ما تفضل به الكاتب الكبير البيضاني لم يكن خطابا سياسيا بحتا ، وإنما كان عبارة عن قراءة تاريخية لحقبة زمنية تمتد الى مدى بعيد ، أستدعى الكاتب من خلالها الحقائق مجسدة وواضحة ، برزت أمامنا كما هي دون زيف أو تلفيق،
وكان الموضوع في الجانب الآخر يفضح أولائك الذين جاءونا عقب استقلال الجنوب بشعارات واهية ، ووعي مزيف ونشروه في أذهاننا وكتب مدارسنا وشعاراتنا ، أن الوحدة هي مصيرنا وقدرنا الحتمي ، وهذا بالطبع ثبت خطأه وعدم سلامته ، بل يتصادم مع الحقائق التاريخية والواقعية ويخالف منطق السياسية والمصالح ومبدأ التوازن في العلاقات والمصالح .
لذلك ندعو كل جنوبي ، أن لا يقفز عن هذه الحقائق ، بل يجب استيعابها وفهمها وترسيخها كجزء من تاريخنا الممتد عبر آلاف السنين ، وأن أي بناء مستقبلي لا يتكىء على الحقائق التاريخية والواقعية والإنسانية الخالية من انفعالات آنية زائفة ، وعواطف لحظية ، فإن مآلها حتما لفشل الكارثي .
شعب الجنوب العربي اليوم مطالب بإعادة قراءة التاريخ مرة أخرى ، حتى لا يجنح مرة أخرى ، ويغرق مرة أخرى ...
شكرا للمهندس على هذه المشاركة القيمة جدا .
|