عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-02-16, 11:33 AM   #16
السهم السام
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-04-06
المشاركات: 1,997
افتراضي

صحيفة الغد الأردنية
اليمن على كومة بارود": "المعارضون الجدد" يدقون طبول "الثورة" لتغيير النظام
نشر: 16/2/2011 الساعة .GMT+2 ) 00:26 a.m ) |



تقرير اخباري

سامي أبو خرمة

عمان - على وقع نجاح الثورتين التونسية والمصرية، صعّد الشباب اليمني لهجته ضد الرئيس علي عبدالله صالح مطالبين بتنحيته وإسقاط نظامه، رغم مبادرته التي أطلقها في بداية الشهر الحالي بعدم ترشيح نفسه لولاية جديدة، وتعهده بعدم توريث الحكم لنجله.

المعارضة اليمنية التي اتهمت صالح بالانقلاب على الاتفاقات المسبقة معها، رحبت بدعوة النظام للحوار الذي أوقفه صالح في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي.

الرئيس اليمني كان استفز المعارضة بعدما أمر خلال الفترة الماضية بإجراء الانتخابات التشريعية في نيسان (ابريل) المقبل، وأجرى مجلس النواب المحسوب على حزبه تعديلات دستورية تسمح لصالح بالترشح لمرات عديدة.

وكانت المعارضة نظمت في الثالث من شباط (فبراير) تظاهرات كبيرة تجاوزت المائة ألف جابت شوارع صنعاء وتهتف بعبارات تدعو صالح الى الرحيل وترك الرئاسة، حيث هتف المحتجون بعبارات مثل "تونس راحت بالعشرين"، "وبعد مبارك علي"، "ويسقط النظام"، ما دفع بالرئيس اليمني الى دعوة المعارضة الى الحوار وإعلان مبادرته.

في الوقت عينه، تجاهل الشباب أحاديث حوار المعارضة مع الحزب الحاكم، فخرج ثلاثة آلاف طالب اول من أمس وانضم اليهم بعد ذلك محامون في تظاهرة يدعون فيها الى إسقاط النظام وتغييره.

وتمكن طلاب يمنيون معارضون أمس من تجاوز معتصمين موالين لصالح أمام جامعة صنعاء وتوجهوا في مسيرة نحو ميدان السبعين في صنعاء حيث القصر الرئاسي.

إلا أن قوى الأمن منعتهم من التقدم على بعد حوالي 1.5 كيلومتر من الميدان.

وأكد "شباب 3 فبراير" وهم مجموعة الشباب الناشطين على الإنترنت الذين يدعون للتجمعات عبر موقع فيسبوك إن التظاهرات ستستمر رغم كل ما يستخدمه النظام من تسليط "بلطجيته ومؤيديه".

رجالات الحزب الحاكم وعناصره نظموا في الوقت ذاته تظاهرة مؤيدة للرئيس اليمني، فدخل الجانبان في مواجهات، وخصوصا بعد استيلاء مؤيدي الرئيس اليمني على ساحة التحرير وسط صنعاء.

وكان الرئيس اليمني أجل زيارته الى الولايات المتحدة، خصوصا بعد تخوفه من تصاعد الغضب الشعبي ضده، فيما رحبت واشنطن ولندن والعديد من الدول بمبادرته ودعت لدعم نظامه.

وتعتبر السعودية وواشنطن والدول الغربية اليمن معقلا لتنظيم القاعدة، والرئيس اليمني شريكا مهما في مكافحة الإرهاب، ما دفعها لعقد مؤتمر دولي في لندن نهاية العام الماضي لدعم اليمن اقتصاديا وسياسيا.

وزير خارجية اليمن أبو بكر القربي قلل في حديث مع "محطة فرانس 24" نهاية الأسبوع الماضي من تعرض بلاده لأزمات سياسية مماثلة لتونس ومصر قائلا إنه على عكس الدولتين العربيتين فإن الحكومة اليمنية أجرت دائما حوارا مع المعارضة.

ووصف القربي الكلام عن أن "الرئيس صالح هو من سيسقط بعد مبارك" عبارة عن تكهنات، معتبرا أن المظاهرات ليست جديده على اليمن.

