النهار البنانية0
علي صالح: الفوضى ستقود إلى الخراب
قتيلان في تظاهرات التغيير باليمن
والحوثي إنضم إلى حركة الاحتجاج
أشاع اليوم السادس من التظاهرات المطالبة بالتغيير في اليمن حال توتر، غداة سقوط قتيلين أولين في مواجهات بين الشرطة والمحتجين المطالبين بالتغيير وتنحي الرئيس علي عبدالله صالح في محافظة عدن الجنوبية وتشديد قوات الجيش حملة المنع للتظاهرات الطالبية في العاصمة صنعاء وتشديدها الإجراءات الامنية في محيط القصر الرئاسي لمنع وصول المتظاهرين إليه.
واستمرت الاشتباكات في شوارع العاصمة وبعض المحافظات بين مؤيدي الرئيس ومناهضيه وسط مخاوف من تداعيات خارجة عن السيطرة، وخصوصا مع إعلان القائد الميداني للمسلحين الحوثيين عبدالملك الحوثي في صعدة الانضمام إلى حركة الاحتجاجات وتأكيده أنه وأنصاره"سيكونون في طليعة من يسعى إلى تغيير النظام وازاحته".
وشهدت محافظة عدن الجنوبية مواجهات عنيفة بين مئات المتظاهرين الذين احتشدوا في منطقة المنصورة، مرددين هتافات تطالب بإسقاط النظام، غداة محاولة الشرطة تفريقهم باستخدام الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، فرشقهم المتظاهرون بالحجار قبل أن يقتحموا مقر المجلس المحلي حيث دارت اشتباكات متقطعة في محيطه أوقعت تسعة مصابين، إلى إحراق أربع سيارات حكومية وإشعال النار في مبنى حكومي.
وقال ناشطون إن المحتجين حاصروا ليلا مقرا للشرطة تحصن فيه جنود وأن مصفحات عسكرية انتشرت في محيط المدينة، وتحدثوا عن اعتقالات شملت عدداً غير محدد من الناشطين، فيما شهدت المحافظة حركة اعتصامات شاملة في أكثر المرافق التي تجمع موظفوها في الساحات للمطالبة بالتغيير وتنحية المسؤولين الفاسدين وتحسين ظروفهم المعيشية.
الحوثي
ودعا عبد الملك الحوثي الشعب اليمني إلى "التحرك الجاد والواعي واستغلال الفرصة للتغيير وإزاحة السلطة المجرمة"، وتعهد أنه وأنصاره "سيقومون بواجبهم في إطار التحرك الشعبي"، متهما السلطات "بالخيانة ونهب الثروات وإباحة الدم اليمني".
وخاطب الحوثي الذي كان يتحدث امام الآلاف من مسلحيه السلطات قائلاً: "كفاكم أكثر من ثلاثين عاما من التسلط والظلم والفساد... ارحلوا واتركوا هذا الشعب ليتدبر أمره". واوفدت صنعاء المستشار السياسي للرئيس اليمني الدكتور عبد الكريم الإرياني إلى قطر لاحتواء أي تداعيات محتملة مع الحوثيين.
علي صالح
وحذر الرئيس اليمني من الفوضى التي تقود إلى الخراب. وقال: "البعض يريد جر الوطن نحو أزمات مفتعلة عبر التحريض على الفوضى والعنف للنيل من أمن واستقرار الوطن والسلم الاجتماعي". واضاف امام وجهاء القبائل ومسؤولين في صنعاء وحجة: "نحن بلد ديموقراطي تعددي قائم على الحرية التي تكفل لكل مواطن التعبير عن رأيه، ولكن بالطريقة السلمية وفي إطار احترام القانون لأن الفوضى لن تقود سوى إلى الخراب... نحن مع التغيير ومن دعاة التغيير ولكن ينبغي أن يأتي التغيير بالأفضل ويكون عبر صناديق الاقتراع واحترام إرادة الشعب والمؤسسات الدستورية" .
وقلل شأن التظاهرات المنادية بتغيير النظام وتنحيته عن الحكم لأن "الشعب قادر على التمييز بين الحق والباطل والغث والسمين ولا يمكن احداً أن يخدعهم أو يضللهم". ودعا وجهاء القبائل والمواطنين إلى "حماية الوطن من محاولات الفوضى والتخريب".
تحذيرات سياسية
وحذرت منظمات حقوقية وأحزاب من "تداعيات الخطاب الذي لجأ إليه النظام في مواجهة حركة الاحتجاجات الشعبية في إثارة الانقسامات والنزاعات بين المكونات المجتمعية اليمنية وتشجيع مجموعات أمنية بزي مدني من مؤيدي الحزب الحاكم على الاشتباك مع المتظاهرين المسالمين".
واعتبرت لجوء النظام اليمني إلى "الورقة المناطقية الخطيرة تهديدا خطيرا للسلام الاجتماعي والوحدة الوطنية"، مشيرة إلى أن"توظيفها في الشارع اليوم يأتي امتدادا لتحركات رئيس الجمهورية وبعض قيادات الحكومة في مناطق القبائل لتحريضها على مواجهة المحتجين". وحذرت من أن آثار هذا السلوك ستنعكس على المدى المنظور على الاستقرار الاجتماعي الوطني وشددت على "المسؤولية الجنائية والقانونية الكاملة على القائمين بباقي أشكال التحريض".
صنعاء – من ابوبكر عبدالله
__________________
(من جد وجد ومن زرع حصد)
|