الشياطين تقتحم بيوت الملائكة !
لا ادري أيهما اشد سخونة، الحديث عن مسلسل " الإرهاب " أم الحديث عن مسلسل " نور " ؟ فكلاهما يشغلان العقل العربي حتى النخاع وكلاهما تشكلان أزمة كبرى كأزمة المجاعة أو الفقر في العالم !
فالأولى قضية العصر والأخرى هي حديث الساعة والإنسان هو " الضحية " .
إن كل الثقافات اجتمعت على هذا الكائن ، لتجعله يعيش في صراع قاتل مع ذاته !
ثقافات العصر بكل أنواعها أصبحت تشكل خطراً على هذا العقل البشري " الشرقي " ، لأن مسألة التعاطي مع كل هذه الثقافات أصبحت في غاية الصعوبة ، سيما وأنها متقلبة وتتشكل كالحرباء مع كل المتغيرات !
اليوم وبعد لم تنتهي ثقافة الموت و الارهاب ولم تطوى سطورها الدموية من ذاكرة التاريخ ، ترامت على وجه الساحة العديد من المشاكل التي حولت من مشكلات أخلاقية إلى قضايا مهمة يتوجب على المجتمعات أن تأخذها بعين الأهمية !
" نور ومهند " تحول هذا المسلسل إلى قضية جدلية واسعة النطاق عند الاسلاميين الذين رأوا في هذه الحلقات تفسخاً أخلاقياً وممارسة للرذيلة ، فبادروا باقتحام الساحة بالعديد من الفتاوى التي حرمت مشاهدة هذا المسلسل بالعديد من الذرائع التشريعية والفقهية !
أظن فيما مضى ومن ضمن ما قرأت ، أن القضية أخذت جانباً دينياً صلباً في التعاطي مع هذا المسلسل ، وغلب عليها الجانب التحريمي ، لكل من يشاهد هذه المسلسلات التي من شأنها المناداة بالفساد والانبطاح الاخلاقي .
لم يكن هذا التعاطي المتزمت بجديد على وجه المجتمع أو هو وليد اليوم ، وإنما منذ زمن ظهور المسلسلات المدبلجة ( الغربية ) ، أي منذ 10 أعوام أو يزيد ، ولكنه استفحل بقوة عندما أصبح المشاهدين يتربعون أمام شاشات التلفاز قبل البدء بنصف ساعة ، لمتابعة أحداث المسلسل الذي قيل أنه " فاسد " و " مخل بالآداب " !