الاتحاد الإماراتية0مقتل مدني برصاص مسلحين انفصاليين تظاهرات لأنصار «اللقاء» و «الحراك» في اليمن
تاريخ النشر: الجمعة 21 يناير 2011
عقيل الحـلالي
تظاهر الآلاف من أنصار “الحراك الجنوبي” الانفصالي أمس في عدة مدن يمنية جنوبي البلاد، للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين في السجون الحكومية، فيما نظمت أحزاب “اللقاء المشترك” المعارضة مهرجانات احتجاجية للتنديد بالتعديلات الدستورية التي يعتزم حزب “المؤتمر” الحاكم، صاحب الأغلبية في البرلمان، إقرارها في مارس المقبل. وذكرت مصادر محلية بمحافظتي لحج والضالع لـ(الاتحاد) أن أنصار “الحراك الجنوبي” بمدينتي الضالع والحبيلين في لحج خرجوا في تظاهرتين متزامنتين للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين من ناشطي الحراك، وذلك في الذكرى الأسبوعية لما بات يُعرف بـ”يوم الأسير الجنوبي”. وأوضحت المصادر أن المتظاهرين رفعوا رايات خضراء وأعلام دولة “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية” التي كانت تحكم في جنوب اليمن، قبل تحقيق الوحدة بين الشمال والجنوب في العام 1990.
كما رفعوا صورا لبعض المعتقلين ولنائب الرئيس اليمني علي سالم البيض الذي يقيم في المنفى منذ العام 1994. وردد المتظاهرون هتافات مؤيدة لـ”فك الارتباط” بين الشطرين اليمنيين. وقال شهود عيان بمدينة الضالع لـ(الاتحاد) إن المتظاهرين نددوا بـ”الصمت العربي” حكوميا وإعلاميا “تجاه الأحداث التي تشهدها محافظات الجنوب” اليمني. ولم يُسجل وقوع أي صدامات بين المحتجين والقوات الحكومية في الضالع والحبيلين، أبرز معاقل المسلحين الانفصاليين في جنوب اليمن، الذي يشهد احتجاجات انفصالية مسلحة متنامية منذ مارس 2007.
إلى ذلك، عثرت السلطات المحلية بمدينة الحبيلين الجنوبية أمس على جثة يمني، ينتمي لمحافظة تعز الشمالية، وعليها آثار رصاص، حسب مسؤول حكومي محلي. وقال المسؤول، طلب عدم الكشف عن هويته، لـ(الاتحاد) إن “اثنين من العناصر الانفصالية اختطفا (الليلة قبل الماضية) محفوظ محمد (40 عاما)، واقتاداه إلى منطقة (سيل حطبه)، على مشارف مدينة الحبيلين، وأطلقا النار عليه”. وحسب مصادر صحفية يمنية، فإن القتيل كان يمتلك ورشة ميكانيكية بمدينة الحبيلين. وأكد المسؤول الحكومي أن السلطات الأمنية والمحلية تحقق حاليا “لمعرفة هوية القاتلين”. ويوم الجمعة الماضي، عُثر بمدينة الحبيلين على جثة مواطن ينتمي لمحافظة تعز، قُتل طعنا بأداة حادة. وفي مطلع العام الماضي 2010، دعا مسلحون انفصاليون المواطنين، الذين ينتمون لمحافظات شمالية، إلى مغادرة مديريات ردفان في لحج، وحذروهم من عدم الانصياع لهم.
وفي سياق احتجاجي آخر، نظمت أحزاب “اللقاء المشترك” المعارضة أمس مهرجانات احتجاجية في عدة محافظات يمنية للتنديد بالتعديلات الدستورية التي يعتزم حزب المؤتمر الحاكم، وصاحب الأغلبية في البرلمان، إقرارها في مارس المقبل. وحسبما ذكرت صحيفة الصحوة التابعة لحزب الإصلاح الإسلامي المعارض، عبر موقعها الإلكتروني، فإن “الآلاف” من أنصار المعارضة شاركوا في مهرجانات أقيمت في عدة مدن بمحافظات تعز، عمران، صنعاء، المحويت، البيضاء، مأرب والضالع.
وأشارت إلى وقوع “صدامات” بين قوات الأمن وأنصار الحزب الحاكم من جهة وأنصار المعارضة من جهة أخرى وذلك في مهرجاني البيضاء والضالع، متهمة قوات الأمن بمحافظة صنعاء بإقامة حواجز أمنية لمنع المواطنين من حضور المهرجان الذي أقيم بمنطقة “بني مطر” 30 كم غرب العاصمة صنعاء. وقال الناطق الرسمي باسم “اللقاء المشترك” محمد القباطي لـ(الاتحاد) إن تنظيم المهرجانات “يأتي في سياق برنامج احتجاجي تصاعدي ضد إعلان الحزب الحاكم خوض الانتخابات البرلمانية منفردا “أواخر أبريل المقبل، إضافة إلى “التنديد بالتعديلات الدستورية التي تعد انقلابا على مبادئ الثورة والجمهورية والوحدة”، حسب قوله.
وتتضمن التعديلات الدستورية المقترحة إلغاء تحديد الولايات الرئاسية والمحددة بولايتين، ما يُتيح للرئيس علي عبدالله صالح، الذي تنتهي ولايته الثانية والأخيرة في العام 2013، أن يكون رئيسا مدى الحياة. وأضاف القباطي: “حاول الحزب الحاكم الزج بأجهزة الأمن في محاولة مفضوحة لإفشال مهرجان أحزاب اللقاء المشترك”، محملا وزارة الداخلية اليمنية “مسؤولية ما يترتب عن هذه الإجراءات المخالفة للدستور”. ولفت إلى أن المعارضة “ستُصعد احتجاجاتها السلمية” ضد الحزب الحاكم الأسبوع المقبل. وتطالب المعارضة اليمنية الحزب الحاكم بعدم إجراء أي تعديل دستوري إلا وفق توافق وطني، والعودة إلى الحوار، قبل إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة، فيما يتهمها حزب “المؤتمر” بإفشال الحوار، والسعي لإدخال اليمن في فراغ دستوري.
على صعيد آخر أعلنت وزارة الداخلية اليمنية، أمس الخميس، مقتل 178 ضابطا وجنديا يمنيا في مواجهات مسلحة مع تنظيم “القاعدة” والمسلحين الانفصاليين في العام الماضي 2010.
وقالت الوزارة في بيان لها، إنها “قدمت العام الماضي 1030 من منتسبيها ما بين شهيد وجريح قدموا أرواحهم ودمائهم دفاعاً عن الأمن والاستقرار في مواجهة الإرهاب والخارجين على القانون والجريمة وأوكارها”.
وأوضح البيان أن 178 ضابطا وجنديا قتلوا خلال هذه المواجهات، فيما أُصيب 852 آخرين “وهم يؤدون مهاماً أمنية مختلفة بعضها مهام طارئة”. وحسب إحصائية خاصة بـ(الاتحاد)، فإن 110 من الجنود اليمينيين قتلوا العام الماضي في مواجهات مع تنظيم “القاعدة”.
ودعت الداخلية اليمنية منتسبيها “إلى استلهام بطولات وتضحيات الشهداء والجرحى في مواجهة مختلف التحديات الأمنية وفي تحقيق المزيد من الإنجازات والنجاحات الأمنية “. ويخوض اليمن “حربا مفتوحة” ضد تنظيم “القاعدة” المحظور، الذي درج على مهاجمة رجال ومراكز الأمن، خصوصا في المحافظات الجنوبية، التي تشهد منذ مارس 2007 حركة احتجاجية مسلحة متنامية مطالبة بانفصال الجنوب عن الشمال اللذين توحدا في العام 1990
اقرأ المزيد : تظاهرات لأنصار «اللقاء» و «الحراك» في اليمن - جريدة الاتحاد
http://www.alittihad.ae/details.php?...jwPrsRماراتية0