرواحا ويزهق أنفسا, ولعنة الله على كرسي ييتم أطفالا ويرمل نساء. قتل بغير حق, وإرسال شباب للدار الآخرة دونما سبب, واستخفاف بأرواح الناس, واستهتار بالنصوص الشرعية التي تحرم وتجرم قتل النفس بغير حق.

لقد رأينا كيف تثور ثائرة النظام عندما يفجر أحدهم نفسه في معسكر أو مركز أمني, أو يتم اغتال شخص محسوب على النظام, فيغلي الدم في عروق النظام, ويهدد وينذر ليس حزنا وحسرة على العسكر والجند الذين قتلوا ولكن حرصا على الكرسي وبقاء النظام, وليذهب العسكر إلى الجحيم طالما أن الكرسي سالما, بينما يستقبل قتل الشباب في الشوارع ودهس النساء على يد مجرميه العسكر بكل برودة ودم بارد.

ما الفرق بين قتل شباب أعزل خرج للشارع وبين قتل عسكري في ثكنة, أليست كلها جريمة وكبيرة ؟ وبأي حق تقتل هذه الأنفس, أليس هذا هو الإرهاب ؟ لماذا نتفق على تجريم القتل الذي تمارسه بعض الجهات التي لها حسابات تصفية مع النظام ونختلف هنا لأن القاتل هو النظام ؟

في خطابه الأخير بدأ الرئيس منفعلا وكعادته هدد وتوعد أؤلئك الذين يرى أنهم يهددون ملكه, فصاح صيحة فرعون قائلا: "إِنَّ هَؤُلاَءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ" وكعادته هدد بالمؤسسة العسكرية لتحصد الأرواح وكأنه لم يكتفي بالذين قتلهم في عدن والمكلا وغيرها من المناطق, فهل يريدها ليبية ؟ وهل سنترحم على معمر القذافي مقارنة بما سيقدم عليه صالح, لقد ترحم الناس على بن علي لما رأوا إصرار مبارك, ثم ترحموا على مبارك لما رأوا إجرام القذافي, فهل سنترحم على القذافي ونقول "ويل أهون من ويلين".

مهما كانت الإجراءات الأمنية التي يتمترس خلفها النظام فإن ساعة رحيله قد دنت, وصفحات حكمه تطوى, وكأنها النهاية المحتومة التي حدثت في مصر وتونس وليبيا تتكرر في اليمن, إن هذه النهاية المذلة لهذه الأنظمة - والنظام اليمني في طريقه إليها - إنها تؤكد لنا أن الظالم والطاغية يعميه أحيانا تاريخه الأسود عن تلمس طريق النجاة وتسوقه جرائمه التي ارتكبها في حق الناس إلى حتفه, وهؤلاء قد أراقوا من دماء الناس ما الله به عليم, فأين سيذهبون. وكأن الله عز وجل لا يريد لهؤلاء خاتمة حسنة ونهاية مشرقة.

وأما أولئك الجند الذين خلت قلوبهم من الخوف من الله, ألا يتقون الله وهم يوجهون بنادقهم لشباب فيقتلونهم بغير حق ؟ ألا يعلمون أنهم مسئولون أمام الله عز وجل ؟ ألا يعلمون أنه لا طاعة لمخلوق مهما كان مركزه ومنصبه في معصية الخالق ؟ ألم يعلموا أن الله تعالى جعل جنود فرعون معه يشاركونه في الإثم والوزر فقال: "إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ" وأنه يقودهم إلى نار جهنم تتبعهم اللعنات كما قال تعالى: "يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ . وَأُتْبِعُواْ فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ", ألم تعلموا يا أيها الجند أن القادة والحكام والرؤساء وكل متبوع ومطاع يتبرؤون من أتباعهم يوم القيامة ويتخلون عنهم قال تعالى: "إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ" تذكر يا أيها الجندي أنك ستدخل في خصومة يوم القيامة مع من تتبعهم وتطيعهم في القتل والإجرام ولن تغني عنك شيئا قال تعالى: "وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ" ولن ينفع حينها الاعتراف والإقرار "وقالوا ربنا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا" اعلموا يا أيها الجند أنكم "مَّبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ".
__________________


وانها ثوره حتى النصر
السفير الحميري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس