[عبدالله البلعسي]

قمع مسيرة توجهت إلى القصر الرئاسي ونقود لمعتصمي "التحرير"
المعارضة اليمنية تقبل مبادرة صالح للحوار آخر تحديث:الاثنين ,14/02/2011


صنعاء - صادق ناشر:

1/1






رمت المعارضة اليمنية، يوم أمس، الكرة في ملعب السلطة بعد ما قبلت المبادرة التي أعلنها الرئيس علي عبدالله صالح قبل أيام والتي قضت بتأجيل الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في إبريل/نيسان المقبل، وتجميد التعديلات الدستورية، والعودة إلى الحوار الذي كان قد توقف قبل أشهر بعد اتخاذ حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم سلسلة من الإجراءات بينها إقرار قانون الانتخابات وتشكيل اللجنة العليا للانتخابات . يأتي ذلك في وقت استمر فيه الناشطون وآلاف الشباب بالتظاهر في العديد من مناطق البلاد مطالبين بالتغيير وإسقاط النظام .



ووقعت مصادمات مع قوات الأمن أسفرت عن إصابة صحافيين واعتقال العديد من المتظاهرين، وسط استمرار الحزب الحاكم في احتلال ميدان التحرير في العاصمة صنعاء واحتلال المعارضة ميدان التحرير في محافظة تعز، جنوبي البلاد .



وقرر الرئيس صالح تأجيل زيارته التي كان مقرراً أن يقوم بها إلى الولايات المتحدة أواخر الشهر الحالي، وذلك نتيجة للظروف الراهنة التي تمر بها البلاد والمنطقة . وأوضحت مصادر رسمية أنه سيتم التواصل عبر القنوات الدبلوماسية بين البلدين لتحديد موعد آخر للقيام بالزيارة في وقت لاحق .



وكانت المعارضة قد عقدت مؤتمراً صحافياً أعلنت فيه موقفها من مبادرة صالح الأخيرة، وأكدت أنها تقبل الدعوة تحت مفهوم تراجع الحزب الحاكم عن كافة الإجراءات التي اتخذها بشكل منفرد في البرلمان، وقالت إن “ما جاء في خطاب الرئيس وبيان اللجنة العامة للحزب الحاكم يعني إلغاءً لكافة الإجراءات الانفرادية المخالفة للاتفاقيات الموقعة بين الجانبين والمتمثلة في التعديلات الدستورية والتصويت على قانون الانتخابات، وتشكيل اللجنة العليا للانتخابات، كما قبلت أن تعود إلى الحوار الذي تقوده اللجنة الرباعية المشكلة من الجانبين بواقع اثنين من كل طرف” .



ورفض “الحراك الجنوبي” مبادرة لإقامة نظام فيدرالي تقدم بها حزب رابطة أبناء اليمن “رأي” وجدد مطالبته بفك الارتباط عن نظام صنعاء .



وتعهد ممثلو “الحراك الجنوبي” خلال ندوة أقيمت في عدن عرضت خلالها المبادرة بالاستمرار “بالتعبئة الشعبية” نحو تحقيق مطلبهم “بفك الارتباط عن شمال” البلاد .



ميدانياً، اشتبكت قوات الأمن مع المئات من المتظاهرين في العاصمة صنعاء خرجوا للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس، وتوجهوا نحو القصر الرئاسي، وقد تم الاعتداء على بعض المتظاهرين بالعصي الكهربائية، في شارع حدة من قبل أفراد الأمن، كان أبرزهم الصحافية سامية الأغبري، التي ضربت ضرباً مبرحاً نقلت على إثرها إلى مستشفى الجمهورية لتلقي العلاج، بالإضافة إلى الناشطة الحقوقية والصحافية توكل كرمان والبرلماني أحمد سيف حاشد ومصور وكالة “أسوشيتد برس” هاني العنسي، فيما تم اعتقال المحامي خالد الآنسي وآخرين .



وهتف المتظاهرون: “الشعب يريد رحيل النظام”، ويطالبون برحيل أقرباء الرئيس، وتعهدوا بأن الثورة اليمنية ستتبع خطى الثورة المصرية .



ووضعت قوات الأمن حواجز وأسلاكاً شائكة في ميدان التحرير في العاصمة لمنع دخول أية تظاهرة للمعارضة، وقالت مصادر إعلامية إن الحزب الحاكم يوزع نقوداً على الموجودين في ميدان التحرير المؤيدين للسلطة، مقابل بقائهم في الميدان .



وفي تعز فرقت قوات الأمن والجيش بالقوة اعتصاماً في شارع التحرير للمطالبة بتنحي صالح، حيث تم اعتقال 18 منهم، بينهم شباب ينتمون إلى حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم .



وكان نحو ألفي متظاهر قرروا المبيت في شارع التحرير بتعز مرددين شعارات مناوئة للرئيس صالح وحكومته مثل “ارحل ارحل يا ريس . . . اليمن أصبح تعيس”، وشعارات كتبت على قمصان البعض بينها “ارحل ارحل يا علي” .



وكانت وزارة الداخلية أصدرت أمراً إلى الوحدات الأمنية في مناطق “الحزام الأمني” المحيط بأمانة العاصمة صنعاء، بتشديد إجراءات التفتيش للخارجين والداخلين إلى العاصمة لمنع دخول أية قطعة سلاح، فيما حثت الوحدات الأمنية على ضرورة اليقظة والاستمرار في عمليات ضبط السيارات المشتبه فيها والمطلوبين أمنياً .
http://www.alkhaleej.ae/portal/fbb3a...fcc0762b0.aspx