أخي الفاضل NoOne بداية أشكرك على موضوعك القيم والحقيقة بأني منذ تابعت ندوة قناة المستقلة قبل بضعة أيام شرعت في كتابة موضوع حول المنطلقات الحوارية التي يجب على المحاور الجنوبي أن يدركها ويتبعها، ولذلك لما لمسته من كذب وافتراء ممنهج ومخطط ينفذه صاحب قناة المستقلة لتشويه القضية الجنوبية وجر المحاور الجنوبي بعيداً عن جوهرها ومنطلقاتها الفكرية والسياسية والقانونية بل والتاريخية، وبالفعل كنت قد قطعت شوطاً في كتابة الموضوع ولكن توقفت لظروف خاصة، وعندما شاهدت موضوعك اليوم وقرأته، أدركت أن قلوب الجنوبيين ومشاعرهم قريبة من بعضها إزاء الخطر الذي يهدد وجودها وهويتها، وعلى الرغم من أن الموضوع الذي أريد أن انزله في الأيام القادمة بإذن الله لا يقتصر على الناحية التاريخية بل مسائل كثيرة، فان موضوعك في غاية الأهمية من ناحيتين أولهما بأنه ابرز مسألة يركز عليها اليمانيون لمحاولة تبرير احتلال نظامهم للجنوب وثانيهما بأن هذه المسألة تلاقي رواجاً وقبولا في الثقافة العربية السائدة التي ساعد الجنوبيون أنفسهم في ترسيخ فكرة الشعب اليمني الواحد فيها، على العموم أنا مررت اليوم سريعا هنأ وحببت أن أشارك بمداخلتي المقتضبة هذه لأوكد لك بأن ما ذهبت إليه وحشدت له الادلة النقلية بشأن الاستخدام اللغوي للفظ اليمن، صحيح دون أدنى شك، فاليمن اسم جهة بمعنى جنوب وكما ذكر الشماحي نفسه فإنه لازال يستخدم حتى اليوم في اللهجة اليمنية كاسم جهة بمعنى جنوب ولفظ الشام اسم جهة بمعنى شمال ولسنا محتاجين للرجوع إلى المراجع اللغوية لإثبات ذلك لأنهم لا يستطيعون إنكاره وقد عملت لسنوات في مختلف مناطق اليمن ويستخدم فيها اللفظان كأسماء جهات حتى في وثائق مشترواتهم العقارية فعند شراء أرضية أو منزل مثلاً يذكرون حدوده بقولهم يحده من اليمن(أي الجنوب) كذا ويحده من الشام أو شاماً (أي من الشمال) كذا وعندما تسأل عن شخص سافر إلى أي منطقة تقع جهة شمال أو السعودية يقال لك سافر الشام خصوصا في منطقة تهامة والمناطق الشمالية من صنعاء ولن يستطيع احد منهم إنكار ذلك، وقد قال الشاعر التهامي عبد الرحمن جحاف في قصيدته(طائر امغرب) التي غناها الفنان أيوب طارش"أحيان في امزيدية واحيان منها وشايم" والمقصود بشايم الشام أي باتجاه الشمال وهناك في منطقة تهامة الطرف الشامي والطرف اليماني أي الشمالي والجنوبي ...الخ والادله كثير باختصار هذه المسألة من المسلمات التي لا يستطيعون إنكارها..وحجة أخرى بسيطة جدا لإلجام المحاور اليمني في هذا المسألة هي سؤاله عن معنى لفظ اليمن وهل أطلق على أي كيان سياسي جامع لسكان جنوب الجزيرة العربية خلال مراحل تاريخهم السابقة، هل هو اسم جد جامع لسكان هذا الإقليم؟؟ هل له دلالة عقائديه عرقية؟؟ قطعاً الإجابة على جميع هذه الأسئلة بالنفي، أذن فهو لا يعد أن يكون إلا اسم جهة كالشام والمغرب العربي والمشرق العربي والشرق الأوسط ..الخ إذن فلاقيمة لأي نقاش يتخذ من هذا الاسم مدخلاً لحل أو تقييم قضية وطنية وسياسية..وهنأ يستطيع المحاور الجنوبي أن يجر المحاور الآخر إلى ميدان القضية الجنوبية الحقيقي ..والحديث عن هذه المسألة طويل والحديث عن خلل منهجية إدارتنا لقضايانا المصيرية أطول.. تقبل فائق تقديري واحترامي
|