[عبدالله السنمي]

[align=right]أولا نرحب جل الترحيب بالعزيز / فتحي الأزرق ،،
وكما أعلم أنك كنت دائما تحمل هذا الهم ، وكان شغلك الشاغل طوال الفترة الماضية ، وفي هذا الطرح الذي أمامنا اليوم نراك وقد وضعت هذه التصورات التي تمثل فعلا اللبنات الأساسية التي يمكن البناء عليها لمسيرة الحراك الجنوبي ، وتأتي هذه الأهمية كونها تمثل المظلة والمرجعية التي يسير على هداها الجميع .
ولا أطيل الحديث حول الأفكار والرؤى التي تفضلت بها في سياق موضوعك هذا ، فهي باختصار تمثل حلولا نظرية تنتظر أن تتلاقى الإرادات لتحويلها إلى واقع ومنهاج عملي . وهنا تكمن الاشكاليات والاختلافات ،،
أنا أتصور أن النقاط الكثيرة التي وردت في ( ورقة الأزرق ) - إذا جاز القول – لم تكن غائبة عن أذهان القيادات والناشطين والمثقفين والنخب والجماهير ايضا ،، لكن المعضلة الرئيسية التي أدت الى تأخير مباشرة هذه الخطوة هي ما يسود الأجواء بين بعض القيادات من تحفظات والكثير من التوجس والحذر ، ولكل تيار أو شخصية أسبابه الخاصة ، هذا الأمر جعل من الحراك يراوح مكانه من الديناميكية الغير مبرمجة والغير مستوعبه في إطارنظام سياسي أو ميثاق شرف . كما أن مستجدات الاحداث في الأشهر الأخيرة التي استهدفت رموز الحراك بالاعتقالات والمطاردات قد أضافت مصاعب جديدة ، هذا بالنسبة الى الوضع في الداخل .
أما الخارج في الاختلافات أعمق ، فإذا كانت القيادات في الداخل في تواصل مستمر وعلى رؤى وطروحات منسجمة إن لم تكن متطابقة ، فإن قيادات الخارج عجزت حتى من التوصل الى اتفاق مبدئي للالتقاء . وذلك بسبب التباين في المواقف تجاه سقف المطالب والأهداف من ما يسمى بالقضية الجنوبية ، ولا ندخل في التفاصيل فالجميع يعرف هذه المواقف .[/align]ولذلك نتأمل أن يحدث تقارب في وجهات النظر أولا ، ويحدث تقدم في التواصل والحوار بين قيادات الخارج ، خاصة وأن الداخل يشتد عليه الحصار والقمع والقتل ، وأن المشاعر العامة والقناعات الشعبية في الجنوب قد وصلت من النضج والوعي أن لا رجعة من استرجاع دولة الجنوب الأسيرة والمختطفة من قبل نظام الجمهورية العربية اليمنية . وهذه حقيقة واضحة وساطعة لا لبس فيها البتة .
المهم في الأمر الآن أن يدرك الجنوبيون في الداخل أن سلاحهم الرئيسي هم توحدهم ، واستعادة الثقة فيما بينهم ، وأن لا سبيل لانتصارهم إلا بالتضحيات والترفع عن الأنانية والمصالح الضيقة ، وإخلاص النية والتوجه مباشر بثقة عالية الى وضع هذه التصورات موضع التنفيذ .
سلمت يداك أخي فتحي ،، والأمل يبقى ما دام الجنوب يسكن ضمائر الشباب من مثلك .[/align]