الشبيبة العمانية0
صالح يأمل في حوار مجتمعي يخدم المصلحة اليمنية ويعزز الاصطفاف الوطني إزاء كافة التحديات
الرئيس اليمني يفتح مكتبه للمواطنين
مسيرة داعمة للرئيس اليمني في مواجهة المسيرات المطالبة بالاصلاح ( رويترز )
2/16/2011
صنعاء - يو بي آي
قرر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الاستماع إلى مواطنيه في مكتبه لمناقشة كل ما يتعلق بأمن واستقرار البلاد التي تشهد تظاهرات احتجاجية على مدى الأيام الأخيرة.
وقال بيان رئاسي أمس الأول الاثنين: "قرر الرئيس فتح مكتبه في دار الرئاسة لاستقبال المواطنين وأعضاء من مختلف الأحزاب والمنظمات من كافة محافظات اليمن للاستماع إلى آرائهم وقضاياهم". وأضاف البيان الرئاسي أن قرار صالح يأتي "في إطار العلاقة الحميمة والوثيقة التي ظل الرئيس يحرص على إقامتها مع كافة فئات الشعب".
معربا عن أمله في "أن تخدم تلك الخطوة المصلحة الوطنية العليا وتكفل تعزيز الاصطفاف الوطني الواسع إزاء كافة التحديات التي تواجه اليمن من قبل كل القوى التي لا تريد لليمن الاستقرار".
وأشار البيان إلى أنه سيتم خلال اللقاءات المباشرة مع الرئيس "مناقشة كافة القضايا والمستجدات والاستماع إلى مختلف الرؤى والأفكار بما يخدم الوطن ويصون أمنه واستقراره ووحدته".
يشار إلى أن اليمن يشهد منذ فترة تظاهرات تطالب بالإصلاح السياسي.
وأصيب شخصان على الأقل أمس الثلاثاء في مصادمات بين متظاهرين مناهضين للحكومة اليمنية وأنصار الحزب الحاكم في اليمن خلال خامس يوم على التوالي من الاحتجاجات.
ومنعت شرطة مكافحة الشغب اليمنية حوالي ألف متظاهر من الوصول إلى القصر الرئاسي أثناء احتجاجات في العاصمة صنعاء.
وغير المتظاهرون طريقهم حيث وجدوا أمامهم أنصار الحزب الحاكم الذين قذفوهم بالحجارة وضربوهم بالهراوات، وفقا لشهود.
وقال الشهود إن شخصين أصيبا بجروح قبل أن تفرق الشرطة المتظاهرين.
كما قام موالون للحكومة اليمنية مسلحون بزجاجات مكسورة وخناجر وحجارة بمطاردة آلالاف من المتظاهرين المؤيدين للإصلاح في العاصمة اليمنية صنعاء ليتحول الاحتجاج الذي استلهم الانتفاضة المصرية إلى عنف متزايد.
وأدخلت الشرطة التي كانت تحاول التفريق بين الجانبين عدة آلاف من المحتجين الفارين إلى حرم جامعة صنعاء بالقرب من مكان احتشادهم.
وهتف المحتجون المناهضون للحكومة مطالبين بإصلاحات سياسية جذرية من الرئيس صالح الذي تولى الرئاسة قبل أكثر من 30 عاما. والذي يعد حليفا للولايات المتحدة في مواجهة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وهو الجناح الإقليمي للقاعدة ومقره اليمن.
واكتسبت الاحتجاجات المناهضة للحكومة اليمنية قوة دفع في الأسابيع القليلة الماضية وشارك فيها في بعض الأحيان عشرات آلالاف لكن شابها العنف بشكل متزايد منذ يوم الجمعة مع اندلاع اشتباكات بين المحتجين وقوات الشرطة أو مجموعات موالية للحكومة.
ودفع الخوف من تنامي الاضطرابات صالح إلى تقديم تنازلات كبيرة من بينها تعهده بعدم الترشح لفترة رئاسة أخرى بعد انتهاء فترته الحالية العام 2013 ودعوته لإجراء حوار مع المعارضة.
لكن محللين يقولون إن الاحتجاجات في اليمن لم تصل بعد إلى ثورة على غرار ما حدث في مصر ويرجح أن تتضح معالم أي انتفاضة في اليمن بوتيرة أبطأ وبإراقة المزيد من الدماء في بلد ينتشر فيه السلاح وتلعب الولاءات القبلية دورا مهما. لكن الاحتجاجات الأخيرة قد تدفع نحو نقطة تحول إذا لم تتوقف أو يتم احتواؤها.
من جهة اخرى قالت نقابة أعضاء هيئة التدريس في جامعة صنعاء أمس الثلاثاء بأن حرم الجامعة تم احتلاله من قبل ما أطلقت عليه "البلطجية" الذين يتظاهرون تأييداً للرئيس علي عبد الله صالح ونجله أحمد ورفع صورهم.
وأضافت النقابة في بيان صحفي، حصلت يوناتيد برس انترناشونال على نسخة منه، "بعض أعضاء هيئة التدريس في جامعة صنعاء تعرضوا للشتم والسب والتهديد من قبل أشخاص يستبيحون الحرم الجامعي ويرفعون صوراً للرئيس ونجله في ساحة كلية التجارة والاقتصاد".
وتنطلق من جامعة صنعاء تظاهرات يومية دخلت يومها السادس تطالب بإصلاحات على غرار ما حصل في تونس ومصر. وأشارت النقابة إلى "أن المحتلين استخدموا الساحة لتوزيع الطعام عليهم من قبل سيارة للشرطة وكذلك مكانا للأكل والشرب في تنسيق واضح مع إدارة أمن الجامعة".
وقالت النقابة: "سبق أن تعرض بعض أعضاء هيئة التدريس للتهكم من قبل بعض ممن يوجدون هذه الأيام من شرطة في بوابة الجامعة الجديدة".
واعتبرت النقابة هذا الاعتداء الذي وصفته بـ"الهمجي" هو اعتداء على عقل وضمير الأمة، كما أن انتهاك الحرم الجامعي وعسكرته المتزايدة هذه الأيام تعد ظاهرة خطيرة تسيء إلى الجامعة ويُعد مساساً بحرمتها وتدنيس لرسالتها المقدسة وانتهاكا للمادة (52) من الدستور اليمني.
وفي السياق ذاته، قال مصدر في جامعة صنعاء ليوناتيد برس انترناشونال: إن موظفين في القضر الجمهوري طلبوا عدداً من الطلاب للالتقاء بصالح في قصره أمس الثلاثاء.
وعبرت النقابة عن إيمانها بحق التظاهر السلمي وحرية التعبير والرأي لكل مواطن كحق دستوري وقانوني. وقالت: "إن ما حدث من اعتداء على أعضاء هيئة التدريس هو مساس بهذا الحق، بل إن هذه المجاميع والتي سُمح لها باستخدام حرم الجامعة لا تعتبر إلاّ 'بلطجية' تسيء إلى الهامش الديمقراطي ومحاولة تحريف، وتخويف الناس من ممارسة حقهم الدستوري والقانوني".
وأدانت نقابة جامعة صنعاء بشدة ما حدث وطالبت إدارة الجامعة والجهات المختصة بسرعة التحقيق قي ذلك، كما أنها تطالب هذه الجهات بعدم السماح بعسكرة الجامعة وتشويه صورتها بمثل هذه المجاميع.