اعتقال معارض بتهمة تمويل "الحراك" ومواجهات الجنوب في تصاعد 
الرئيس اليمني يدعو معارضيه إلى المشاركة في الانتخاباتآخر تحديث:الاثنين ,27/12/2010
صنعاء - صادق ناشر: دعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح معارضيه إلى المشاركة في الانتخابات النيابية المقرر أن تشهدها البلاد في 27 إبريل/نيسان المقبل، كما دعا المنظمات الدولية للإشراف على سير العملية الانتخابية من دون تحفظ، سواء كانت من المجتمع المدني في اليمن أو خارجه .
وقال صالح في كلمة له في حملة تدشين الانتخابات من عدن (جنوب) في لقاء لأعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب التحالف الوطني “نرحب بالإشراف على الانتخابات ونكرر دعوتنا لإخواننا في أحزاب اللقاء المشترك المشاركة فيها بفاعلية وتجاوز الصغائر”، وهاجم قيادات المعارضة التي قال إنها “شاخت ولم تعد تعطي للوطن شيئا إلا بضاعة الكلام” .
وأشار إلى أن النظام يعالج منذ قيام دولة الوحدة مخلفات النظام الشمولي في الجنوب من المآسي والمرتبات والمؤممات والمصادرات، وقال “لا داعي لنبش بيوت الدبابير وفتح الملفات فلنتجه نحو التصالح والتسامح والمصارحة ولندع الماضي فهو بكل المقاييس سيئ” .
من جهته، حذر رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني من محاولات إيصال البلاد إلى مرحلة الفراغ الدستوري، وقال إن “هذا لا يقل خطورة عن الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها الجماعات الخارجة على النظام والقانون من العناصر الانفصالية وعناصر التمرد الحوثية، وعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي الذين أشهروا سيف العداء للوطن واستهدفوا ثوابته المقدسة” .
في المقابل، تعهد قيادي في الحراك الجنوبي صلاح الشنفره بإفشال الانتخابات بأي ثمن، وقال النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للحراك في اجتماع موسع للمجلس ومجالس المحافظات والمديريات إن “سلطة الاحتلال عازمة على إقامة الانتخابات لتثبيت شرعيتها أمام العالم، وعليه نطلب ونرجو من الجميع توعية أبناء الجنوب برفض هذه الانتخابات ومنع إقامتها” .
في غضون ذلك، اعتقلت قوات مكافحة الإرهاب في العاصمة صنعاء القيادي في الحزب الاشتراكي المعارض محمد غالب أحمد على خلفية معلومات أعلنها أحد قادة الحركات المسلحة ويدعى طاهر طماح تشير إلى أن غالب منح الحراك عشرة ملايين ريال يمني (50 ألف دولار) بهدف إفشال بطولة “خليجي 20” التي أقيمت بمدينتي عدن وأبين الشهر الماضي .
وحضرت قوة من مكافحة الإرهاب إلى منزل غالب واقتادته إلى النيابة الجزائية المتخصصة، المكلفة النظر في القضايا الإرهابية للتحقيق قبل أن تنقله إلى سجن البحث الجنائي .
وكانت وكالة “سبأ” الرسمية نشرت أول أمس خبراً حول استدعاء النيابة للقيادي الاشتراكي للتحقيق معه حول قيام المشترك بإرسال 10 ملايين ريال لقيادات في “الحراك” لتنفيذ أعمال تخريبية خلال “خليجي 20”، بناء على تصريحات صحفية أدلى بها “أحد الخارجين على القانون ويدعى طاهر طماح” .
وانتقدت المعارضة الإجراء الذي اتخذته السلطة، وقال الناطق الرسمي لأحزاب المعارضة محمد صالح القباطي إن “استدعاء غالب سياسي”، مؤكداً أن “السلطة تعمل خارج المشروعية” .
ورأى القيادي في الحزب الاشتراكي عيدروس نصر أن اعتقال غالب يأتي رداً على تصريح نفى فيه دعم الحزب لغزو الكويت، رداً على خطاب للرئيس حول هذا الموضوع .
إلى ذلك، تصاعد حجم التوتر في بعض مناطق الجنوب، ما دفع بالجيش إلى إرسال مزيد من القوات إلى مناطق المواجهات، بخاصة محافظة لحج، التي تزايدت فيها المواجهات بين الجيش وأنصار الحراك، حيث أصيب جنديان وأحد المسلحين، واعتقل 4 من مسلحي الحراك .
واندلعت الاشتباكات بعدما حاولت مجاميع من مسلحي الحراك استحداث مواقع في منطقة “بله” في الملاح لمنع وصول التعزيزات العسكرية، وتم نقل المعتقلين إلى معسكر قاعدة العند .
في الضالع، أصيب 3 أشخاص بجروح مختلفة في انفجار عبوة ناسفة، وتضاربت الأنباء حول أسباب ودوافع التفجير، ففيما تشير المعلومات إلى أن المصابين من نشطاء الحراك المسلحين وأن العبوة انفجرت أثناء محاولتهم تفجيرها، نفت مصادر أخرى صحة ذلك، مشيرة إلى أن مجهولاً ألقى قنبلة على المذكورين .
وهاجم مجهولون برج مراقبة للواء 119 بقذائف “آر .بي .جي”، إلا أن الهجوم لم يسفر عن خسائر، فيما اعتقلت قوات الأمن ستة أشخاص كانوا يستقلون سيارة في منطقة بين العند والملاح على متنها أسلحة رشاشة (دوشكا) و”آر .بي .جي” .
على صعيد الأوضاع في المناطق الشمالية والشرقية، قالت مصادر محلية بمحافظة الجوف (شرق) إن الحوثيين استحدثوا خلال اليومين الماضيين موقعاً عسكرياً جديداً في منطقة تبعد نحو كيلومترين من مبنى المجمع الحكومي للمحافظة، مؤكدة أن الحوثيين يقومون بطلب الهويات الشخصية لسائق المركبات وأوراقهم .
ووصف مصدر مقرب من الحوثيين الخطوة بأنها انتشار أمني قام به أبناء المنطقة لحمايتها وحماية أنفسهم مما سماه “خطر النشاط الاستخباراتي الأمريكي و”الإسرائيلي”” . وقال “نحن جزء لا يتجزأ من أبناء الشعب اليمني، ولنا الحق المشروع في حماية أنفسنا”، مشيراً إلى أن “الأمريكيين يريدون جر الشعب اليمني في فتن ومشاكل طائفية لا نهاية لها” .http://www.alkhaleej.ae/portal/2d33c...78b38c21b.aspx