[عبدالله البلعسي]

العالم العربي فوق فوهة «بركان التغيير»


2011/01/12 11:41 م
#rateStatus{float: right; clear:both; width:100%; color :Red; display:none;} #rateMe{float:left; clear:both; width:100%; height:auto; padding:0px; margin:0px;} #rateMe li{float:left;list-style:none;} #rateMe li a:hover, #rateMe .on{background:url(images/star_on.gif) no-repeat;} #rateMe a{float:left;background:url(images/star_off.gif) no-repeat;width:12px; height:12px;} #ratingSaved{display:none;} .saved{color:red; } .style1 { width: 145px; } شكرا لتصويت التقيم
التقيم الحالي 3/5
(Alwatan)

انقسام السودان.. دماء في مصر.. استقالة الحكومة اللبنانية.. حظر تجول في تونس.. اضطرابات في الجزائر والمغرب والأردن.. إحباط في فلسطين




الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتعهد للحريري بالمحافظة على استقرار لبنان
100 مليون دولار مساعدات اقتصادية أمريكية لمواجهة «التحديات الضاغطة» للأردن



ماذا يحدث في العالم العربي ولماذا؟
هل هو مقدمة لانفجار بركان التغيير الذي طال انتظار الكثيرين له، أم انها فوضى ترفع شعارات التغيير وتهدف إلى انهيار الأنظمة وخلق «فراغ» شامل كما حدث في الصومال وعدة دول أخرى؟
لا شك أن تزامن وقوع هذه الأحداث مع بعضها في عدة دول يخلق علامات استفهام ساخنة.
فمن يتصفح خارطة العالم لن يجد منطقة ملتهبة بالأحداث كما هي حال الوطن العربي من مغربه ومشرقه على السواء، والأحداث التي يشهدها العالم العربي سياسية واقتصادية واجتماعية وقمعية كذلك.
ففيما يتعلق بالسودان فالمؤشرات كلها توحي إلى انقسامه إلى دولتين قد يكون مقدمة لانقسامات أخرى تطال شماله بوجه آخر في ظل الأحداث المتسارعة وبخاصة في دار فور، وكذلك الأحداث الأخيرة في مصر من خلال سلسلة من المواجهات الطائفية كان آخرها الاعتداء على كنيسة القديسين في الاسكندرية ومقتل 21 شخصا من المسيحيين والمسلمين وحادثة قطار سمالوط وغيرها.

منابع النيل

ويرى بعض المراقبين بأن مصر وشعبها مستهدفان كما يردد بعض المراقبين أن تقسيم السودان إلى دولتين لا يستهدف السودان فحسب وإنما مصر أيضا حيث توجد منابع نهر النيل سواء في الدولة الجديدة في جنوب السودان والدول الافريقية الأخرى المجاورة لحدود السودان حيث توجد البحيرات الكبرى التي تعتبر خزان مياه النيل.

انقسام الفلسطينيين

كما أن تفاقم الأحداث السياسية الفلسطينية وحالة الانقسام بين الفلسطينيين في حركتي فتح وحماس يسهل استمرار الاحتلال لإسرائيل ويعقد أية حلول للقضية الفلسطينية ويفتح السبيل أمام إسرائيل لحرب جديدة على غزة حيث تشهد ملامح تلك الحرب يوميا من خلال الغارات المتواترة على القطاع، كما أن هذا الانقسام بجعل المناوئين للاحتلال في الضفة الغربية صيدا سهلا للمداهمات شبه اليومية حتى في رام الله مقر السلطة الفلسطينية.

لبنان والمحكمة الدولية

ويلوح في الأفق «محرقة جديدة» في لبنان أدت إلى إسقاط الحكومة اللبنانية بسبب انقسام الكتل السياسية بما يطلق على الجسم السياسي في لبنان تارة فريقي 8 آذار وفريق 14 آذار وتارة أخرى فريق الموالاة وفريق المعارضة ورغم اتفاق الدوحة حول تشكيل حكومة وحدة وطنية فإن الخلافات حول المحكمة الدولية تحول دون التوافق الوطني.
وأصبح هذا الموضوع الصاعق لتفجير جديد على الساحة اللبنانية وتبادل الاتهامات بشأن شهود وجهوا بداية اتهامات لسورية بأنها وراء اغتيال الحريري ولكن ثبتت براءتها من دم الحريري بتصريحات أطلقها نجله رئيس الوزراء الحالي سعد الحريري وبينهم حزب الله ان شخصيات سياسية وراء أولئك الشهود الذين تطلق عليهم المعارضة شهود الزور وتنظر المحكمة من ناحيتها بعد تبرئة سورية ان تقرر قراراً باتهام ظني ابطال عناصر عديدة من حزب الله وهو أمر يرفضه قادة الحزب وحلفاؤه،«حالة قوى 8 آذار» واجتمع قادة هذا الفريق في منزل زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون وأعلنوا سحب وزرائهم العشرة من الحكومة بعد تأكيدهم على فشل المبادرة السعودية السورية لحل أزمة المحكمة الدولية بين الفريقين المتصارعين الأمر الذي أدى إلى اسقاط الحكومة اللبنانية بعد استقالة وزير توافقي.
ورغم تعهد الرئيس الامريكي للحريري بالمحافظة على استقرار لبنان فإن الأحداث تنذر بالانفجار وانهيار الدولة اللبنانية.

