لقد قرأنا بعض المشاركات التي تستهين او تعتبر ان فعالية اليوم وكأنها هزيمة للحراك .
ولم يفكر هؤلاء ان ابناء شبوة والجنوب عموما يوجهون أجهزة أمن دولة وجيش دولة
ونحن لسنا في معرض حرب عسكرية بين جيشين حتى نقول ان هناك خاسر ومنتصر ،
ولكننا نخوض ثورة شعبية سلمية ونتوقع القمع والقتل من أجهزة النظام ، والمعركة الحقيقية
مع المحتل هي مجرد التعبير الشعبي عن رفض الاحتلال ورفض هذه الوحدة ، ومجرد خروج
الناس للتظاهر واعلان هذا الرفض هذا يشكل الضربة الموجعة للنظام التي تجعله يصاب بالقلق
والشعور الأكيد أنهم راحلون يوما ما طال الزمن او قصر .
هذه الرسالة الاساسية التي نريد للعدو ان يعلمها ، بأنه ممقوت ومرفوض وأن شعب الجنوب
في حالة ثورة سلمية ستمر ومتصاعدة ، وقد يتمكن من تفريق الناس هنا أو هناك ، لكن الثورة
باقية ومترسخة في الوجدان وفي الوعي الجنوبي قاطبة .
اخواني لا تجعلوا هذه الاحداث ته ثقتكم بالحراك وقادة الحراك ، لان العملية النضالية الجنوبية
ليست متعلقة بمهرجان بل هي حراك شعبي يجب ان يكون مستوعب الظروف والتوقعات ، ومواجهة
الاحتلال لابد ان تكون مدروسة وتعتمد على انهاك أجهزته العسكرية نفسيا اقتصاديا .
اليوم ما حصل في شبوة هو انتصار للحراك فعلا لان الاعلان عن تنظيم مهرجان حراكي في
عتق قد استنفر تلك الاجهزة الامنية والعسكرية وحشد لها كل الامكانيات لذلك الاستنفار وهذا يكلف
النظام الكثير من المصروفات للافراد والمعدات والاسلحة والذخيرة وما الى ذلك ، فضلا عن الشعور
العام لدى الجنود بأنهم يدافعون فقط عن راس النظام ، وأن ليس لديهم قضية وطنية وهنا يخلق شعور
بالتذمر والاحباط في نفوسهم من هذه المهمات العسكرية الظالمة .
ومن هنا ستساقط معنوياتهم لانهم مرتزقة ومأجورين ، وتصاعد بالمقابل النقمة والشعور بالظلم بحق
الشعب وستنظم أعداد كبيرة يوما بعد يوم الى ثورة الحراك الجنوبي .