يا ايها اللذين آمنو إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينو ان تصيبو قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين .. صدق الله العظيم
انت طفل بتطاولك على الكبار وحرام تحمل اسم كفاح من معرفك وهذه مقتطافات من مقابله شعفل عمر وموقفه من قبل ما تاتي انته وامثالك الى النضال من خلف الكيبورد عيب واستحي
شعفل عمر القيادي الاشتراكي البارز يتحدث لـ«النداء» من منفاه عن اسرار الوحدة والحرب والانفصال غضب الرئيس بسبب تمزيق صوره في عدن، وقال: سنضحي بـ40 ألفاً كي تنتصر الوحد ة
بقلم/
الثلاثاء 08 يناير-كانون الثاني 2008 06:01 ص
عندما طلب مني زميلي، سامي غالب، محرر صحيفة "النداء"، أن أجري لقاءً مع الأستاذ شعفل عُمر، ارتبكتُ. دائماً ما أتعثر في بدايات الحديث مع شخص أعلمُ يقيناً أن الحديث معه في العام سيفتح شبابيك الخاص، والخاص جدّاً. وهكذا، فقد وقفت للحظات تحت شجرة أمام النيل، بعد مهاتفة الأستاذ شعفل. كان الليلُ بالكاد يمد ساقيه، والعاشقون من خلفي "اتنين اتنين"، وأنا أتخيّل سيد الجمعيات التعاونية، شعفل عمر، وهو يحتضن المنافي وما لا يأتي، وعينه على البحر: هناك حيثُ اختفت السفينة بزوجته وابنه البكر، في ساعة الحرب والشتات، إلى اللانهاية. وما لا يعلمه صديقي سامي هو أن نشّالاً محترفاً هاجمني في تلك اللحظة واختطف نظّارتي وتلفوني المحمول. تداركتُ نصف الأمر فقط، وبقي للنشال نصفه الثاني، وكان المتدارك هو التلفون، وإلا ما كان لهذا الحوار أن يتحقق. في اليوم التالي التقيتُ شعفل عُمر . وعلى مدى يومين، في دار الأوبرا، ثم في قهوة التكعيبة في وسط البلد. تحدثنا في كل الأشياء، فهمنا بعضها وتجاهلنا البعض الآخر
القاهرة - حوار : مروان الغفوري
ما الذي حدث في صيف 1994 ؟
- نُفِّذتْ خطةٌ للتخلص من الشريك في الوحدة. اغتيلت الوحدة بالحرب الظالمة وضم الجنوب إلى الجمهورية العربية اليمنيّ
هل تعتقد أن كل التحضيرات التي مهّدت للوحدة من طرابلس إلى القاهرة إلى الكويت إلى صنعاء إلى عدن، لقرابة عقدين من الزمن، لم تكن كافية لرفعها لدرجة "الموضوع العميق"؟
- كانت أحاديث نخب على ورق، ليس أكثر .
ما توصيفك الآن للوحدة اليمنية؟
هذه وحدة 7 يوليو وليست وحدة 22 مايو، وهي وحدة لا تعنينا حقيقة
.
من 1994 إلى الآن، أنت ترى أن هذه الوحدة السائدة الآن هي وحدة 7 يوليو، ما الذي يجعلها وحدة 7 يوليو وليس 22 مايو؟
تم الاعتداء على عقد الوحدة الأساسي بالخرق التدريجي لما تضمنته اتفاقية الوحدة والإصرار على ترسيخ مفاهيم مغلوطة في وعي الناس مثل أن الفرع عاد للأصل وأن سبتمبر هو الأم وأكتوبر الإبنة. وفي السر (يُقال أكثر من ذلك) فالجنوبيون "ملاحدة" وبقايا من جلبهم الإنجليز من الصوماليين والهنود. وما رافق ذلك من تخريب للمعدات العسكرية في المعسكرات الجنوبية وشراء الذمم وانتهاء بإشعال الحرب التي لم يكن إعلانها في 27 أبريل إلا تعميماً لحرب قائمة بالفعل تم إشعالها بكل الوسائل، انتهاء بالهيمنة الكاملة .
