أحيي الاستاذ الربيزي على إشاراته اللافتة والمفيدة ، وارجو من القراء فهم المقصود من هذا المقال .
لم أره ينكر حق الدفاع عن النفس ، ولم يستهن بالمدافعين عن انفسهم في ردفان او في اي منطقة اخرى
في الجنوب ، والمقال ليس في معرض الحديث عن الفائدة بين المقاومة المسلحة والمقاومة السلمية ،لان
هذه الامر ببساطة ستقرره القيادات وقد قررت فعلا خيار الحراك السلمي لاعتبارات وحسابات رأتها انها الاسلم
للحراك .
المقال يهتم ويشير الى ضرورة وصف الاشياء والاحداث كما هي دون مبالغة حتى لا تأتي بآثار عكسية للحراك
فالذي يجري مثلا في الحبيلين هو اعتداء سافر من قبل قوات الاحتلال ضد ابناء ردفان وهي حرب تشن من طرف
واحد متمثل بجيش الاحتلال ، مقابل مواطنين عزل لا يملكون الا صمودهم وحقهم في البقاء في أرضهم .
لذلك يجب ان نكرس فهم المشهد بهذه الصورة ، ونقل الصورة الى العالم على ان نظام الاحتلال يعتدي ويقصف
الابرياء العزل الآمنين في الجنوب .
أما جعل الصورة انها حرب بين الجيش ومسلحين شرسين فهذا يضر أكثر مما يفيد .
الجيش اليمني يستطيع ان يجتاح ردفان في اي وقت ، ولكن خبث هذا النظام يريدها دعاية مستمرة
كما يريد الصاق تهم واشاعات بالحراك مثل المسلحين والمتقطعين والقتلة ويبث هذا المفهوم بين
الجنوبيين انفسهم وللاسف ان الكثير صدق هذا التضليل والتزييف .
الحقيقة ان هناك الكثير من الاخطاء المتعلقة بالخطاب الاعلامي الجنوبي غير هذا الذي تفضل به
العزيز الربيزي ، ويجب التنبه لها وأتمنى على المختصين الاعلاميين في قيادة الحراك دراسة
وتقييم التجربة الاعلامية للحراك ، وتجنب الاخطاء التي تشيع الفهم المغلوط لدى الناس ويستغلها
النظام وعملائه لتشويه الحراك وقضيته السامية ، وهذا لمسته بشكل واضح بين اوساط الناس الذين
يمثلون الشريحة المتحفظة على الحراك رغم انهم يؤمنون بعدالة قضية الجنوب .
وهذه الظواهر السلبية يجب ان تختفي ويجب الحد منها ، مثل اصدار التهديد والوعيد للذين لازالوا
في السلطة او احزاب المعارضة اليمنية او يتقلدون مناصب وظيفية في السلطة وغير ذلك .
كما ان إظهار حالة العداء والحقد ضد ابناء اليمن الذين في المحافظات الجنوبية هو تصرف خاطىء
والكثير من الظواهر بحاجة الى وقفه تقييمية واستقصاء آثارها السلبية وتلافيها .
ولكم اطيب التحيات .
|