عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-08-28, 04:51 AM   #3
المهندس
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2007-08-27
المشاركات: 3,730
افتراضي

بمناسبة 1 سبتمبر

الذاكرة هنا أساس الزمن.. والزمن قياس الحركة.. والحركة لا تتم الا في مكان.. الاول من سبتمبر, هو يوم تأسيس الجيش الجنوبي في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية, والاحتفال في هذا اليوم, هو تجسيد حي للذاكرة, كأستعادة لذكريات مجد وتاريخ وبناء, تباعدت عنها الايام, ولكن هذا اليوم حاضر في العقل والضمير والوجدان, أشارة الى أيام لها معنى, ووطن له قيمة, وشعباً حراً أبياً.. ففي الاول من سبتمبر من كل عام, كانت تجري أحتفالات سنوية, في مراحل كانت حافلة في حياة وطننا وشعبنا, ولازالت اليوم ماثلة في ذاكرته وتاريخه وهويته, رغم هزيمة الجيش الجنوبي في 7/7/1994م المدوية, التي أدت الى تحطيم دولة الجنوب كاملة, وتحطيم مؤسساتها ومرافقها وأداراتها, وتحويل تلك المؤسسات الى ملكيات خاصة, للقيادات العسكرية ومشائخ الشمال.. وعملية الهدم والتمليك سارت خلال (18) سنة, حسب خطة منظمة رسمها رئيس الاحتلال اليمني المشير علي عبدالله صالح, وكلف القيادات العسكرية والامنية الشمالية للتنفيذ خطوة خطوة..
بداء بالخطوة الاولى: وهي مجزرة الجيش الجنوبي, وتسريحه من القوة العاملة البالغ قوامه أنذاك أكثر من 60 الف مقاتل من مختلف الرتب العسكرية, ويومذاك خسر الجنوب جيشه وتاج رأسه, في أكبر وأخطر مؤامرة حاكها ونظمها ونفذها, ضد الجنوب وأهله, الرئيس اليمني, وأستباح الوطن والشعب في الجنوب يوم 7/7/1994م, نتيجة لاسباب عديدة تضافرت, لعل أهمها هو فلسفة التحليق بجناح واحد, على حساب الجناح الاخر, الامر الذي أدى الى هزيمتنا.
أن الجيش الجنوبي يفخر بسجله العسكري, بأعتباره أول جيش وطني تم تأسيسه في 1/9/1968م, تزامناً مع تأسيس دولة الجنوب وتطورها. وقد تحمل مسؤولية بناء هذا الجيش في بداية تشكيله وتنظيمه وتأهيله, قيادات عسكرية وطنية مجربة ومحترفة, كانوا يخدموا في الجيش الانجليزي, والعديد منهم خريجي المدارس و المعاهد والاكاديميات العسكرية البريطانية, ذات التاريخ العسكري العريق, وفي نفس الوقت, كانت بعض القيادات العسكرية, تمارس دوراً سياسياً وطنياً, في اطار الجيش والامن, في مرحلة الكفاح المسلح, كتنظيم سياسي سري للجبهة القومية وجبهة التحرير, تقود العمل السياسي داخل الجيش والامن, وكان دورها يتركز في التربية الوطنية, كما تقوم بالتنسيق والتنظيم للأعمال, على المستوى العسكري والمدني, على نحو يعزز من تصعيد النضال, تكرس لخدمة الثورة داخل الجيش. وبعد استقلال الجنوب في 30 نوفمبر 1967م, شكل الجيش الجنوبي على قاعدة وطنية مصنفة من أبناء السواد الاعظم من الكادحين دون تمييز, ليصبح كمحطة مهمة, ليس في تاريخ الثورة وبناء الدولة, وشغل مكانة ودوراً, كطرفاً مؤثراً, في تشكيل أوضاع الجنوب في مرحلة ما كان يطلق عليه بالثورة الوطنية الديمقراطية فحسب, بل كان الجسد التاريخي, الذي تنبض فيه حياة الوطن والشعب, كان جيشاً وطنياً وفياءً مخلصاً لوطنه ونضالات شعبه وتاريخه.
