عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-12-30, 11:48 PM   #7
الصريح 2
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-14
المشاركات: 1,947
افتراضي




مهمة عاجلة لصنع دكتاتور خالص




يتجه الرئيس علي عبدالله صالح إلى اقتراف أسوأ هجوم ضد الديمقراطية اليمنية في تاريخ حكمه الطويل عبر تعديل دستوري يسمح له بالترشح للرئاسة مدى الحياة.
في البداية، بدأ رجالات صالح يسربون إشارات عن نيتهم التمديد له في الرئاسة لكن ما بدا أنه جس نبض صار جدياً أمس الثلاثاء حين تقدم نواب من حزب الرئيس بطلب إلى رئاسة البرلمان بشأن إجراء تعديلات دستورية.
ولم تذكر وكالة الأنباء الحكومية التي أوردت الخبر ما إذا كان بين التعديلات إلغاء تحديد الرئاسة بفترتين لكن طبيعة المهمة السريعة التي وافقت عليها رئاسة البرلمان من فورها وضمنتها جدول أعمال البرلمان في دورته الحالية لتبدأ مناقشتها السبت المقبل وتسريبات رجاله يؤكدان ذلك .
قطع الرئيس استرخاءه الشتوي في مدينة عدن وأمس الثلاثاء وحده، خطب صباحاً في حفل لملتقى أبناء الشهداء بعدن فطار إلى صنعاء ثم اجتمع بقيادات حزبه لنقاش التعديلات الدستورية.. كان قد انتدب نفسه جيداً للمهمة السريعة التي تجعله دكتاتوراً خالصا.
أوردت وكالة سبأ الحكومية شأن التعديلات الدستورية في خبرين مشيرة إلى أنها تتصل بالحكم المحلي وتطوير النظام السياسي لكنها لم تذكر شيئاً عن الولاية الرئاسية غير أن وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن نائب مؤتمري قوله إن إلغاء التحديد الدستوري للرئاسة بولايتين فقط سيكون أبرز التعديلات.
وكان رئيس كتلة الأغلبية المؤتمرية في البرلمان سلطان البركاني قال في برنامج حواري على تلفزيون السعيدة هذا الأسبوع إن حزبه يتجه نحو التمديد للرئيس صالح .
يطلق البركاني وآخرون على ذلك "تصفير العداد" كمصطلح بالٍ دون إخضاعه لتطوير يليق بمسألة الحكم.
وفي حال مضى الرئيس والمؤتمر الشعبي الحاكم في منحه تأبيداً في الحكم فسيرسخ صالح عن نفسه الصورة النمطية كسياسي لا يفي بوعوده ويمعن في خداع شعبه، ذلك أن من صلب برنامجه الانتخابي الذي انتخب بموجبه رئيساً في 2006 تخفيض مدة الفترة الرئاسية من سبع سنوات إلى خمس.
في عام 1999 أجرى صالح انتخابات رئاسية صورية وسيئة الصيت إلى جانب تعديلات دستورية رفعت مدة الفترة الرئاسية الواحدة من خمس سنوات إلى سبع وحصرت الرئاسة في فترتين فقط وقايضت النواب بسنتين أضافتهما إلى الدورة الانتخابية لتصير ست سنين.
لكن حين شعر باقتراب الموعد الدستوري المقرر لتجريده من الرئاسة في 2013، انتدب الرئيس نفسه جيداً للمهمة السريعة التي تجعله دكتاتوراً خالصاً: الرئاسة مدى الحياة.
دفع نظام صالح بالأحداث قسراً في الآونة الأخيرة إلى القطيعة مع المعارضة التي أوقف الحوار معها وأخذ يرتب على نحو مدروس لإحداث مزيد من التعقيد في الأزمة السياسية واستثارة الأطراف التي تنتهج العنف لدفعها إلى خلق اضطرابات جديدة حتى يتسنى له تسويغ ما سيقدم عليه لدى الرأي العام والتحرر من الالتزام الأخلاقي لمعارضيه بما كان يمكن الاتفاق عليه .
جرت العادة أن النظام حين يصبو إلى قرار غير مقبول، يستدعي أي خصم مندفع ليمارس معه ألاعيب خرقاء كي يتخذها مبرراً لما ينوي الإقدام عليه، مؤخراً داوم الرئيس على إلقاء خطابات عدائية يومية من مدينة عدن ضد معارضيه عامة واستثار الجماعات المسلحة بغية أن يلتقط أي من تلك الأطراف خطاباته ويرد عليها بحماقة ما، تهيئ الفرصة الملائمة لتمرير التعديل الدستوري .
كم سيتعين على هذا الرجل أن يُلجم عن استحضار نموذج حامي الثورة والنظام الجمهوري لو فعل فعلته التي يجري التخطيط لها؛ عقب أن قدم أوراق ترشحه للرئاسة في 2006 قال إن ما دفعه للترشح كان حرصه على الثورة والنظام الجمهوري والوحدة..واستساغ الأمر فيما بعد ليضع نفسه كلما تحدث معادلاً لهذه التحولات التاريخية الكبيرة.
لن يكون في الواقع مؤامرة على الثورة والنظام الجمهوري الديمقراطي أكبر مما لو أقر المؤتمر الشعبي العام تأبيد رئيسه في الحكم وهو ما يضاعف من التحدي أمام قوى المعارضة لتزعم الدفاع عن الديمقراطيةالتي كافحت أحزاب فيها طويلاً لبلوغها.
الصريح 2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس