تاريخ مبارك حافل بصفحات الدسائس والتخاذل والمتاجرة بالمصالح والأمن القومي العربي، فمبارك (عراب) لمشروع الإذعان لأمريكا والانبطاح لإسرائيل، و(الصنم) الذي يحاول القادة العرب محاكاة مغامراته في قهر شعبه وانتهاك حرماته وإعلان نية التوريث في الحكم والتسويق لأفكار الخلود والبقاء الأبدي للأنظمة القائمة، وفي عهده ارتفعت ديون مصر من ثمانية مليار دولار لأكثر من 120 مليار دولار، بينما استشرى في أوساط أزلامه وأتباعه الثراء الفاحش، وتحول العالم الذري والنووي والكيميائي المصري إلى عالم متخصص في تضخيم البطاطس والطماطم وتخسيس البطيخ، مما أدى إلى نزوح مليوني عالم إلى الخارج تستعين بخبراتهم اليوم أمريكا ودول الغرب قاطبة. ثم؛ ألا يكفي الرئيس السابق مبارك الذي أصبح الإهانات التي يتجرعها على يد الشباب المصري منذ الجمعة الماضي، حتى يتنازل عن عرشه،إلا يكفيه أن جموعاً من الشعب تهتف جهرا وعلانية وأمام شاشات التلفزيون والقنوات القضائية العربية أرحل أرحل يا مبارك، الشعب يريد إسقاط الرئيس، مش حنمشي هو يمشي، مبارك طير أنت. ألا يكفيه أن هذه العبارات رسمت على الشوارع وصفائح الإسفلت وسطرت حتى على الدبابات والمدرعات التابعة للجيش؟!، حتى باتت شعارات تلوكها ألسن العرب الذين أصبحوا أكثر توقاً لشمس الحرية والخلاص من جحيم حكامهم الطغاة والمستبدين. كان بإمكان مبارك أن يحتفظ بماء وجهه، وينسحب بهدوء قبل أن تندلع رياح غضب الشعب المصري، كان بإمكانه أن يعلن عن تخليه عن فكرة التوريث لأبنه جمال، وعدم تمديد فترة رئاسته، ويلغي نتائج الانتخابات الأخيرة (المزورة) ويقر إصلاحات واسعة النطاق في نظام حكمه، لكنه أبى واستكبر، وراهن على قبضة أجهزته البوليسية والقمعية الذين فر رموزها كالفئران، واختفوا عن الأنظار لأنهم أدركوا أن ساعة الحق قد حانت والحساب قادم لا محالة ومبارك ذاهب لامحالة .
التعديل الأخير تم بواسطة علي بارجاش ; 2011-02-02 الساعة 12:00 AM
|