رابعا : الشماحي يكذب مجددا ويفضح كذبته بنفسه في نفس الجملة
في الحلقة الخامسة الشماحي الذي يزعم أنه مؤرج ويعتمد المنهج يكذب ويرد على كذبته بنفس الجمله فهو كذب حين قال : (إن إسم اليمن قديم جدا لهذه الأرض وموجود مما قبل التاريخ ،و أن ملوك ( اليمن ) كانوا يسمون ملوك سبأ و ذو ريدان ويمنات )
فلا حظوا التناقض ولاحظوا أنه لم يأتي بوثيقة تاريخية تعزز كلامه بل أتى بما يخالفه تماما ومع هذا أصر على رأيه
فإن كان إسم اليمن إسم قديم وهؤلاء ملوك اليمن كما يزعم فلماذا لم يسموا أنفسهم ملوك اليمن كبرت مملكتهم اليمنية أو صغلرت زادت جزءا وأعادته لليمن المزعوم أم خسرت جزء منشق إلا إن الإسم يجب أن يبقى ( اليمن )
هؤلاء أنفسهم لايزعمون أنهم ملوك اليمن بل لم يكن هناك شيء يسمى اليمن في حينها والشماحي يصر على تسميتهم ملوك اليمن ويصر على أن إسم اليمن قديم وييمننهم غصبا عنهم ويسميهم بإسم لم يكونوا يعرفونه ولم يكن قد ظهر أصلا
وفي ذلك الوقت ووفق كل النقوش ووفق كل الوثائق التاريخية لم يرد إسم اليمن موثقا لهذه الأرض المترامية الأطراف
طبعا الشماحي وكل أصحاب نظرية اليمننة السياسية يتحدثون عن المنهجية العلمية وهم بعيدين عنها
فالمنهجية العلمية التاريخية تستلزم من الباحث التاريخي أن يسمي الأمور بمسياتها ويسميها بما كانت عليه في الوقت والتاريخ الذي يتحدث عنه لا أن يجتر أسماء الحاضر ويعيد كتابة التاريخ بشكل رجعي ويأخذ أسماء الحاضر ويضعها على الماضي غصبا عن أهله وإبتعادا عن حقيقة الأسماء التي كانوا يتعاملون بها
المؤرخين الحقيقيين حين يريدون درس حضارة ما في فترة تاريخية ما فهم أما أن يطلقوا عليها الأسماء التي كان أهلها يسمونها بها حينها والتي وردت في وثائقهم ونقوشهم ووثائق ونقوش غيرهم في ذلك العصر
أو إن صعب عليهم ذلك يلجأون للتسمية الطبيعية والجغرافية بعيدا عن المصطلحات السياسية
وكمثال نسمع عن حضارة مابين النهرين كتسمية محايدة تصف الحضارات التي مرت بمنطقة ما يسمى اليوم العراق وهذا مصطلح جغرافي لا بعد سياسي له ويصف طبيعة المنطقة الجغرافية والطبيعية ولايسميها بأثر رجعي ولايخرتع لها إسما
كما نسمع عن حضارات وادي النيل على نفس الطريقة
وكذلك يتم الحديث عن حضارات عرب الجنوب أو عرب جنوب الجزيرة العربية كوصف جغرافي مطلق للمنطقة لا كتسمية ومصطلح مسيس له تفسيرات خاصة ، وخاصة لو لم يكن أهل هذه المناطق قط يستخدمونه
تخيلوا مثلا لو أعتمدنا أسلوب الشماحي وأتى أحدهم ليتحدث عن الممالك السعودية القديمة وسماها بهذا الاسم هل هذا إنصاف للتاريخ أم تزوير له وكيف يكون ذلك أصلا لأناس لم يكونوا يسمون أنفسهم بالسعوديين ولم تظهر هذه التسمية إلا بعدهم بالاف السنين
أو لنقل أيضا الممالك الإماراتية القديمة على نفس الشكل أو الممالك اليمنية القديمة لمن لم يسمي ممالكه ولم يُعرف أرضه باليمن حينها
المنطق والمنهج يقول أما إن نسميها وفقا لما سموها أهلها أو نلجىء لتسمية طبيعية كأن نقول ممالك جنوب الجزيرة العربية وممالك وسطها وممالك شمالها
أما أن نسميها بتسمية حديثة لها دلالات وأبعاد سياسية معروفة وتغير من حقيقة تلك الفترات التاريخية وتزيف هويتها في ذلك الوقت وتحور أسلاليب وأشكال عيشهم وأنماطهم السياسية وتخترع لها أسماءا وإنتماءات لم تعرفها فذاك هو اللامنهج
فمن يزعم الشماحي أنهم يمانيون وأن بلدهم هي اليمن وكانت تسمى بذلك لم يعرفوا أنفسهم بذلك ولم يعرفوا هذه التسميات الغريبة عنهم ولم تمر بهم ولم توجد في نقوشهم فكيف يكون الشماحي وأمثاله أكثر دراية بمسميات بلدانهم ومسياتهم والقابهم أكثر منهم ؟؟ طبعا يكون ذلك مفهوما لأن الشماحي وأمثالة يريدون رسم صورة نمطية ويريدون عبر تزوير إسم حديث ولصقة بتاريخ قديم لم يعرفه وأخذ المدلولات العصرية لهذة التسمية وإلصاقها على تلك الفترة بأثر رجعي يريدون عبر ذلك الإيحاء بأن الوضع حينها هو كما يتحدثون عنه ويشبه الوضع الذي يتحدثون عنه ويوجد اليوم وهو شيء مخالف للحقيقة تماما وكل ذلك لأنهم يريدون تبرير الحاضر بالإستناد لتزوير الماضي
وعليه فعلينا التعامل بحذر مع هذا الاسلوب اللامنهجي والمحرف للتاريخ فأما أن نسمي ما وجد تاريخيا حين نكتب التاريخ كما كان يسميه أهله حينها أو لنلجىء لتسمية طبيعية جغرافية بعيدا عن إلصاق مصطلحات حديثة بمدلولاتلات معنوية حديثة لشيء تاريخي لا يتعلق بها ولم يكن يعرفها
فعلينا أن نسمي الممالك القديمة بمسمياتها كما وردت في نقوشها أو حين نتحدث عن المنطقة نفسها نستخدم الدلالة الجغرافية المحايدة - كأن نقول حضارات أو ممالك جنوب الجزيرة العربية أوجنوب جزيرة العرب - بعيدا عن جر مصطلحات لها مدلولات حديثة على الماضي وإلصاقه به غصبا عنه وغصبا عنة أهله