شبكة الطيف - بقلم : أبو مسلم اليافعي
يا أبناء الجنوب أن اليوم يحاك للجنوب والجنوبيين أكبر مؤامرة في تاريخ الجنوب، خاصة وأننا جميعاً مجمعين على هدف واحد ألا وهو (الاستقلال) وهذا بفضل الله ثم بعزيمة أبناء الجنوب.
وقد استخدم النظام اليمني أصحاب اللحى المزيفة والمرتزقة في عام 1994م في الفتاوى التي تجيز استباحة الجنوب أرضا وإنسانا واستخدمهم في الاغتيالات التي سبقت الاحتلال واستخدمهم في اجتياح الجنوب ثم في انتخاباته المزيفة كزيف لحاهم.
وبعد معاناة دامت أكثر من (16) عاما والتي فاقت معاناة الفلسطينيين والتي استخدمت ضدنا كل أنواع الانتهاكات المحرمة شرعاً وعرفاً من قتل واختطاف وتعذيب وتنكيل ونهب وسلب لحقوقنا وكتم لحرياتنا وكل أصناف القهر والإذلال حتى وصلت بهم المواصيل إلى محاولة طمس هويتنا وعدم الاعتراف بنا كجنوبيين.
أتى النظام اليمني ليعيد أصحاب اللحى المزيفة والمرتزقة ولكن بطريقة أخرى أبشع وأخطر من سابقاتها على الجنوب والجنوبيين، لأنهم أدركوا أن الاغتيالات والاستبداد والقهر لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية خاصة وأن أبناء الجنوب أصبحوا صفاً واحداً.
فاتوا بطريقة المعارضة وجاهروا بالعداء للنظام لأنهم يدركون أيضا إن أبناء الجنوب قلوب طيبة ومؤمنة قد يصدقونهم .
ومن خلال ما سبق
أحذر أهلي وأحبائي في الجنوب بعدم الانجرار إلى هذا المكان الذي هو أخطر على الجنوب والجنوبيين من الاحتلال نفسه وهذه الشعارات التي يسوّقونها لنا هي نفس الفيدرالية التي كانوا سوّقوها لنا سابقا وليس فيدرالية الإقليمين ولكنها فيدرالية الأقاليم التي كانوا يريدون طمس قضية الجنوب وإلى الأبد.
فالذي يخيفني اليوم أن يغرسون في نفوس شبابنا وإخواننا وأبنائنا شعار إسقاط النظام وينسوهم مطلبنا الأساسي وقد يصبح يوما ما أبناء الجنوب وأبناء الجمهورية العربية اليمنية منقسمين إلى قسمين سلطة ومعارضة وهو ما يريده المشترك مع السلطة بعد أن فشل سابقا في خطف مسيرات الحراك السلمية في الجنوب. ونحن نقرأ دائما في المواقع ونسمع من الأبواق التابعة للاحتلال إقحام المشترك في الحراك وهذا ليس من باب العداء للمشترك ولكن من باب الخلط والتعتيم على مطالب أبناء الجنوب. أقرأوا ماذا يكتبون هذه الأيام مظاهرات في البيضاء ولأول مرة يشارك فيها أبناء يافع ومظاهرات في زنجبار ولأول مرة يشارك فيها أبناء المحافظات الشمالية. فهذه المظاهرات التي نشاهدها هي بريئة على الأقل من بعض المتظاهرين ولكنها تسيّس من قيادات المعارضة والسلطة وبدل ما تسقط النظام ستسقط الجنوب وحراكه السلمي إذا لم يحذر الجنوبيين.
شاهدنا المعارضة التي كانت تمثل الأفلام وتهدد النظام باللجوء إلى الشارع ماذا فعلت عندما خرج شباب اليمن إلى الشارع.
وقرأنا ماذا قال حسين الأحمر الذي ينادي بإسقاط نظام صالح عندما قال: بأنه سيرسل عشرة ألف مقاتل من قبيلة حاشد لنصرة القذافي
وسمعنا مشايخهم وعلى رأسهم الشيخ عبد المجيد الزنداني الذي خرج ليحرم الاعتداء على المتظاهرين في الجمهورية العربية اليمنية الذين يشتبكون مع بلطجية النظام كما يسمونهم بالنعال والعصي.
