عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-01-31, 07:56 PM   #10
نبيل العوذلي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2007-10-06
المشاركات: 885
افتراضي

المنهجية هذه اصلا قد جربت في الجنوب سابقا وقد كانت احد اهم اشكالات المرحلة السابقة

وهي الاصرار على تموضع طرفي مطلق الاحدية الطرفية نحو الاخرين

لنقرأها رويدا

قبل خروج المستعمر الانجليزي الذي ادرك انه لامحالة سيخرج ولكنه لانه حكيما اراد ان يهيء مرحلة انتقالية يتسلم فيها الجنوبيين دفة الحكم فدعم الجنوب العربي

وقد كانت هذه حقيقة فكرة معقولة تضمن عدم الوصول الى نقطة في المستقبل تبدو واضحة اليوم في كلام واحجية اصحاب هذا المشروع الوطني من ابناء واعيان الجنوب

فشل المشروع واندرست هوية الجنوب العربي من خلال مراحل لاحقة لايستطيع العاقل ان يقنعنا بضرورة العودة الى ذات النقطة تلك حتى وان كانت صحيحة لان تبعات هذا الاجراء والاصرار على فعله سيحول المعركة بيننا البين بكل بساطة

جاء رعيل المشاركين في الثورة من طبقة الجيش --الليوي والارم بوليس..- المرحوم عشال واصحابه ولكن بنفس العقلية الطرفية هذه تم اقصاءهم مطلقا مثلما تم اقصاء طبقة السلاطين والمشايخ

ثم جاء ال الشعبي فيصل وقحطان واصحابهم وكانت منهجيتهم بضرورة التحول التدريجي من اثار الارتباط مع الانجليز الذي تبلغ فترته اكثر من مائة عام وبالتالي بعدم الطرفية التي هي سمة البعض حتى اليوم وتم الانقلاب على قحطان الشعبي الذي اراد ان يحافظ بحكمته على مسافة واحدة تجاه الاخرين --الحد الاوسط--بين اليمننة والجنوب العربي وبين اليسارية والقومية وبين المناطقية والشعوبية ...فتم الانقلاب عليه ايضا بسبب هذا المنطق الذي يخفي فلسفة ضيقة لفهم الواقع والسياسة يكتم من خلال ما يظهر منه من حدة باسم المبدأية والوطنية للقضية مشروعه الخاص الخاص الخاص الخاص الخاص

وهكذا كان هذا الخطاب الطرفي الذي يراهن اصحابه دائما على احراق صورة الحكماء والعقلاء الذين يمتلكون بفضل الله احاطة جيدة للامور بمبرر الطرفية والتعصب للمبدئية واتهام الاخرين بعدم المعاداة والبراءة من المخالف براءة مطلقة متشددة

الشرع هو القياس في موضوعنا

قال النبي صلى الله عليه وسلم

و "عن يزيد ابن رومان عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة أم المؤمنين: يا عائشة، لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية، لأمرت بالبيت فهدم. فأدخلت فيه ما أخرج منه، وألزقته بالأرض، وجعلت له بابين؛ بابا شرقيا، وبابا غربيا. فإنهم قد عجزوا عن بنائه. فبلغت به أساس إبراهيم عليه السلام. قال: فذلك الذي حمل ابن الزبير على هدمه. قال يزيد: وقد شهدت ابن الزبير حين هدمه وبناه وأدخل فيه من الحِجر (أي: حِجر إسماعيل). وقد رأيت أساس إبراهيم عليه السلام؛ حجارة كأسنمة الإبل متلاحكة"([سنن النسائي]).

وهذا يدل على ان استقرار الناس على فكرة معينة ليس من الحكمة مخالفتها بل ينبغي التدريج في اقناعهم بها

وهذا ما لايريد ان يفهمه بعض المصرين على فكرة الجنوب العربي بأن اليمننة قد استقرت في الجنوب وبات جيل بكامله مقتنع انه يمني فليس من الحكمة ادخاله في اشكالية كاشكالية ادخال تغيير شيء في الكعبة لان الناس لايزالون كما بين النبي صلى الله عليه وسلم متصلين بثقافة الجاهلية التي قد تجعلهم يستنكرون فعل تغيير شيء في الكعبة مع انه نبي مرسل ومؤيد ولكنه صلى الله عليه وسلم راعى الاستقرار الثقافي الذي انطبعت عليه مجتمعية الناس في مكة ولم يأمر بشيء يخالفه لانه ليس غير ذي اهمية متصلة بعقائد الناس وهذا هو حال الجنوبيين المتصلين بثقافة اليمن واليمننة ولايستطيعون التخلص منها لانها عند كثير منهم ليس متعلقة بالمقام الواقعي الموجب للتغيير بدون ادخال الناس في اشكاليات سفسطية --نحن عرب مش يمنيين--على حساب تماسك الارادة الداخلية عندهم للتضحية من اجل التغيير فحصل التنازع الموجب للفشل
فتتم معاداة كل من يوقف ضد مشروع سيحول المعركة فيما بيننا البين لصالح المخالف
هذه المنهجية احيانا اجد للبيئة او ربما للثقافة الضيقة اثرا بالغا في المراهنة عليها عند طبقة من الجنوبيين
واحيانا اجد اسبابا لا اريد البوح بها وكثيرا ما اومئت لها مرارا

يريد اصحابها ان يصورون انها تارة من الدين وتارة من الاخلاص والوفاء للقضية
يجيد اصحابها التلون بالفاظها واحوالها الظاهرية لاقناع العوام بالعداء تجاه هذا الشخص او الطبقة او الجماعة

ان الواقع اليوم افرز معطيات جديدة --شعوبية--تتعلق بالخبز والحقوق والمظالم وليس كما يريد البعض ان يدخل الجنوبيين في بوتقة --خشبة مين خشبة الحبشي حبشي مين صاحب الخشبة--

يجيد هذا الفريق الخطاب بلهجة واحدة تمنحه اياها احيانا بيئته التي تتصف بطبيعة واحدة متصلبة متصخرة يحاول ان يجعل من نظرته للخلاف والصراع مع العدو الاساس لصراع الجنوبيين بمدنيهم وريفيهم بشعوبيهم وقبليهم بعربيهم واعجميهم تماما مثلما نقل الينا الاخوة الشماليين تناقضات بيئتهم ليجعلوها اساسا لصراعنا وخلافنا فيما بيننا البين ويريد هذا ان يجعل من رؤيته الخاصة بمنطقته او ربما بثقافته بمثابة الرؤية التي يجب ان يعمل على اساسها الجنوب وهي التموضع في طرفية مطلقة تجاه المخالف توصلك مع الايام بعد اخراج المخالف الحقيقي الى تموضعات اخرى ضد اخرين من نفس الجنس==اي الجنوب--وهكذا تصغر هذه التموضعات الطرفية في دوائر صغيرة لتكتشف اخيرا انها مناطقية وحزبية وطبقية لم يستطيعوا ان يتخلصوا منها مثلما تخلصت منها الكثير من مناطق الجنوب لصالح الهم الواحد --الدولة المؤسسية التي يجد الكل فيها انه يساوي الاخرين امام القانون والنظام--

التعديل الأخير تم بواسطة نبيل العوذلي ; 2011-01-31 الساعة 08:15 PM
نبيل العوذلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس