آلاف اليمنيين يطالبون بالتغيير وتنحّي الرئيس
والحكومة تقفل ميدان التحرير وسط صنعاء
متظاهرون مؤيدون للرئيس اليمني علي عبدالله صالح يتصدون لمتظاهرين مناهضين للرئيس كانوا يحتفلون بسقوط الرئيس المصري حسني مبارك في صنعاء أمس. (أ ب)صنعاء -"النهار":
انخرط آلاف الشباب في المحافظات اليمنية في تظاهرات مؤيدة للثورة المصرية وتطالب بالتغيير الديموقراطي وتنحي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عن الحكم لليوم الثاني على التوالي، وأقفلت السلطات ميدان التحرير وسط صنعاء بعدما نصب مؤيدون للرئيس خياما لمنع تجمع المحتجين الذين احتشدوا في ميدان السبعين القريب من القصر الرئاسي مرددين هتافات تطالب بتنحي الرئيس الذي رأس ليلا اجتماعا مشتركا ضم قيادات حزب المؤتمر الحاكم والحكومة للبحث في موقف المعارضة والشارع اليمني من مبادرة الرئيس للإصلاحات.
وتدفق المئات أمس إلى ميدان التحرير للاحتفال بسقوط الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك قبل أن تندلع مواجهات لليوم الثاني على التوالي بين مؤيدي الرئيس صالح والمتظاهرين المطالبين بالتغيير انتهت بشن أجهزة الأمن حملة اعتقالات طاولت بعضهم، فيما نصبت السلطات خياما في وسط الميدان وأقفلت الشوارع المؤدية إليه بالآليات العسكرية بحجة تنظيم معرض للفنون التشكيلية والكتاب والحرف التقليدية والأشغال اليدوية بوسط الميدان قائلة إنه سيستمر شهرا .
وحشد الحزب الحاكم الآلاف من مؤيديه بعيد إعلان تنحي الرئيس مبارك حاملين صور الرئيس اليمني ولافتات كتب فيها "مصلحة الوطن فوق كل اعتبار"، "حب الوطن من الإيمان"، "حماية الوطن مسؤولية الجميع"، و"أمن وسلام اليمن فوق كل اعتبار"، "نعم للأمن والاستقرار لا للفوضى والعنف"، إلى ترديد هتافات "بالروح بالدم نفديك يا علي"، في مقابل ترديد المتظاهرين هتافات "يا علي يا علي الحق الحق بن علي" ،"الشعب يريد إسقاط النظام".
وأكدت منظمة "هيومان رايتس ووتش" اعتقال متظاهرين في صنعاء احتفلوا بسقوط نظام الرئيس مبارك، وقالت إن دوريات أمنية دعمت رجالاً مسلحين لمهاجمة المتظاهرين، وحضت قوات الأمن على حماية المتظاهرين المسالمين.
ودعا رئيس مجلس النواب والقيادي في حزب المؤتمر الحاكم اللواء يحيى الراعي اليمنيين إلى التعقل، وقال إن ما حدث في مصر "لا يشرّف مصر ولا يشرّف أبناءها"، وأسف لأعمال القتل والنهب التي حصلت في مصر وتونس.
علي صالح
وبدأ الرئيس اليمني تحركات في أوساط وجهاء قبيلة حاشد التي ينتمي إليها في خطوة عزاها سياسيون إلى محاولته كسب تأييد القبائل وولائها. وزار أمس عددا من المناطق الواقعة في إطار القبيلة بمحافظة عمران ولاسيما المناطق التي تجاور أخرى يسيطر عليها المسلحون الحوثيون والتقى وجهاءها.
وأفادت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أن الوجهاء أكدوا وقوفهم مع "الثورة والجمهورية والوحدة وتأييدهم للرئيس في كل ما يبذله من جهود لخدمة الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره واستعدادهم لتقديم كل غال ونفيس من أجل الوطن والتضحية في سبيله ومواجهة كل أعداء الوطن ووحدته ودعاة الفتنة والتمزق والتفرقة وكل أعمال الفوضى والغوغاء والتخريب".
وأشاد صالح "بدور قبيلة حاشد في الدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة والتصدي للعناصر المتمردة والخارجة على القانون في صعدة". وأضاف: "سنظل نواجه الإساءة ممن يسيئون بالإحسان حيث إن الإساءة لا ترتد إلا على أصحابها"، وتعهد تلبية حاجات مناطقهم من المشاريع الخدمية والإنمائية، كما دعا إلى عقد صلح عام لإنهاء قضايا الثأر.
قانون الاتصالات
وأثار إعلان السلطات اليمنية تقديم مشروع قانون للاتصالات وتقنية المعلومات إلى البرلمان يتيح للسلطات التنصت على المكالمات بأوامر إدارية موجة احتجاجات، وحذر حقوقيون وقانونيون من مخالفات في مشروع القانون مع نصوص الدستور التي تكفل للمواطنين سرية الاتصالات البريدية والهاتفية وكل وسائل الاتصال ويحظر مراقبتها وإفشاء سريتها في ما عدا في الحالات التي يحددها القانون وبأمر قضائي.
http://www.annahar.com/content.php?p...arab&day=Su n