[البحار]

شبكة صدى عدن / خاص / بقلم : عوض كشميم / 28 / 12 / 2010

العطاس ..من وثيقة الاصلاح الوطني إلى مشروع برنامج للحراك السلمي
2010-12-28 14:00:13|
المشاهدات(61)



يصر عبده النقيب رئيس دائرة الاعلام في (تاج) على تعسف الحقائق والتضليل على الناس بتخريجات لا ترتقي الى الاتفاق ووحدة ابناء الجنوب على الهدف الذي يجمعهم ، في الاسبوع الفائت نشر له مقال (عندما يكون الغباء رئيسا) ممتعضا من رؤية مشروع البرنامج السياسي والهيكل التنظيمي الذي اعده المهندس حيدر العطاس لمجلس الحراك السلمي الجنوبي ،وبالمناسبة فان طرح النقيب تزامن مع حملة شرسة شنتها صحيفة الثورة الرسمية ضد الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد على خلفية حديث صحفي قال فيه ان الانتخابات النيابية القادمة ستكون مزورة في حالة اصرار الحزب الحاكم في اليمن الانفراد بها.

خشية النقيب لمشروع العطاس منتقدا دعوته الى تشكيل قيادة موحدة للحراك الجنوبي في الداخل والخارج تحت سيطرته هو واعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية )الى هذا القدر من السذاجة يحاول النقيب استغفال عقول ابناء الجنوب ,وكأنا الناس لا يجيدون القرأة الأ بعيون عبده ؟ طالعنا وتعمقنا في مشروع العطاس لم نجد الا سقاطات الجديدة التي يمعن القيادي في تاج على تسويقها بصورة اكثر تخلفا على هذا النحو من السذاجه السياسية .

تفاعلت الناس وكل المتابعين الى حد كبير في الداخل والخارج لمشروع العطاس.. ما الذي اثار حفيظة الناطق الرسمي لتاج؟، وكما يبدو هناك من استشعر بشي من القلق والخوف حول الاجماع الوطني السياسي والاجتماعي والألتفاف الشعبي واسع النطاق حول مشروع ! .. لا اعتقد ان يرفض الجنوبيون بمختلف اطيافهم دعوة العطاس او أي جنوبي بضرورة وجود قيادة سياسية مؤسسية موحدة لمجلس الحراك السلمي الجنوبي في الداخل والخارج تناط بمهام النضال السلمي وتدير نشاطه اذا كان من يتشدقون بالحرص على وحدة نضال وتضحيات شعبنا ،ولا يوجد أي مبرر لفرض العمل المؤسسي الأفي ذهنية من يتقمصون بيافطة مقنعة في باطنها نزعات ذاتية مفرطة ونرجسية لا حدود لها تدعي ان الجنوب حكرا لها ولا تقبل بالاخر، لها منطلقات فكرية شيفونية تكثر من الحديث عن الديمقراطية وسلوكها نقيض لحديثها واطروحاتها .لابد ان يعي الاخوان في جميع المكونات (تاج وماجاورهما) وامتدادتهم في الداخل أن جنوب اليوم ليس جنوب الأمس !! تمنيت لو تفرغ رئيس دائرة اعلام تاج الى الاعتكاف على دراسة وتحميص مشروع العطاس وابداء ملاحظاته ان وجدت لديه بدلا من اطلاق الأحكام المظللة وامامه متسع من الوقت لأعداد دراسة بحثية عن اوجاع الجنوب الحالية والسابقة من منطلق انه كان يؤدي وظيفة امنية في جهاز التلفاز الجنوبي سابقا ضمن طاقم جهاز آمن الدولة (مخابرات الجنوب سابقا ) بدلا من ضياع جهده في جلد رفاقه في يوما ما ؟!.مع العلم ان القاصي والداني يعرف المكنون الثقافي والسلوك السياسي للضابط النقيب منذ بداية نشاطه من اشيد حتى الحزب الاشتراكي..اذن كيف ستكون مخرجاته طالما المدخلات من نفس المصب الذي شبع رضاعة من صباح ومساء؟.

اشفقت الى حد كبير على عقلية وصلت الى قناعة تامة بأن مشروع العطاس لا خلاف عليه والملاحظة هي لا داعي لتشكيل قيادة موحدة ؟ هنا تكمن حقيقة الامتعاض و كأنه يقول لا تزاحموننا وهو جالس يعد القيادات في الخارج تاكد له بالملموس أن ترتيبه سيكون في الصف الاخير خارج تشكيلة المنتخب الجنوبي.مهما حاول البعض ان يخفي مابداخله الأ انه يكشف عن حقيقته.

ما أحوجنا اليوم إلى التركيز على صوغ عمل جنوبي يضع في اولويات اجندة تكرس الحفاظ على الوحدة الوطنية لأبناء الجنوب مهما كانت درجة اختلافهم في الأفكار طالما انهم ليسوا مختلفين حول الوطن والهدف .

مازالت دعوة رجال الجنوب في شتاء بقاع الارض لإستعادة دولة الجنوب ارضا وهوية تمثل الخارطة الأجتماعية والسياسية لمختلف الشرائح بمقاسات متساوية ومتوازية لا مكاننا للتسلط الفردي والمناطقي ترتكز على معايير العمل المؤسسي والكفاءة .

قرأنا مشروع العطاس من البداية الى النهاية كل محتوياته توكد بما لا يدع مجالا للشك انه مطروح لمداولات ونقاشات واسعة وللامانة انه يحمل في ثناياه تجذير للبناء المؤسسي لدولة حديثة ومعاصرة . كل مافي الامر ومايدعو للشفقة لبعض المهوسين كذبا بحب الجنوب والاخلاص له هو غيرتهم عن تجليات تقدم رئيس الحكومة الاسبق حيدر ابوبكر العطاس وانفراده بصياغة مشروع يلبي طموحات ابناء الجنوب . كيف لا وهو مرجعية حداثية معاصرة امتد حظورها السياسي والقيادي منذ نشأته في أسرة حكم بمرجعياته فكرية وثقافية رائدة لمشروع التنوير من بواطن وامهات مدرسة حضرموت الدينية (المعتدلة) التي غزت العالم ، ناهيك عن تجربتة الرائدة في تبني اكثر من وثيقة انقاذ وطني ليس على مستوى الجنوب فحسب بل على تجربة دولة الوحدة واذا نسي النقيب ورفاقه سنذكره بمشروع وثيقة الاصلاح الوطني والسياسي الشامل التي حظيت باحماع وطني لطرفي دولة الوحدة ؟. نصيحتي الوحيدة لبعض المدوشنين ان يترفعوا عن التطاول المفرط لقياداتنا الجنوبية . ولكي يعلموا ان من يقف خلفهم سيتركهم في اقرب فرصة مواتية وفي الماضي القريب متسع من الدروس والعبر لمن فاتته قراة مابعد حرب 1994م ؟!