عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-02-04, 10:19 PM   #1
مقهى الدروازه
مشرف
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-11
المشاركات: 1,295
افتراضي صالح للشعب اليمني .. أنا سرقتكم .. سرقتكم كلكم - بقلم : محمد أحمد البيضاني



كوبنهاجن – لندن " عدن برس " خاص -

أنا فهمتكم .. فهمتكم كلكم - كلمات إستجداء وضعف وخوف من هدير أمة نزلت إلى الشوارع. بن علي .. قالها وهو يخاطب أمة قفزت حاجز الخوف وقد أضناها الفقر والمرض ، قالها بن علي بعد فوات الآوان والجماهير تقترب من دار الرئاسة .. دار الظلم والطغيان.
كلمات يائسة تبعث على الغثيان يقولها رجلٌ شرير حكم أمة عظيمة 23 سنة بالنار والحديد ، حول البلاد إلى صالة قمار،لا هناك تنمية أو حرية بل قبضة حديدية يحكم بها الأحرار ودولة تحولت إلى عصابة مافيا وخطة مجرمة عزلت أمة عربية نبيلة وأخرجتها من نطاق البلدان العربية . يا بن علي ذهبت إلى نسيان التاريخ .. تاريخك الآثم في حياة عسكرية لم تعرف معانيها أو شرفها، ووطن ظلمته وقتلت فيه الكبرياء. يا بن علي .. لن يذكرك التاريخ إلا في هذه الكلمات الأخيرة البائسة في التلفزيون : أنا فهمتكم .. فهمتكم كلكم ، كلمات ستكتب بمداد العار والخزي وقلم التبجح والطغيان . يا بن علي .. كيف فهمتم .. فهمتهم الآن بعد أن سمعت هديرهم على بابك يُدق.
أبو القاسم الشابي كتب كثير من القصائد .. الكثير والكثير ولكن كانت هناك قصيدة خالدة دخلت التاريخ وإلى الأبد .. بيت من الشعر هز بيوت الظلم والطغيان .. بيت من الشعر كتب التاريخ : إذا الشعب يومآ أراد الحياة – فلا بد أن يستجيب القدر ، نعم أستجاب القدر لشعب تونس الذي أراد الحياة ، لا غرابة الشاعر الشابي رجل مثقف شاعر ولكن العظمة التي تبعث إلى الذهول روعة عدالة القدر المنصفة - هي المرحوم الشهيد محمد البوعزيزي .. رجل بسيط عامل يبحث عن لقمة العيش في عربة صغيرة يبيع فيها خضار في الساحة العامة ، تأتي فيران بن علي تطرده وتضربه ليرحل عن الساحة الأنيقة .. ساحة بن علي التي تحتقر عربة اليد البسيطة وتحترم عالم الأناقة الفرنسية بيار كاردن وإيف سان لوران وشانيل دون أن تعرف إن هناك شعب يعاني من الجوع والفقر والمرض . حتى المثقف النبيل حولته العصابة إلى مثقف السلطان يكتب على القراطيس ترديد ببغاء لا تحمل و لا تعبر عن هموم الوطن والإنسان.
الفقير الشريف محمد البوعزيزي تونسي يبحث عن لقمة العيش .. يا لغرابة وعدالة القدر .. رجل مجهول يدخل التاريخ مثل الرجال العظماء .. رجل كريم نبيل أحرق نفسه وقدم روحه من أجل الحرية والوطن . البوعزيزي هو تونس المناضلة .. أحرق نفسه ليضئ الطريق من أجل أبناء وطنه ، لم يكن يعرف إنه سيدخل التاريخ .. جثته تحولت إلى رماد .. هذا الرماد تحول إلى سماد في أرض تونس ومن هذا السماد الغالي سوف تنمو شجرة الزيتون المقدسة لتضئ بزيتها طريق الحرية و المحبة والسلام . في الجانب الآخر من الوطن العربي يوجد قاتل الشعب اليمني المتبجح صالح الضال رئيس النظام اليمني الذي يمارس الجرائم والسرقة ، اليوم هذا الآثم يحتقر كل عالم ومثقف ويطلب تغير دستور أمة بكل بساطة على هواه المريض ليحكم حتى القبر ، ويروج لهذا الأثم حكومته حاملين الدفوف - حملة مباخر البخور.. بخور النفاق وموت الضمير وإعلام النازي وزير الإعلام اليمني اللوزي الغوان .. إعلام بدائي في عصر ثورة الديجيتال والموبايل وصحافة الشباب الثائر الإلكترونية التي صنعت ثورة تونس ومصر . صالح الضال .. هل يصحو من أوهامه وإخراج الغوغاء إلى الشوارع بطريقة مسرحية بدائية أو يحتاج إلى إنسان يحرق نفسه !
يا صالح .. قريب جدآ ستقول للجماهير الزاحفة نحو قصرك : أنا سرقتكم .. سرقتكم كلكم .



كاتب عدني ومؤرخ سياسي
__________________
مقهى الدروازه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس