الصراحة انا من متابعي عدن برس المخلصين واخذت هذا المقال لاخينا المبدع ابو فؤاد الشعيبي الذي رد فيه على مقابلة الارياني مع قناة الحرة،،،، لا تبخلوا بالردود من كل جنوبي حر مؤمن بقضية النضال
رسالة شكر للإرياني.. لقد اثبت للعالم صدق القضية الجنوبية( بقلم:ابو فؤاد الشعيبي)
ولاية فلوريدا بأمريكا الشمالية – لندن " عدن برس " خاص : 8 – 9 – 2008
المتأمل وبكل دقة وبصيرة للمقابلة التي نشرت مع الدكتور عبد الكريم الإرياني، يستشف مبررات قوية قدمتها السلطة وبكل غباء لأبناء الجنوب لقطع كل الخيوط التي ربطتهم، وتربطهم ،والتي قد تربطهم بما يسمى الجمهورية العربية اليمنية. نلاحظ وبشدة تركيز الإرياني على نقطة "فقر اليمن" في جميع أجوبته تقريباً، بمناسبة ودون مناسبة، : "اليمن من أفقر دول العالم" ، "الفقر سبب كل المشاكل في اليمن"، "لو كان الفقر رجلاً لقتلته"، "سيزداد اليمنيون فقراُ"، " اليمن من أفقر الدول العربية" - وغير ذلك من تلك العبارات المشابهة- . وأخيراً مقارنته للمواطن اليمني بقرينه الصومالي.
المتأمل لهذه المقابلة يحس بأنها دعوة واضحة للاستجداء وطلب المعونات والتبرعات للشعب "الفقير". اسمح لي في هذا الصدد يا سيادة المستشار أن أوجه لك هذا التساؤل، أين تذهب ثروات اليمن النفطية؟؟؟ أين نذهب المساعدات الإقليمية والدولية المستمرة والمتزايدة؟؟؟
من أين أتت ثروات المسئولين المتصاعدة باستمرار؟؟؟ أين تذهب أراضي الجنوب وخيراته؟؟؟ كيف يتمكن بعض الأفراد من تكوبن ثروات بالملايين وفي "اللا وقت" عند توليهم في الغالب لبعض المناصب الهامة في البعض من مرافق الدولة؟؟؟ لماذا حينما يزداد غالبية الشعب فقراً، يجني البعض الأخر غنىً فاحشاً ؟ الجواب" هاه، هاه، لا أدري !!!!!!!
إلى أين تقودوننا بعد هذا الخطاب؟ بحجة التغطية على كافة انواع الفساد والمظالم لهذه السلطة الغاشمة، بلغت بكم الجرأة على تصوير المواطنين بهذا الشكل؟؟؟ بعد أن ألغيتم إنسانيتنا وكرامتنا محلياً حتى صار البعض يخجل من التصريح بيمنيته ، تعمدون إلى سلبها منا رسميا وعلى كافة الأصعدة الإقليمية والدولية. لم يعد الإنسان اليمني، وخاصة بالنسبة لدول الجوار، إلا "كائناً" مستجدياً فاقد الكرامة، لا هم له إلا استجداء الآخرين وطلب المعونات والمساعدات بكل الطرق الممكنة وغير المكنة، بل ونزع تلك "الصدقات" نزعاً إن استدعى الأمر. لا حول ولا قوة الا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل على هذا المنطق وهذه الصورة التي عكستموها "للإنسان اليمني". إني فعلاً أشعر بالأسى والأسف على مواطني الجمهورية اليمنية التي تسيرهم مثل تلك العقليات التي هان لديها مواطنيها حتى تصورهم بهذا الشكل أمام الرأي العام الخارجي.
حقاً، إن شر البلية ما يضحك، ومصائب قوم عند قوم فوائد. برغم شعوري بالرثاء عليكم يا أبناء "العربية السعيدة"، إلا أنني لا أملك إلا أن أتوجه "بالشكر والعرفان" للمستشار اليمني لأنه من وجه للشعب الجنوبي الحر، سواءً شاءَ أو أبى، خطاباً مفادهُ، يا شعب الجنوب الحر، أنتم لم تتحدوا إلا مع مجموعة من "المستجدين". إذاً يا شعب الجنوب لكم كل
الحق في البحث عن استعادة حريتكم وفك ارتباطكم لاستعادة كرامتكم وماء وجوهكم وحتى لا تكونوا مجرد مجموعة من "الشحاذين" اللذين تطلبون الناسَ الإحسان.