وأنتم، ماذا كنتم تفعلون في الفترة نفسها؟
نحن قدمنا من التنازلات والتضحيات أكثر مما ينبغي في سبيل حلم الجنوب الوحدوي. لاحظ متنفذو الشمال هذه الروح الوطنية العالية واستغلوها لتحقيق مآرب أخرى. أخذ النظام يغري مراكز القوى الممانعة للوحدة في الشمال بأن هذا صيد سمين لا يفوتكم. وأخذت الدعوات تنهال علينا إلى مقايل القات، وكان الحديث معهم عادة يدور حول المهام القادمة لترسيخ الوحدة وبناء الدولة الحديثة
كيف خرجتَ من الحرب؟
- كما ترى، أستلف من ابنتي للعلاج والمعيشة .
لماذا لم تتقدم للحصول على لجوء سياسي في بريطانيا أو أي بلد آخر؟
- عرض عليّ اللجوء في بريطانيا بعد الحرب فلم أتحمس له. لم أتحمس لفكرة اللجوء في أي مكان. أنا هنا في القاهرة أرعى ابني وزوجتي الثانية وأعيش بهدوء، أتابع كل ما يجري ولي اتصالات بقيادات معارضة في الداخل والخارج لكنها اتصالات مصادفة
في رأيك، ما الذي يمكن أن تفعله المعارضة في الخارج لمصلحة قضية داخلية؟
- أرى أن المعارضة في الداخل هي الأساس. لكن لمعارضة الخارج دور نفسي مهم، يُشعر الفاعلين في الداخل أنهم ليسوا بمفردهم. كما يمكن أن تقوم هذه المعارضة بكشف أكاذيب النظام وتعتيمه، وتأليب الرأي العام الدولي العادل ضدّه
.
> إذا جاز لك أن تفترض أدواراً وطنيّة لشخصيات مهمة، مثل العطّاس أو علي ناصر محمد، ما هي هذه الأدوار التي تقترح أهميتها؟
العطاّس وعلي ناصر شخصيتان معروفتان في اليمن، ولهما حضورهما ورؤاهما. يستطيعان بما لهما من علاقات داخلية وخارجية أن يضغطا على النظام وأن يساندا الحركة الوطنية في الداخل بإيجابية شديدة
هل أنت على تواصل مع علي ناصر محمد؟
بالتأكيد. وعلاقتي به متميّزة على الصعيد الشخصي دائماً؟ إذا كنت تشير إلى أحداث يناير، فهذا تاريخ تجاوزناه مع
بفرض أن إرادةً ما، الآن في 1 يناير 2008، سمحت للجنوبيين أن يصوتوا على موقفهم من الوحدة، بماذا ستصوت؟
سيصوت الجنوبيون لمصلحة الكيان الجنوبي، بأي مسمى، وبنسبة تتجاوز الـ80%. أؤكد لك أن هذا سيحدث. عن نفسي سأصوت معهم على أمل أن تتحسن الظروف مستقبلاً ونعود لوحدة لا علاقة لها بالهيمنة والضم والإلحاق
الآن، بعد 13 عاماً من الحرب، هل كانت الـ13 عاماً هذه فترة ضرورية لصناعة حصان طروادة العملاق: قضية المتقاعدين، للعودة من جديد إلى المعركة، إلى صيف 1994، بما معناه: المعركة لم تنتهِ بعد؟
نعم، المعركة لم تنته. أول ما يمكن قوله هو أن قضية المتقاعدين بعيدة كل البعد عن حصان طروادة . هذا الوصف فيه تجنٍّ على حق فئة لا ذنب لها سوى أنها كانت تؤدي عملها بإخلاص ومهنية. لم يفكروا يوما بالانقلابات والاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم، ولم تنسب لأي منهم تهمة استغلال الوظيفة للإثراء غير المشروع. لكن الخوف كان من أن تنتقل عدوى الاستقامة وعفة اليد واحترام حقوق الغير، وعدم التهاون مع من يعتدي على حقوقهم، إلى المؤسسة العسكرية التي تعتبر إقطاعاً خاصّاً لمجموعة من القيادات المتنفّذة والمنغمسة في الفساد. حيث تُمتهن حقوق الجندي البسيط المغلوب على أمره الذي يسمع المديح له ولدوره الجليل من وسائل الإعلام بينما واقع الحال يخالف ذلك . من جهة أخرى، المتقاعدون المدنيّون، هناك اعتداء على ممتلكاتهم وتضييق على حياتهم برفع فواتير الماء والكهرباء والتلفون وتردي الخدمات الاجتماعية وارتفاع الأسعار واستباحة القطاع العام ومزارع الدولة والتعاونيات الزراعية التي كانت تمثل ضابطاً لارتفاع الأسعار. هذه المعاناة وغيرها كفيلة بحشدهم في كيان واحد وجعل نضالهم السلمي أكثر مثابرة وأطول نفساً. هؤلاء لا يمكن أن يكونوا حصان طروادة لأي قوة كانت
أما زلت تعتقد أنك تمثل أحداً ما في اليمن؟
- نعم، ما دمت أسمع وأتابع وأحس بما يحدث، فأنا أمثل الكثيرين ممن تطحنهم رحى هذا النظام الجائر. لقد تألمت كثيراً لمقتل جار الله عمر والطريقة التي تمت بها عملية الاغتيال والإجراءات التي اتبعت للكشف عن أسباب الاغتيال ودوافعه. مثلما تألمت لإزهاق أرواح شهداء النضال السلمي في الضالع ومنصة الشهداء في الحبيلين وعدن وحضرموت وأبين وشبوة، بدم بارد ودون أن تتخذ أي إجراءات مقاضاة عادلة
متى كانت آخر مرة تواصلت فيها مع علي سالم البيض؟
- آخر اتصال بيننا كان أثناء انتخابات 1997. كنت أعرض عليه فكرة المقاطعة الإيجابية للانتخابات بدلاً من المقاطعة السلبية. قلت له: لا بد أن يخرج الناس إلى الشوارع للاعتراض والاعتصامات، فوافقني على الفكرة. وعند ذلك طلبتُ منه أن يحوّل أي مبلغ مالي لأمين عام الحزب في اليمن لتسهيل تنقلات المواطنين في خروجهم من بيوتهم. عند ذلك غضب مني وقال: أنا الأمين العام! قلت له: كيف تكون الأمين العام وأنت في عُمان. كانت آخر مكالمة بيننا. لا يزال يتعامل مع الحزب كأوراق استثمارية في حقيبته، وأنا لا أرى فرقاً بينه وبين أولئك الذين في السلطة. وبصراحة أنا لم أرَ علي سالم البيض يعمل بشكل حقيقي لمصلحة الحزب، وأتذكّر أن سعيد صالح زارني في بيتي قبل الوحدة، وقال لي : علي سالم البيض لا بد أن يغادر رئاسة الحزب. قلت له: أنت تقول هذا الكلام وأنت الذي حاول إقناعنا بعكسه في البداية
بصراحة، هل تحس بأن الشمال والجنوب ينتميان إلى بلاد واحدة، أنا وأنت مثلاً؟
قبل 94: نعم. أما في الظروف الاستثنائية التي أعقبت الحرب فالأمر لا يحتاج إلى تدقيق. من اعتدى عليّ وعلى حقوقي واشترك في نهبي أو حتى لم يستنكر ما حدث لي من ظلم وقهر لا أعتقد بوجود مبرر وطني أو أخلاقي يجعلني أحس معه بالانتماء لبلاد واحدة
هل سيعود شعفل عمر إلى اليمن، كما فعلت الطيور الأولى : ياسين، جار الله، هيثم، محسن، سالم صالح...؟
- سأعود عندما يعود القانون. أنا لن أذل نفسي لأحد، ولن أهين نفسي. سأؤذي نفسي عندما أطلب من الرئيس أن يرجع لي بيتي وأملاكي، وسيؤذيني غيري بكل تأكيد حين أفعل ذلك. ثم أين الأمن؟ مداهمات، مصادمات، قتل، تشريد، خطف، اغتيالات، تهديدات... رأيت ما حدث في عدن، في المكلأ، في صعدة، في شرعب، في الضالع. ومحاولة اغتيال علي ناصر. نحن نعيش خارج القانون. وعلى كل حال، لدي إيمان عميق بأني سأعود يوماً ما إلى بلدي، لكن ليس الآن
__________________
استعادة دولة الجنوب
|