الزمان0
الحزب الحاكم في اليمن لـ (الزمان): صالح منتخب حتي 2013 والمعارضة تحاول ركوب الموجة
لندن ــ صنعاء ــ الزمان:
اشتبك مؤيدو الرئيس اليمني علي عبدالله صالح امس لليوم الرابع علي التوالي مع متظاهرين من الطلاب المعارضين له ما اسفر عن اصابة عشرة اشخاص علي الاقل بجروح، فيما امتدت الاحتجاجات الشبابية المطالبة برحيل صالح الي عدن في جنوب البلاد. واضافة الي الجرحي العشرة، تم الاعتداء بالضرب علي ثلاثة صحافيين خلال المواجهات التي اندلعت امام مبني جامعة صنعاء الذي بات يشكل معقل الحركة الاحتجاجية المطالبة برحيل صالح.
فيما قال عبدالحفيظ النهاري نائب الناطق الاعلامي لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم في اليمن لـ(الزمان): اتصور ان ما يشهده اليمن من تفاعلات أكاد أجزم انه يختلف عن نموذجها في مصر وتونس.
واكد النهاري: ان سبب ذلك يعود الي توفير القضاء لحرية التعبير والممارسة المدنية والسياسية والرأي والرأي الآخر. وقال: ان المعارضة تريد ان تركب موجة الفوضي وتسقط احداث مصر وتونس علي اليمن.
واوضح: انه حتي الآن لا توجد حركة شارع عفوية وانما المطالب هي شعارات احزاب نسمعها في كل يوم.
واوضح: ان المعارضة تتحاور مع الحزب الحاكم بينما هي تشجع هذه التظاهرات وتستمر في هذا الفعل بالشارع. ورداً علي سؤال لـ(الزمان) حول مدي استعداد الرئيس علي عبدالله صالح للاستجابة لمطالبته بالتنحي قال النهاري لـ(الزمان): ان هناك مطالب غير دستورية وغير قانونية منها رفع شعارات اسقاط النظام. واوضح النهاري: ان صالح رئيس منتخب حتي سبتمبر 2013 في انتخابات ساهمت فيها المعارضة وكان لها مرشحها للرئاسة.
وشدد النهاري ان مثل هذه الشعارات لا تتفق لا مع الدستور ولا مع القانون.
ورداً علي سؤال آخر لـ(الزمان) عن الموقف الامريكي من الاحتجاجات قال النهاري: ان العامل الخارجي ومنها الولايات المتحدة الامريكية متصل بالداخل اليمني بسبب رعايتها للعملية الديمقراطية.
واضاف: ان الولايات المتحدة تعرف التفاصيل وهي تؤكد احترام حقوق الانسان وحرية التظاهر والتعبير عن الآراء وهي مقبولة.
واتهم متظاهرون معارضون "بلطجية" تابعين للحزب الحاكم بالاعتداء "بشكل وحشي" عليهم كما اكدوا وجود شرطيين بثياب مدنية بين المعتدين. فيما قال رئيس اتحاد طلاب جامعة صنعاء رضوان مسعود ان "بلطجية وانصار الحزب الحاكم يريدون من طلاب الجامعة الخروج الي امام الجامعة لتحصل مجزرة، لكن الطلاب لن يثنيهم اي عمل يقوم به الحزب الحاكم عن مواصلة ثورتهم". وتسلح بعض الموالين للنظام بالعصي والحجارة والجنبيات (الخناجر التقليدية).
وانطلق المتظاهرون من الجامعة باتجاه ميدان السبعين حيث قصر الرئاسة، الا ان المئات من مناصري صالح صدوهم علي الفور. وتجددت في وقت لاحق المواجهات داخل مبني الجامعة فأطلقت الشرطة عيارات تحذيرية في الهواء. واندلعت مواجهات مشابهة في الايام الاخيرة منذ الاحد، خصوصا ان مئات من مناصري الحزب الحاكم يعتصمون في ميدان التحرير القريب من الجامعة. وكانت المواجهات بين المعسكرين اسفرت الثلاثاء عن اصابة ثلاثة جرحي بعد ان وصل المتظاهرون الي مسافة لا تتعدي 1,5 كيلومتر عن ميدان السبعين. كما سجلت مواجهات بين المعسكرين في مدينة تعز (جنوب صنعاء) خلال اليومين الماضيين. الي ذلك، ينفذ مئات القضاة اليمنيين اعتصاما امام مبني وزارة العدل للمطالبة بتعزيز استقلالية القضاء وباقالة مجلس القضاء الاعلي.