البطالة والأسعار

وعلى صعيد الازمات الاجتماعية فان هناك استياء شعبياً في كل من مصر والأردن والجزائر وتونس والمغرب إزاء البطالة وارتفاع الاسعار وقد أدت ظروف البطالة والاسعار إلى اضطرابات دموية أدت إلى نزول الجيش إلى الشوارع في الجزائر وتونس قد شهدت عدة مدن جزائرية من بينها العاصمة الجزائرية ووهران وقسطنطين اضطرابات دامية واشتباكات بين المتظاهرين والشرطة وقد قتل وأصيب العشرات من المتظاهرين، وبعد نحوأربعة اسابيع من التظاهرات والاشتباكات في تونس فقد اتخذ الرئيس التونسي زين العابدين بن علي اجراءات عدة للسيطرة على أزمة الاضطرابات المتسببة عن البطالة وارتفاع الاسعار بإعلان حظر التجول في العاصمة تونس وعدة مدن تونسية أخرى، وأمر بإقالة وزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم كما أطلق سراح كافة المحتجزين أثناء الاضطرابات وكذلك بتشكيل لجنة للتحقيق بالفساد وكانت وحدات من الجيش قد انتشرت في العاصمة تونس ليل الثلاثاء- الاربعاء وخاصة في الاحياء الشعبية. وازداد التوتر في المدينة اثر اندلاع اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة، ولوقف هذه الاشتباكات ظهرت تعزيزات عسكرية وسيارات جيب ومصفحات للمرة الاولى في المدينة منذ اندلاع المواجهات عل مدى الاسابيع الاربعة الماضية.
وقالت السلطات ان 20 شخصا قتلوا في الاضطرابات لكن منظمات حقوقية اكدت مقتل 50 شخصا واصابة عدد كبير من المتظاهرين.

قلق أمريكي

ودعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الحكومة التونسية الى حل سلمي للازمة وقالت في مقابلة مع قناة العربية ليل الثلاثاء والاربعاء «نحن قلقون من عدم الاستقرار في تونس ونأسف لرد الفعل الحكومي الذي ادى لمقتل البعض. واكدت كلينتون ان واشنطن ليست طرفا في المواجهات واننا سنقوم بالاتصال مع الحكومة التونسية عندما تهدأ الاوضاع» ودان الاتحاد الاوروبي استخدام القوة غير المتكافئ بين الشرطة والمتظاهرين.
وفيما يتعلق بالاردن فقد أدت الاضطرابات والاحتجاجات الى تراجع الحكومة الاردنية عن زيادة الاسعار، وفيما يبدو فان الاردن يعاني من مشاكل اقتصادية كبيرة، اذ اعلنت السفارة الامريكية امس في الاردن ان الولايات المتحدة وافقت على تقديم منحة جديدة للاردن بقيمة 100 مليون دولار لمساعدة المملكة في مواجهة مشكلاتها الاقتصادية، واضاف بيان للسفارة ان المنحة تؤكد الالتزام القوي والدائم من الشعب الامريكي تجاه الاردن للتعامل مع «التحديات الضاغطة» التي تواجه المملكة.
وعلى نفس درب الاضطرابات تسير المغرب التي تعاني من مشكلات اقتصادية واجتماعية «ضاغطة» بنفس القوة .. وكذا دول عربية من الممكن رؤية التململ الشعبي الذي يحلو للبعض وصفه بـ «الحراك السياسي والاجتماعي» فهل نحن على أبواب تغيير عاصف أم انها زوبعة في فنجان عربي سرعان ما ستخمد بنفس القوة التي بدأت بها؟!!

http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=81847