[NoOne]

5 . الإعتماد على مايسمونه الشعر الجاهلي وعلى نقولات القصاصين له


وهنا الأمر لايقتصر على برنامج الهامشي وقناته بل هي عادة يمنية متأصلة وعادة لكل من يريد أن يزيف ويحرف وينسب شيئا لغير الواقع فهم يأتون بشعر منسوب لماقبل الإسلام بل وبعضه مما قبل الإسلام بكثير وحتى قبل الميلاد وبعضهم لا يستحي من أن يأتي بشعر على لسان عرب الجنوب في عهود الممالك القديمة ويزعم أنه قيل حينها وأنه برهان ودليل وهذا وارد حتى في كتب مشهورة كثيرة للاسف

المضحك أن هؤلاء يتناسون حقيقة تاريخية وعلمية معروفة وبسيطة وهي أن عرب الجنوب مهما كان الإسم الذي يسمونهم به لم تكن اللغة العربية الفصحى لغة قريش ولغة القرآن الكريم لم تكن هذه اللغة لغتهم وأنه كانت توجد لغات عربية جنوبية مختلفة لغة وقواعدا ونطقا وحتى كتابة والنقوش قديمها وحديثها بل وحتى العائد منها لفترات قريبة جدا من فترة ظهور الإسلام تثبت هذا الكلام

فكيف يكون هذا الشعر منسوب لهم رغم أنه بغير لغاتهم ؟؟؟

وكيف يكونون يتحدثون بلغة معروفة ومعلومة وياتي هؤلاء لينسبوا إليهم شعرا بغير لغتهم ؟؟؟


لم يرد قط في أي نقش تاريخي جنوبي عربي أن عرب الجنوب حينها تحدثوا العربية الفصحى أو عربية قريش

ولايوجد نقش واحد يقول عكس هذا الكلام


بل أن بعض الشخصيات التي يزعمون أنها قالت هذا الشعر لم يثبت فعلا أنها كانت موجودة والمؤرخين الذين يعتمدون الحجة لايعترفون بوجودهم بل والأدهي أن بعضصهم له العديد من الترجمات والشخصيات فإمروء القيس مثلا هناك منه الكثير وبعض الباحثين وجد أنه يوجد مايقارب 19 إمروء القيس


والمضحك الآخر أنه حتى بغض النظر عن قائل هذا الشعر ووقت قوله إلا أنهم يصرون على تفسيره بطريقة رجعية أي يفرضون على قائلة المصطلحات الحديثة التي لايعنيها بل وأحيانا التي لم توجد في عصره

فكلمة اليمن لم ترد قط في أي مصدر ووثقية عائدة لقبل الميلاد ولا حتى بعده بمئات السنين ومع هذا يذكرها شعراء مزعومين قبل هذا بفترة طويلة


وحتى حين تأتي بمعناها الطبعي كدليل على جهة الجنوب وكدليل على أن العرب يستعملونها كدلالة جهوية كأن يستعينون بنجم سهيل ويسمونه يماني للدلالة على الجنوب وبالثريا للدلالة على الشمال ويسمونه شامي أي شمالي حتى حين ترد هذه يفسرونه بصيغة وطنية وقومية حديثة لم تكن أصلا من معاني أو أفكار تلك الأزمان

وأعتقد أن الرد البسيط على هذه المغالطة يكمن في السؤال المنطقي هل كان عرب الجنوب يتحدثون اللغة العربية الفصحى أم أنه لهم لغات خاصة بهم


والتحدي في لهذه المغالطة بسيط :


هل كان عرب الجنوب يتحدثون لغة القرآن ( لغة قريش واللغة العربية الفصحى ) أم كانت لهم لغاتهم الخاصة المختلفة لغة ونطقا وحرفا وقواعدا ؟؟

وهل يوجد نقش واحد وحيد يتحدث فيه هؤلاء بهذه اللغة قبل الميلاد وحتى بعده ؟؟؟


فكيف يكتب كل هذا الكم الهائل منهم شعرا وخصوصا قديميهم وقديميهم جدا بلغة لايعرفونها ؟؟؟

وهل كل شعر ورد صحيح ويدل فعلا على قائلة وكم الأشعار التي عرفت العرب أنها مزورة ومحدثة ومنسوبة لغير قائلها بل أنها لغة ومصطلحات ومعاني أبعد ماتكون عن العصور التي يزعم أنها قيلت فيها


وهل نصدق القصاصين أم نصدق الأدلة الحسية التي وردت عن أهل تلك الأزمان كنقوشهم وكمعرفتنا بلغاتهم ؟؟