وعليه، يا أبناء الجنوب الأعزاء وكما يقول المثل، إذا عُرف السبب بطل العجب، لا تستغربوا إذاً نُهبت خيراتكم وسُلبت باسم الوحدة. فهذا شعب، كما صورته تلك المقابلة ،لا يبحث إلا عن المال سواء بطرق مشروعة أو غير مشروعة. أخيراً أعلنها الإرياني، رغماً عن أنفه ، أن الوحدة ما كانت إلا لامتصاص ثروات الجنوب. وهذا أيضاً تحذير غير مباشر لدول الجوار. أحذروا يا جيراننا، نهم شره مواطني العربية اليمنية لم يشبع بعد والجنوب استيقظ الآن ويلمم شتات نفسه ليتخلص من هذه الطفيليات التي ابُتلي بها وستكونون انتم الهدف القادم. لا تقولوا أني لم انصح لكم، وقد أعذر من أنذر ويشهد الله أني قد أبرأت ذمتي وراعيت حق الجار.
والمتتبع للمقابلة يلاحظ أيضاً تكراره لعبارة "لا يستحقون ذلك" عند سؤال المذيع له عن موقفه من قضيتين مختلفتين :هيئة الفضيلة وجماعة الحوثي. أيها المستشار العزيز، إذا كانت "جماعة الحوثي" "لا تستحق حتى مجرد الكلام"، فمن هم اللذين كبدوا السلطة المئات بل الآلاف من القتلى والجرحى من " القوات المسلحة" – ضحى في طليعتها العديد من ابناء الجنوب - برغم أن الحوثي وجماعته ما هم إلا جماعة بسيطة لا عهد لها بفنون القتال وخبراته. بل ماذا تقول عن تلك المليارات التي تكبدتها السلطة في سبيل إنهاء هذه المشكلة التي "لا تستحق". عزيزي الارياني، عهدي بك أكثر حكمة ومصداقية من ذلك، وأرجو منك احترام عقول من تخاطبهم ، وحدث العاقل بما لا يعقل فإن صدقك فليس بعاقل.
وفي هذا المقام ، أسألك : أتقبل أن ينعت أحدُ كلامك "بالنباح"؟ بالتأكيد، لا وألف لا. إذاً، لماذا تسمح لنفسك بإطلاق نعوتٍ على الآخرين قد لا تتقبلها أنت منهم. ألم تسمع حديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". وكسياسي محنك عليك أن تحاول انتقاء ألفاظك واحترام أراء الآخرين مهما كانت. أليست هذه هي "الحرية" التي تتشدق بها. أم أنها مجرد أقوال "للضحك على الذقون".
أتمنى أن تصلك هذه التساؤلات، راجياً منك التكرم بالإجابة بكل وضوح وشفافية وليست بدبلوماسيتك "الميكافيلية" التي انتهجتها في مقابلتك التي بثت مساء اليوم. اعتقد أن سياستك هذه قد تسري على البعض، اللذين قد تعمي أعينهم تلك الكلمات والشعارات الرنانة، خاصة إذا كانت مرفقة بغلاف من الثقافة والمستوى العالي في الحوار. ولكنها لن تنطلي علينا نحن أبناء الجنوب اللذين يتميزون بتلك القريحة التي تمكنهم من تمييز من يتحدث بكل صدق وشفافية وأولئك الخبراء في وضع السم بالعسل.
وأكرر لك شكري بهذه المقابلة الرائعة، التي سمحت لأبناء الجنوب بمعرفة قيمتهم لدى السلطة أو بالأصح ما هي نظرة السلطة لمواطنيها وخاصة أبناء الجنوب الجريح. وأبشرك التحرير قادم لا محالة. أنت همشت قضية الجنوب بشكل كبير ولم تجعلها الا نزاعاً على عدة أراضي. أتعتقد أن أبناء الجنوب بهذا المستوى لينجروا في كل هذا الحراك من أجل " مجموعة أراضي". ما الذي تهدف إليه من وراء ذلك؟ وعقلية من تخاطب بمثل هذا المنطق؟؟؟؟
هذا ما جاد به قلمي إثر مشاهدتي لتلك المقابلة التي أثارت في النفس الشجون. لقد آلمني حقاً أن يتجرأ مثل هؤلاء على أبنائنا بعد أن جردونا من كرامتنا وأرضنا. أعلنها لكم مدوية، لن نقبل لأبنائنا أن يعيشوا في ظل هكذا وضع وهكذا ظروف. سنتجاوز كل العقبات وسنتحدى جميع الصعاب لنمنحهم وطنهم من جديد معطراً بنسائم الحرية. وأقولها لك يا سيادة المستشار، أنا لا أحمل عليك ولا على أي فرد مهما كان، إنما هي حرب أراء ووجهات نظر وليست صراعاً بين أفرادٍ لا سمح الله،،،
اقتربت نهاية هذا الكابوس يا أبنائنا،،، شدوا الهمم واشحذوا العزائم ،،،، وعاش الجنوب حراً أبياً،،،
[email protected]
رابط المقالة
http://www.adenpress.com/modules.php...rder=0&thold=0