شعار التغيير وإسقاط النظام وشعار ربط مصيرنا ومصير بلدنا وتقدمنا ونظامنا السياسي وحتى الفكري بغيرنا وربط حريتنا بالمرور بتحررهم أولا شعار مدمر للجنوب وأهله
وهذا الشعار لم يكن البيض قط أول من رفعه وإن كان يوما ما من رافعيه وممن حاول تطبيقه فأصطدم بالحقيقة المرة وتعلم بأنه شعار يخالف الواقع ولن تكفي قناعاتك الخاصة فقط لتجعل الواقع يتناسب مع شعاراتك أو أمالك وشطحاتك ومثالياتك إن لم يكن الواقع كذلك
هذا الشعار هو الشعار الذي رفع في الجنوب طيلة الأربعين عاما الماضية وخصوصا منذ عام 1969 م
وهذا الشعار وبسبب هذا الشعار تم تدمير الجنوب وهدر كل طاقاته البشرية والمادية وتفريغه من كل مقدراته
تحت هذا الشعارتم تقسيم الجنوبيين والجنوبيين إلى شيع وأحزاب وقبائل وطوائف
وتحت هذا الشعار تم تسليم قيادة بلدنا الفعلية الفكرية والسلطوية لغير الجنوبيين
تحت هذا الشعار دخلنا حروب غيرنا والتي لم تكن تهمنا ولا تحدد مصيرنا حروب لا ناقة لنا ولا جمل
وتحته دعمنا فصائل وحركات وتجمعات سكانية عدديا هي أكبر من الجنوب كله فاستنزفنا ماديا ومعنويا وسلمناهم مصيرنا فالحقونا ببلدهم
تحته لايمكننا اليوم أن نجد في ذاكرتنا زعيما جنوبيا حين نتذكر الصف الأول من قادة ثورتنا ولن نجد ولن يخطر ببالنا إلا عدبالفتاح إسماعيل أو جار الله عمر بغض النظر عن راينا فيهم فهم الوحيدين الذين بقيوا غير مشوهي الصورة أما الجنوبيين فأما رجعيين أو يساريين أو يميين أو إنتهازيين أو زمرة أو طغمة ... الخ
وتحته وتحته ضاع الجنوب ولم يعد له وجود اليوم
وتحته صار الكثير الكثير مما نعيش نتائجه اليوم
ويعد أربعين عاما من محاولات تغييرهم الفاشلة أما حبا في تغييرهم بشكل مباشر أو لأنه يتم إيهامنا بأنه لأجل تغييرنا يجب أن نغيرهم أولا بعد 40 عاما من ذلك للآسف ما زال هناك من يرفع نفس الشعار ومن يلف ويدور في حلقاته المفرغة ومن لازال يؤمن به
وأعتقد أنه آن الاوان اليوم بل أن الأوان كان يفترض أن يحين قبل اليوم لأن نتغير نحن وأن نتوقف عن محاولات تغيير غيرنا ليتغير واقعنا
علينا أن نعتمد على أنفسنا وأن لانتصور أننا نستطيع أن نحرر غيرنا ناهيك عن أن نتصور أن حريتنا لن تتأتى إلا بتحرير غيرنا
آن الاوان لأن نبذل جهودنا لتغيير أنفسنا وشعبنا بذلا من أن نضيع جهودنا هباءا في محاولات مكررة وعبثية وبدلا من أن نحاول فرض مانريده على غيرنا ليأتي ويفرض علينا ما لانريده
تحياتي