الاول من سبتمبر ذاكرة قوية, وذكرى عزيزة كعضو حيوي في الجسد الجنوبي, لايمكن الاستغناء عنه أو تعويضه, مما جعل ظهور جمعيات المتقاعدين العسكريين والامنيين والمدنيين والمسرحين قسراً تفرضها الضرورات التاريخية والجغرافية وفي الوقت المناسب, لتتولى المسؤولية الوطنية والتاريخية بدلاً عن الذين استقالوا عن مسؤولياتهم التاريخية, وبالتالي تدعوا للأحتفال وأحياء الاول من سبتمبربطريقتها, يوم تأسيس الجيش الجنوبي, لايريدون نسيان هذا اليوم العزيز والمجيد, خصوصاً بعد ما سلط على تلك الجمعيات الزمن ساطور النظام الماكر الخداع,الذي تكفل بالحفر والدفن للجيش الجنوبي في 7/7/1994م ومن ثم تقبل التعازي.
وهم يتذكرون, ليس الادوار البطولية المشرفة, التي لعبتها القوات المسلحة الجنوبية في حماية الوطن والشعب, في مختلف المراحل, ولم تسمح للطير بأن يحوم في سماء الجنوب طيلة 30 عاماً, واليوم لم يبق من ذكرى الجيش الجنوبي الا الرماد والذكريات, ثم عقابنا على خلفية تاريخنا الماضي المجيد, وبالذات في عامي 1972م و1979م, مشترطين علينا عقاباً مستمراً, حتى تلامس وجوهنا سطح الارض, فهل نقبل اليوم, بعد (18) سنة هذا الشرط؟ وأذا قبلنا بعد هذه الفترة الطويلة من الاحتلال والاذلال والممارسات الهمجية, فأن النظان قد يبيعنا في السوق السوداء.
والحقيقة انه ليس هناك أدعى للأحترام والتقدير, في مثل هذا اليوم في حياة شعبنا, أن يحاول تكريم رجال القوات المسلحة الجنوبية في أيابهم, وهذا الاحتفال في شكل اعتصام ليس لجيش مهزوم, هو أنحناء أوأنكسار أمام الاحتلال وجبروته, بقدر ما هذا الاعتصام هو بمثابت غرس بذور الامل نحو طريق الخلاص.
لذلك فقد نفضت جمعيات المتقاعدين العسكريين والامنيين والمدنيين والمسرحين قسراً, وهم ملاك الحس التاريخي غبار الذل والهوان والحياة الرخيصة, بأعلانهم الاعتصام في الاول من سبتمبر, وبقائه ملهماً ومحفزاً, كأمتداد لكل النشاطات السابقة (أعتصامات/ مظاهرات/ رفع مذكرات/ أحتجاجات), الامر الذي دفع تلك الجمعيات, بأن تحاول مجدداً حمل راية الوطن العليا وكرامته, بالمشاعر والاحاسيس والاختلاجات القلبية والنفسية, عاقدين العزم على مواصلة النضال وتجديد أيمانهم بالولاء للوطن والشعب, والدفاع عن أخطر قضية وطنية وتاريخية مشروعة وعادلة, خسروها في 7/7/1994م, وبالتالي العمل الخلاق والمبدع وبكل السبل المشروعة و العترف بها دولياً, رغم الظروف الصعبة وبدون هوادة, وصولاً الى تحقيق الهدف النبيل والسامي, وهو حق تقرير المصير, حسب قرارات الشرعية الدولية التي تنص بعدم شرعية الاتحاد بالقوة.
أيها النسور الحبيسة والجريحة.. أن قضيتكم مشروعة وعادلة, دافعوا عنها, لاتنكسّوا الرؤوس بعد اليوم, أمام صفير رياح السموم, مهما رغت جمال الجاهلية.
أيها الابطال الاشاوس.. لقد زرعتم فينا الامل, فلا تدعوا هذا الامل يسقط.. أنه أما ان يمنحنا هذا الامل قبس فرصة لحياة كريمة, أو فرصة لموت غير رخيص. رساله من ابناء الجنوب في امريكا بمناسبه1 ستمبر
00
__________________
(الشهيد البطل محسن علي مثنى طوئرة)
المهندس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس