صحف عربية وعالمية
النهار
أصداء ثورة التغيير في تونس تفاعلت في اليمن
مواجهات في الجنوب واحتقان في الشمال وتظاهرات
.
صنعاء - من ابوبكر عبدالله:
انتقلت أصداء الثورة التونسية إلى اليمن في سلسلة تفاعلات شهدتها مناطق التوتر شمالاً وجنوباً، وصولاً إلى العاصمة صنعاء التي شهدت أمس تظاهرات شبابية شارك فيها العشرات من طلاب الجامعات، وجابت الشوارع للمطالبة بتغيير سياسي في اليمن، واعتقلت الشرطة عدداً منهم، كما فرقت آخرين احتشدوا أمام السفارة التونسية بصنعاء، بينما اشتعلت مواقع ومدونات ومنتديات الانترنت التي تحظرها الحكومة اليمنية وكذلك صفحات موقع "فيسبوك" بالمقالات والشعارات التي تحض الشارع اليمني على التغيير، فضلاً عن رسوم الكاريكاتور التي وضعت الرئيس علي عبدالله صالح إلى جانب الرئيس التونسي المخلوع، وطالبته بالتنحي قبل فوات الأوان.
وبرزت صورة احتقان الشارع اليمني في المحافظات الجنوبية، إذ شهدت محافظة حضرموت مواجهات بين محتجين من أنصار "الحراك الجنوبي" المطالب بالانفصال وقوات الشرطة التي فرقتهم باستخدام الرصاص وقنابل الغاز، ما أدى إلى إصابة ثلاثة. وكذلك في الضالع حيث جاب المئات الشوارع حاملين أعلام دولة الجنوب، ومرددين هتافات تطالب بـ "تقرير المصير وفك الارتباط".
واتخذت الاحتجاجات طابعاً مسلحاً في المواجهات التي احتدمت أمس بين قوات الجيش اليمني والانفصاليين المسلحين في محافظة لحج الجنوبية بعدما قصف الجيش مناطقهم بالمدفعية الثقيلة.
وأفاد وجهاء أن الجيش قصف مناطق جبلية في مديرية ردفان ومحيط منطقة الحبيلين حيث تحصن مسلحون من أنصار "الحراك" تمهيدا لاقتحامها وأوقع إصابات في صفوف المدنيين.
جاء القصف بعد مواجهات وصفت بأنها عنيفة "بين المسلحين الذين توافدوا من مناطق عدة إلى منطقة الحبيلين وقوات الجيش التي تمكنت من استعادة موقع عسكري استولى عليه المسلحون".
وقال سكان من مناطق مجاورة إن عشرات الأسر نزحت من مناطق المواجهات خشية توسعها.
مجلس التنسيق
وندد مجلس تنسيق فروع الحزب الاشتراكي في محافظات الجنوب بـ"العقاب الجماعي الذي تمارسه السلطة على الشعب في الجنوب"، واصفا ما يدور في محافظة لحج بأنه "حرب إبادة".
وأكد أن "التصعيد الخطير في محافظات الجنوب يعيد إلى الأذهان المشهد الذي كان قائما قبل حرب صيف 1994 العدوانية الظالمة على الجنوب"، متهماً السلطة "بوأد الوحدة والعبث بالثروة وادمان القتل"، وحذر من "أن الحشود العسكرية التي تقوم بها في مديرية الملاح استعداداً لشن حرب واسعة النطاق ضد مديريات ردفان ستمتد إلى مناطق أخرى".
ودعا الشعب إلى التضامن مع المدنيين وتنظيم احتجاجات للتعبير عن رفض الحرب، وناشد قوات الجيش "رفض الانخراط في حرب عدوانية ظالمة ضد إخوانهم من المواطنين المسالمين داخل مدنهم وقراهم"، كما دعا القوى السياسية والفاعليات الاجتماعية إلى التوحد والتنسيق "لمواجهة مشاريع السلطة السياسية والأمنية والعسكرية التي تستهدف الجميع".
الحوثيون
وشمالاً تصاعدت الاتهامات بين السلطات اليمنية والمسلحين الحوثيين غداة اتهام صنعاء المسلحين باحداث مواقع مسلحة وإشهار السلاح في وجه أعضاء لجنة الوساطة القطرية ومنعهم من الوصول إلى بعض المناطق في إطار جهود تنفيذ اتفاق السلام.
وقالت وزارة الداخلية اليمنية أن أعضاء لجنة الوساطة القطرية اضطروا إلى التوجه إلى منطقة ضحيان بعد منعهم من دخول المنطقة وغادروا صعدة على متن طائرة خاصة إلى العاصمة صنعاء.
واتهم الحوثيون صنعاء باللجوء إلى "الكذب والتضليل لقضاء حاجات يقتضيها وضعها المتأرجح بين عواصف كثيرة تدفعها الى اثارة الأزمات".
وانتقد القائد الميداني للمسلحين عبد الملك الحوثي "نكران وتجاهل وعدم اعتراف السلطة بالخطوات التي نفّذها أنصاره في إطار اتفاق السلام خلال خمسة أشهر من عمل لجنة الوساطة القطرية". وأكد أن "السلام خيار مهم بالنسبة الينا وتشهد على ذلك الخطوات التي قدمناها ونقدمها وتعاوننا مع اللجان المعنية وأن خطاب السلطة التصعيدي له أهداف أخرى". ولفت إلى أن ملف حرب صعدة "صار أحد بوابات الهروب من واقع مظلم تعيشه السلطة لم تعد تطيقه، وربما ترى أن الخروج عبره أحد خياراتها السهلة، ولو على حساب آهات الأبرياء وأنين الثكالى ومعاناة أبناء الشعب، ولكن نذكر السلطة بأن البلد اليوم يعيش أزمات متفاقمة وإشعال أي حريق فيه سيؤثر في الوضع العام للبلاد والعباد".
__________________
(من جد وجد ومن زرع حصد)
|