عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-12-13, 10:06 AM   #12
النوووورس
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-04-17
المشاركات: 2,341
افتراضي

لمن كان له قلب
إبراهيم بوصندل
الطفل حمد ليس الأول ولا الوحيد


آخر تحديث : الأثنين 13 ديسمبر 2010

| |




قبل أكثر من عشر سنوات على أقل تقدير شكا لي أحد الذين تشرفوا بالحصول على الجنسية البحرينية عن الظروف الصعبة التي يعيشها أخوه في البلاد بلا عمل ولا عائلة، ثم سألني عن الحكم الشرعي فيما لو أحضر أخاه من البلاد تحت اسم ابنه!
وبعد أن بيّنت له الحكم الشرعي في ذلك وهو الحرمة طبعا، فهو تغيير في النسب، وتحايل على القوانين، وأمر الدين بمراعاة القوانين التي تضعها أي بلد ولم تخالف الشرع، وليس فيها ظلم بين.
ثم سألته بعد ذلك مستغربا وهل هناك من يفعل هذا في البحرين؟ وهل السلطات المختصة في بلادكم مساهمة في ذلك؟ فقال نعم إن الكثيرين يفعلون هذا، وأما عن السلطات فالبلاد كبيرة، وهناك تهاون لدى الموظفين، ويمكن الحصول على ما تريد، وكل شيء له مقابل.
بعدها بسنوات زارني في مكتبتي أحد الشبان وهو كذلك من الحاصلين على الجنسية البحرينية، واشتكى لي من ظلم بعض أقاربه، وتسلطهم عليه وعلى إخوانه بعد وفاة والده، وذكر لي عرضا أنهم دخلوا البحرين وحصلوا على الجنسية أيضا بهذه الطريقة! وأقنعته حينها بضرورة التبليغ عنهم لدى الجهات المختصة حتى لا يكون شريكا لهم أو متسترا عليهم، وأظنه قد فعل.
يبدو أن الجهات المختصة في البحرين لديها متابعة وشكوك في الكثير من المعاملات من هذا النوع، إذ بعد دخولي البرلمان كان أحدهم ومن ذات الجنسية يتردد على مجلسي، وكان طلبه هو أن أتدخل لوقف عملية الفحص عليه بواسطة (الدي إن أي d n a)، وكان يظهر الغضب في شك الداخلية في نسب أبنائه! أجبته حينها إنهم لا يشكون في نسب أبنائك فلا تحور الموضوع، إنهم يشكون في أن إحضارهم للبحرين كان بطريقة غير شرعية، وهذا مجال لا أتدخل أنا فيه.
وفي أيام الانتخابات أخبرني أحد الباحثين عن عمل في البحرين وهو من دولة عربية، ان أحد الحاصلين على الجنسية، وهو رجل يمارس الأعمال في البحرين طلب منه مبلغا من المال لتأمين رخصة عمل له، وانه يمارس ذلك بكثرة على أبناء بلده، وكان ذلك بمثابة الصدمة فعلا، فقد كان الرجل عندي فوق الشبهات، نسأل الله العافية.
إذا الطفل حمد لم يكن الأول وهو ليس الوحيد.
لقد هزّ الخبر البحرين، وسبب لهم الألم، فكم دمعة ذرفتها أعين الأمهات في البحرين! وكم لحظة حزن عاشها الناس وهم يفكرون في حالته وحالة أهله، والاحتمالات التي يمكن أن تطرأ!
ثم ماذا بعد ذلك كله؟ يتضح أن الخبر مجرد لعبة من ألعاب البعض للحصول على الجنسية في البحرين، وان قلوب هؤلاء بما فيهم والدي الطفل قست إلى درجة استعمال الأطفال الصغار كمادة للمتاجرة والمخادعة، وجزء من لعبة دنيئة.
لا أظن أن هناك آلة يمكنها قياس مدى شعور أهل البحرين بالغضب بسبب استغفالهم من قبل الطامعين في الجنسية، وبسبب الوسائل التي يستخدمونها في هذا الشأن والتي لم ترحم حتى الأبناء.
نحن في البحرين مثلنا مثل غيرنا من الشعوب فينا الطيب وفينا الرديء، فينا الصادق وفينا الكاذب، وكذلك الأمر في الشعوب الأخرى التي منها من يسعى للحصول على الجنسية أو العمل في بلادنا، ولكن في جميع الأحوال فإننا لسنا بحاجة إلى المزيد من المجرمين والأفاكين الذين لا يتورعون عن الإجرام في سبيل ذلك أو غيره، الذين أصبح الحصول على الجنسية أو العمل مطلبا عظيما يخالفون من أجله دينهم وقوانينهم وقوانيننا أيضا.
على السريع:
ترى هل كان يمكن لمثل هذه الممارسات المخالفة للقانون أن تنتشر لو كانت هناك عقوبات رادعة! وأيضا هل سيتبنى أحد من نوابنا الشجعان السؤال عن عدد الحالات المشابهة لدى الحكومة؟ وذكرت الشجاعة تحديدا لأن التعرض للمجنسين عقوبته وخيمة وخصوصا أيام الانتخابات، واسألوني أنا عن ذلك.

http://www.albiladpress.com/
__________________
النوووورس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس