هذه الصورة المشوهة التي بدت عليها قيادات الحراك في الاسابيع الماضية ،
لا يمكن باي حال من الاحوال ان تستمر شاخصة مستفزة لتطلعات الجنوبيين
دون ان يكون للشعب الجنوبي منها موقف ، لانها بهذا انما تستهين بكل التضحيات
وتستهين بالقضية الجنوبية كلها ، وترمي بتطلعات شعبنا في مواضع الذل والمهانة .
والغريب في الأمر ان ما جرى ، ليس له معنى ، وليس له ما يفسره او يبرره .
حاولنا نقلب الاحداث يسرة ويمنة حتى نجد معنى لها ، وأسباب لها علاقة بالمنطق
أو لها علاقة بالمصلحة الوطنية أو لها علاقة حتى بالسياسة ... دون أن نصل لشيء !!
وجدناها مسألة عبثية ، فوضوية ، بعثرت بكل الجهود التي تمت على مدى أكثر من سنة
في التحضير والاعداد والدراسة ، وما الى ذلك من الاعمال والجهود الكبيرة .
الآن وفي ظل هذه الاوضاع أين يقف المنطق والعقل من كل ذلك ؟
ما هو السبيل لاستعادة الأمل والثقة بقضيتنا وحتى بقادتنا ؟ بعد أن وضعوا انفسهم
موضع الشك ، وانتزعت الثقة في كثير منهم ، ؟
نقول ان السبيل الوحيد ، دون تخطيء أحد ، والدخول في متهات الاتهام والتخوين ،
أن يعود الجميع الى طاولة الحوار ، ووضع القضايا جميعها على الطاولة .
ومنها الوثائق التي انجزتها اللجنة المختصة ،
البرنامج السياسي وميثاق الشرف واللوائح الداخلية ، والاتفاق حولها في إطار
الهدف الرئيسي للحراك وهو استقلال الجنوب .
ودون هذه الخطوة واستعادة المبادرة وتحكيم العقل والضمير ، والمسؤولية الوطنية .
فإن أوضاع أسوأ تنذر باطلالة قريبة على الجنوب ، تطمس فيها القضية برمتها .
ولن تقوم بعدها لشعبنا الجنوبي قائمة .. لا قدر الله .
وقد لفت نظري في الموضوع المطروح هنا
ان من اسباب الازمة الجنوبية هي قصورفي الوعي الشعبي والانانية
وعدم فهم قدراتهم ومسؤولياتهم .
وهذا تشخيص دقيق وسليم الى حد بعيد .
شكرا للمسعودي اليافعي على النقل .