وبدأ الاعتصام منذ الثلاثاء الا ان اعداد المعتصمين ازدادت بشكل كبير امس الاربعاء، فيما قدم بعض القضاة من مناطق اخري في اليمن.
واكد المعتصمون انهم يطالبون "بإقالة مجلس القضاء الاعلي بجميع اعضائه بمن فيهم وزير العدل".
كما يطالبون "بإشراك السلطة القضائية في درس مشروع قانون السلطة القضائية" وبـ"تطبيق استراتيجية الكادر القضائي" لضمان ضمان استقلالية القضاء، وبرفع رواتب القضاة "بما يتناسب مع التطورات الاقتصادية".
وفي الاثناء، امتدت التحركات الشعبية المطالبة برحيل الرئيس الي مدينة عدن، كبري مدن الجنوب.
واندلعت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والحجارة في حي المنصورة بعدن (جنوب) بين قوات الامن ومئات الشبان المتظاهرين ما اسفر عن سقوط ثلاثة جرحي، حسبما افادت مصادر محلية وطبية وشهود.
وذكر شهود ان اشتباكات عنيفة دارت في محيطة مبني السلطة المحلية في حي المنصورة.
وكان مئات الشباب تجمعوا في ساحة هذا الحي مطالبين برحيل الرئيس اليمني ومحاربة الفساد كما اقتحموا مبني للسطلة المحلية واحرقوا اربع سيارات، فيما اصيب احد المتظاهرين بجروح في اشتباكات مع الامن.
وتجمع الشباب في موقف حافلات الرويشات وافترشوا الارض رافعين شعارات مثل "ارحل يا علي" و"لا فساد"، و"لا خوف بعد اليوم".
واطلقت قوات مكافحة الشغب اعيرة تحذيرية وغازات مسيلة للدموع فرد المتظاهرون برشق بالحجارة ثم انسحب الامن من الساحة.
وفي وقت لاحق، اقتحم المتظاهرون مبني المجلس المحلي للمنصورة واحرقوا اربع سيارات يعتقد انها تابعة للحكومة.
وتدخلت قوي الامن لحماية المبني واندلعت اشتباكات قوية بين الطرفين بحسب شهود عيان.
وذكرت مصادر طبية ان متظاهرين اصيبا بجروح في هذه الاشتباكات احدهما اصابته خطيرة وهما يتلقيان العلاج في مستشفي النقيب في عدن.
كما شاهد مراسل وكالة فرانس برس الاطارات تحترق في حي المنصورة بينما امتلأ الشارع الرئيسي بمخلفات من الحجارة.
من جهة اخري، اعتصم موظفون حكوميون في عدن للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية وضع حدا "للفساد" وبرحيل مديريهم والمحسوبين عليهم مرددين هتافات مثل "ارحلوا قبل أن ترحلوا".
وتجمع مئات الموظفين امام مقار عملهم في مستشفي الجمهورية التعليمي والمؤسسة العامة للمياه والكهرباء ومؤسسة موانئ خليج عدن ومؤسسة الأثاث والتجهيزات والشركة اليمنية للنفط رافعين لافتات كتب عليها "ارحل يا مدير" و"يكفي فساد".
وقال المحتجون لوكالة فرانس برس، "استلهمنا من ثورة مصر وتونس اشياء كثيرة تمكننا من انتزاع حقوقنا بالقوة ومن عدن ستنطلق ثورة عمالية، ثورة حقوق".
وقال متظاهر يدعي حسن بدر يعمل في شركة النفط "كفي ظلما وفسادا بأقواتنا. جاء اليوم الذي كنا بانتظاره لنقول لمسؤولينا لا وألف لا وحان وقت رحيلكم"
/2/2011 Issue 3824 - Date 17-
Azzaman International Newspape
جريدة (الزمان) الدولية - العدد 3824 - التاريخ 17/2/2011