ويجيزوه في الجنوب بالرصاص الحي والدبابات والطائرات الأمريكية ونحن سمعنا كثير ممن يسمون بالعلماء ورجال الدين في الجمهورية العربية اليمنية عندما يُسألون عن المظاهرات السلمية في الجنوب وعن سقوط قتلى يقولون خارجين عن القانون ويجيزون قتلهم.
وسمعنا الداعية الإسلامي طارق السويدان عندما قال راسلوني رجال دين وعلماء من اليمن قالوا لي إلا اليمن فطلبوا مني الدعوة إلى عدم التظاهر في اليمن. شاهدوا علمائنا ماذا يعملون يطلبون من علماء الخليج والعرب بالدعوة إلى تحريم التظاهر باليمن تناسوا أن هولاء علماء دين يعبدون الله وحده.
وشاهدنا نظام صنعاء الذي يدّعي بالوحدة عندما يخرج انصارة بالعصي والنعالات لمهاجمة المتظاهرين في صنعاء وتعز. ويستخدم ضد المتظاهرين في الجنوب كل أنواع الأسلحة الفتاكة ليس من أجل شي إنما لأنهم جنوبيين. وحتى مهاجمة المتظاهرين في الجمهورية العربية اليمنية بالنعال والعصي من باب خداع الرأي العام للتغطية على الجرائم التي يرتكبها في الجنوب.
وكلمة أخيرة لأهلي في الجنوب
أنتم اليوم أمام أبشع أحتلال عرفه التاريخ وأمام قيادة حراك لا يصلحون حتى أن يقودون أنفسهم. إلا القلة القليلة التي أصبحت حائرة لا تدري ماذا تفعل.
فنصيحتي لكم أحبائي إمّا أن تخرجون إلى الشارع كما خرجت الشعوب التي سبقتكم وتعتمدون على أنفسكم بدون القيادة الحالية ووعودهم وبيناتهم وتصريحاتهم الكاذبة التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم.
وإمّا أن تحافظون على أرواحكم لتنفعون أنفسكم وأهلكم. وحتى لا تصبحون ضحية للشعارات الوهمية التي ترفعها بعض قيادتنا وتتغير من يوم إلى آخر فلا يمكن أن أردكم إلى الماضي وعشرات الالآف من الشهداء من أبناء الجنوب راحوا ضحية شعارات وأصبحت وهمية. ولكن من بعد الاحتلال كم شهداء قدمنا في 1994م وبشعارات متعددة وكم شهداء قدمنا من 2006م من أجل الاستقلال والحرية وبدأت تتقلص عند بعض القيادات لتصبح فيدرالية واليوم كم باستطاعتنا تقديم شهداء من أجل إسقاط النظام وبعدها سنعود للشعار الأول الاستقلال والحرية.
أرجو من أبناء الجنوب أن نثبت ونناضل ونقدم التضحيات من أجل هدفنا الحقيقي والرئيسي ألا وهو الاستقلال فلا نضحي بأنفسنا ونحن لا ندري ماذا نريد فأنفسنا ليست رخيصة إلى هذا الحد.
ولكن لازال الأمل فيكم كبير بأن تحسمون أمركم وتحررون بلدكم
ونصيحتي إلى بعض قيادات الحراك والقيادات الجنوبية في سلطة الاحتلال بعد أن شاهدنا فقط ماذا حدث أمس وفي الساعات الأولى من فجر اليوم في عدن هل تخجلون على أنفسكم وتنظمّون بصدق إلى ثورة شعبكم حتى تحرير الجنوب كل العالم يشاهد كيف يتعاملون مع مظاهرات شعبهم وكيف يتعاملون مع مظاهرات شعبنا. إلى متى تعيشون في ذل وخنوع سيأتي اليوم الذي تنكشفون فيه في الدنيا والآخرة. تعبّروا كيف ينكشفون الحكام العرب ويتساقطون واحد تلو الأخر فاغنموا الفرصة بالتوبة والعودة الله وإلى شعبكم قبل أن يأتي اليوم الذي لا تقبل فيه توبتكم لا عند الله ولا عند شعبكم.
ثورة حتى النصر.
بقلم : أبو مسلم اليافعي
26/02/2011م