بالمناسبة هناك خلط عجيب وغريب في هذا الموضوع شبيه جدا بالخلط الذي يمارسه النظام اليمني
ومن أنواع الخلط ومحاولات الإستغفال والإستغباء :
أولا : محاولة ربط أبدي لمصير شعب كامل وكيان سياسي بحزب ما بغض النظر عن حسن أو سوء هذا الحزب ، وهذا الربط يشمل السوء والحسن وكأن هذا الشعب وليد للصدفة ولم يوجد لابقب ولن يوجد بعد هذا الحزب
بينما حقائق التاريخ تقول أن الشعوب وكياناتها السياسية أهم وأبقى من مجرد تجارب خاضتها في مرحلة تاريخية ما وأهم وأبقى من حزب أو سلطة حاكمة أو فكر وأيديولوجية رت بها يوما ما
وأن هذه السلطة أو هذا الحزب مهما كان سوء أو حسن مافعلته لن تكون إلا مجرد فترة تاريخية قصيرة بعمر الشعوب مهما طال حكمها وهي شيء متغير ونسبي لكن الشعوب والأوطان هي الثوابت
ثانيا : محاولة إيهام الجنوبيين بأن النظام اليمني يستهدف الحزب الإشتراكي الموجود مقره الرئيسي وقيادته العليا في قلب صنعاء والذي يستمد وجوده من قوانين المحتلين كحزب سياسي رسمي مرخص له ولم ولن يفكر النظام اليمني يوما بحله وليس من مصلحته حله
ثالثا : إيهام الناس أن حديث الرئيس اليمني عن الحزب الإشتراكي بالسوء وتهديده مقصود به الحزب الإشتراكي اليمني الموجود في صنعاء بينما يعلم الجميع أن الرئيس اليمني حين يتحدث مذكرا الناس بتاريخ الجنوب ومرحلة مرت من عمر شعبه بحلوها ومرها ومهددا الإشتراكيين أنه حين يتحدث بهذه الطريقة عن الإشتراكيين فهو يقصد الجنوبيين ولايقصد قط الإشتراكي اليمني وقيادته الحالية لكنه لايجروء على قول الجنوبيين لهذا يستخدم مصطلح الإشتراكيين ليضرب عصفورين بحجر يخيف الجنوبيين ببعض تاريخهم السيء ويخلط بين الشعب التواق للحرية وبين حزب لم يعد شكله الرسمي اليوم يمثل خيارات أبناء الجنوب أو عني لهم شيئا إضافة إلى أنه بهذه الطريقة يخرج مطالب الجنوبيين من كونها مطالب شعب إلى كونها مطالب فئة أو حزب وأيضا يذكر الجوار بتاريخ الإشتراكي اليمني وصراعهم مع نظامه حينها في الجنوب
رابعا : التصوير للناس أن الحديث عن فك الإرتباط السياسي بالاحزاب اليمنية وفي مقدمتها الإشتراكي ( اليمني ) هو إستهداف للإشتراكيين الجنوبيين أو هو تراجع عن التصالح والتسامح وهذا أيضا مغالطة فقادتنا اليوم هم أساسا في غالبهم إشتراكيين سابقين ونحن نبجلهم ونحترمهم لكنهم لم يعودوا إشتراكيين ( يمنيين ) وتحرروا من عقد التبعية لليمننة السياسية وعادوا كجنوبيين أولا وجنوبيين أخيرا ليحملوا هم شعبهم بكل فئاته
وأخيرا : الربط بين مستقبل الجنوب وبين حزب مهما على شأنه ربط جائر والأكثر جورا منه هو محاولة إيهامنا أن التخلي عن هذا الحزب يعني التخلي عن حقوقنا التاريخية والوطنية وحتى التخلي عن مطالبتنا بالإستفتاء على إستقلال الجنوب بدعوى أن الإشتراكي اليمني هو من وقع إتفاقية الوحلة وهو فقط من له الحق بالمطالبة بفكها وكأن الزمن توقف في لحظة التوقيع تلك أو كأن الإشتراكي اليمني لديه صك تملك شرعي أبدي بشعب الجنوب وأرضه وكأن شعب الجنوب وخياراته السياسية ومن يحكمه غير قابلة للتغيير ككل شعوب الأرض ناهيك عن أن المغالطة الكبرى هنا تتمثل في تجاهل أن التوقيع لم يكن حزبيا بل كان توقيع نظام سياسي حاكم في الجنوب بفعل الأمر الواقع لايهم من يكون في تلك اللحظة هو من يمثله أكان الإشتراكي اليمني أو غيره وإلا فإن قبلنا برأيهم فنحن أمام أمور كثيرة لعل أهمها أ، الإشتراكي اليمني وقع كحزب فقط فلايحق له حينها ولايصح توقيعه عن الكيان السياسي الجنوبي وشعب الجنوب والأكثر سوءا أنه لو أعتمدنا هذه الفكرة القائلة بما يقوله أخونا صاحب المضوع فيعني أننا نراهن فقط على الحزب الغشتراكي اليمني الذي قيادته وحلوية اليوم نراهن عليها لتفك إرتباطنا من وحلة هي من أسس مبادىء الإشتراكي اليمني وقناعته وأفكاره فهل نرهن مصيرنا بهؤلاء
ولازالت هناك العديد من المغالطات المتكررة في هذا الموضوع وغيره لكننا نقول أن الإشتراكي اليمني وكل الأحزاب اليمنية هي مسمار جحا الأخير في الجنوب
ونفترض جدلا ومنطقيا وهو الحاصل أن مصير الجنوب ومصير تحقيق إستقلاله ووحدته كشعب يتعارض مع مجرد إنتساب عدد محدود مهما زاد من الجنوبيين بحزب ما فهل يكون هذا الإرتباط أهم من وحدة الجنوب وأهله وأهم من تحريره وأهم من تطمين فئات كثيرة تريد تطمينات واضحة وصريحة بعدم تكرار الماضي وخصوصا أن الإشتراكيين ( اليمنيين ) لازالوا يكررون لغة الماضي بنفس مصطلحاتها ولازالوا يسعون لتقسيم الجنوب إلى فئات وغصائل ويرفضون العمل كجنوبيين وأفراد جنوبيين ويصرون على وجودهم كتكتل حزبي داخل الحراك الجنوبي وبين صفوف شعبنا
فهل يستحق الجنوب منهم رغم كل ماعمل لهم وكل ماتحمله منهم أرضا وشعباهل يستحق منهم مجرد أن يتخلوا عن عضوية طوعية في كيان وهمي لا معنى أصلا لوجوده اليوم بنفس الغسم أو بنفس الأفكار