محللون يرون في مبادرة صالح بأنها مؤقته لحين انتهاء موجة التحركات في الشارع العربي وخصوصا في اليمن، ومن ثم إعادة الهيمنة على الأوضاع والانقلاب على تعهداته بعدما تخلى عن وعود بالتنحي لأكثر من مرة.

إلا أن مراقبين آخرين للاوضاع يرون أن حالة اليمن تختلف عن تونس ومصر وذلك نظرا للتركيبة الاجتماعية والسياسية، وخصوصا أنه يواجه أزمة ليست جديدة مع المتمردين الحوثيين بالإضافة الى نزعة الانفصال لدى الجنوب الذي يشعر بأنه مستعمر وأن الشمال وحكومة صنعاء تستغل موارده من دون أن يكون له نصيب.

فقد خاضت الحكومة اليمنية ست حروب مع الحوثيين (زيديين شيعة) وبعد معارك طاحنة دخلت السعودية في الحرب بعدما تسلل عناصر من الحوثيين داخل الأراضي السعودية.

في الوقت الذي اتهم فيه اليمن ايران بدعم المتمردين، أما الجنوب الذي يطالب بالانفصال، فلم يهدأ يوما والمواجهات مع قوات الأمن يومية والتظاهرات أصبحت سمة أسبوعية تخرج كل خميس للتنديد بصالح وحكومتة وللإفراج عن المعتقلين.

الباحث في برنامج مؤسسة كارنيغي الخاص بالشرق الأوسط كرستوفر بوسك قال إن اليمن "ليس فيه حركة احتجاحية واسعة النطاق كتلك التي شهدناها في تونس ومصر".

وأضاف "أعتقد ان ما يحصل في اليمن هو محاولة نخبة من اللاعبين تعزيز مواقعهم قبل مفاوضات ما قد تحصل أو تسوية ما".

واعتبر بوسك انه لا يوجد أحد داخل اليمن "يريد أن تحصل ثورة"، والأمر سيان بالنسبة للمجتمع الدولي.

وقال في هذا السياق "لا أحد يود أن يرى الحكومة اليمنية تنهار. بغض النظر عن الرأي بالرئيس صالح أو بحكومته، فإن المجتمع الدولي بحاجة للحكومة اليمنية لمحاربة الإرهاب".

واضاف بوسك "اعتقد ان النظام اليمني يظن على الأرجح في الوقت الراهن أن الأمور تحت سيطرته، وهو يعرف أن الاميركيين لا يدفعون باتجاه حصول تغيير كبير أو باتجاه سقوط صالح".

من جهته، اعتبر علي سيف حسن رئيس منتدى التنمية السياسية في اليمن أن التظاهرات التي نظمت هي "تحشيد حزبي وليست تعبيرا عن رغبة شعبية".

إلا أن مراقبين آخرين يشيرون الى ظهور خصم سياسي آخر وهو الجيل الذي يعاني من البطالة والفقر، رغم أنه مؤهل ومتعلم ويتواصل مع بعضه بعضا عبر وسائل التواصل الاجتماعي الموجودة على الإنترنت وقد يكون هذا ما يجمع الكل للإطاحة بالرئيس اليمني متجاوزين المبررات التي يسوقها دائما نظام صالح للدفاع عن نفسة ودعوات الحوار التي رحبت بها المعارضة مع النظام ومؤسساته.

المحلل شادي حامد من مركز بروكينجز بالدوحة قال "السد انفج" ويقصد هنا خروج الآلاف من الشباب الى الشارع وتجاوز حالة الخوف من الحكومات.

وأضاف "الآن يعلم العرب في أنحاء المنطقة أن لديهم القوة لتحدي أنظمتهم. الأمر متعلق بالقوة العددية ومتى تصل الاحتجاجات الى كتلة حرجة لا يستطيع النظام أن يفعل الكثير لصد هذا بفعالية".

وأضاف "كل نظام الآن سيعيش في خوف من الثورة القادمة. استقرار هذه الأنظمة لم يعد مضمونا".

وقال المحلل الأمني بمركز الخليج للأبحاث في دبي مصطفى العاني "الحكام لا يستطيعون تفسير كيف يمكن أن ينهار نظامان أمنيان مثل تونس ومصر.. في ظل تغيير وسائل إعلام ولاءاتها بسرعة وبعد أن نفض الأميركيون والأوروبيون أيديهم".

[email protected]
__________________



(من جد وجد ومن زرع حصد)
السهم السام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس