آلاف المتظاهرين في صنعاء يطالبون برحيل الرئيس اليمني
2011-01-28
صنعاء - أ.ف.ب
تظاهر آلاف اليمينيين أمس الخميس في صنعاء بدعوة من المعارضة للمطالبة برحيل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما، في خطوة احتجاجية مستوحاة مما جرى في تونس ويجري في مصر.
وردد المتظاهرون هتافات بينها «يكفي حكم الثلاثين، تونس راحت في العشرين»، في إشارة إلى حركة الاحتجاج الشعبي غير المسبوقة في تونس التي أنهت حكم الرئيس زين العابدين بن علي الذي أمضى 23 عاما في السلطة.
وانتقلت عدوى «ثورة الياسمين» التي شهدتها تونس إلى عدد من الدول العربية، خصوصا مصر التي تشهد منذ الثلاثاء تظاهرات لا سابق لها ضد الرئيس المصري حسني مبارك، الذي يحكم منذ ثلاثة عقود. وقد أسفرت عن سقوط ستة قتلى.
إلا أن وزير الداخلية اليمني مطهر رشاد المصري نفى وجود أي تشابه مع الثورة التونسية. وقال لوكالة فرانس برس إن «اليمن ليس كتونس»، مؤكداً أن «اليمن بلد ديمقراطي» والتظاهرات سلمية. وردد المتظاهرون أيضاً «لا للتمديد، لا للتوريث» و «يا مشترك سير سير، قد حان وقت التغيير»، في إشارة إلى تحالف المعارضة البرلمانية «اللقاء المشترك».
وقال النائب عن حزب الإصلاح الإسلامي عبدالملك القاصوص في كلمة أمام الحشد إن «اجتماعنا اليوم هنا هو للمطالبة برحيل الرئيس صالح وحكومته الفاسدة». ونظمت المعارضة أربع تظاهرات متفرقة في العاصمة من أجل «تشتيت قوى الأمن»، بحسب أحد المنظمين. وتمركزت قوات مكافحة الشغب في مواقع بعيدة عن المتظاهرين لكنها عززت الإجراءات الأمنية حول وزارة الداخلية والمصرف المركزي. ونظم المؤتمر الشعبي العام، الحزب الحاكم في اليمن أربعة تجمعات ضمت آلاف الأشخاص في العاصمة مقابل تظاهرات المعارضة. وكتب على لافتات رفعها المتظاهرون المؤيدون للحكومة «لا للانقلاب على الديمقراطية والدستور». وتضاعفت التظاهرات مؤخرا في اليمن الذي يعاني من الفقر والبطالة. وأعلنت الحكومة هذا الأسبوع عن زيادة في الأجور بهدف «منع وقوع مشاكل مثل تلك التي شهدتها تونس»، على حد قول المحلل اليمني مصطفى نصر لفرانس برس.
من جهة أخرى، تظاهر آلاف من أنصار الحراك الجنوبي الانفصالي في عدة مدن في جنوب اليمن بينها الضالع وحبيلان ولودر وعزان مرددين هتافات «ثورة ثورة في الجنوب» و «الموت أحرارا أفضل من قبول الاحتلال». وانتخب صالح الذي يحكم اليمن منذ 1978 للمرة الأولى في 1999 بالاقتراع العام المباشر لولاية مدتها سبعة أعوام. وقد أعيد انتخابه للمرة الثانية في 2006 لولاية تنتهي في 2013. ويناقش البرلمان اليمني مشروع تعديل دستوري يمكن أن يمهد الطريق لبقاء الرئيس الحالي في السلطة مدى الحياة. وتتهم المعارضة الرئيس صالح (68 عاما) بأنه يريد توريث ابنه الأكبر أحمد، قائد الحرس الجمهوري، والسلطة، لكن رئيس الدولة نفى ذلك في خطاب بثه التلفزيون مساء الأحد، وقال «نحن جمهورية. أنا ضد التوريث». واليمن واحد من أفقر الدول العربية والجمهورية الوحيدة في شبه الجزيرة العربية. وتندرج تظاهرات الخميس في إطار برنامج احتجاجي للمعارضة مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقررة في 27 أبريل.
وكان الرئيس اليمني قد حذر أحزاب المعارضة من أن مقاطعة هذه الانتخابات ستكون «انتحارا سياسيا». واستاءت المعارضة اليمنية من قرار السلطات تنظيم انتخابات تشريعية في 27 أبريل مع نهاية ولاية البرلمان، وتم تمديد هذه الولاية بناء على اتفاق بين الحزب الحاكم والمعارضة إثر اتفاق على فتح حوار لتحويل اليمن إلى نظام برلماني لكن الحوار متعثر. وتواجه السلطات اليمنية المتحالفة مع الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب حركة انفصالية في الجنوب وتنظيم القاعدة الذي يضاعف هجماته على قوات الأمن.
وفر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي كان يحكم تونس منذ 23 عاما، بعد شهر من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة ضد نظامه أوقعت عشرات القتلى.
وهو أول زعيم عربي يضطر إلى التنحي عن السلطة تحت ضغط الشارع. وتشهد مصر منذ الثلاثاء تظاهرات احتجاجية غير مسبوقة مناهضة للرئيس حسني مبارك الذي يحكم البلاد منذ 30 عاما.
http://www.alarab.com.qa/details.php...=1138&secId=15.................................................. ...................................