عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-12-10, 03:16 PM   #1
الرأي العام
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-14
المشاركات: 969
افتراضي نظام صالح قوي بضعف وغباء الجنوبيين !!

لم أجد نظاما عربيا او غير عربي محظوظا ، وفي أريحية سياسية كما هو الحال في النظام اليمني بقيادة علي عبدالله صالح ، إذ أن الظروف السياسية في اليمن دائما تتفاعل وتتماهى مع مصالح النظام من حيث لا تعرف هذه الاطراف السياسية .
في اليمن ، حوثيون ، وأحزاب معارضة ، وحراك جنوبي ، وقاعدة ..
تصورا كل هذه الاشكاليات مجتمعة على نظام يحكم دولة هي في الاساس ضعيفة ، اقتصاديا، ومتشعبة مذهبيا ومناطقيا ، وسياسيا ، و اجتماعيا . ومع ذلك نراه يتمتع بصحة جيدة ويناور باريحية ويفرض على الجميع أجندته في الداخل ليس ذلك فحسب بل انه يناور خارجيا ويقنعهم بقوته وشرعية بقائه .
هذا الوضع المريح للنظام سببه ، حالة التفكك السياسي للقوى اليمنية والاجتماعية والقبيلية وخلقت على الارض معها مجموعة من المتناقضات والصراعات فيما بينها التي اعفت النظام من مواجهتها مجتمعة ، ليبقى هو الاقوى والآخرين هم الاضعف .
ما يهمني هنا هو الحراك الجنوبي ، الذي صار يرثى له العدو قبل الصديق ، ويدعونااليوم الى الاشفاق عليه اكثر من اي وقت مضى ، لما وصل اليه من حالة مرضية تستدعي القلق .
الحراك الجنوبي ، بالرغم من فرحة احزاب المعارضة اليمنية والشعب اليمني به عند ظهوره في اول عهدة قبل اربع سنوات ، الا ان قادة الحراك ومعه الجماهير رفضت الارتباط بالاحزاب ( المشترك ) ورفضت أيضا واحدية القضية الجنوبية والقضية التي يتبناها المشترك والشعب اليمني عامة .
وهذا كان تنبه رائع وحذق سياسي جيد ، وبالطبع لو كانت احزاب المشترك احتواء الحراك الى ركبهم ستكون مصيبة على النظام ، لان هذه القوى السياسية اليمنية اذا ما نجحت في ذلك ستنقل الحراك الشعبي الى الشمال وستضع النظام في مأزق كبير وحقيقي ، ولكن شاءت الاقدار ان تسير الامور على غير هذا الاتجاه .
المهم ، الحراك الجنوبي أردان ان يكون حصان الجنوب ، ويخرج من كونه ضمن قطيع الحمير في دولة اليمن ، هذا الحصان الجنوبي انطلق داخل مضمار ثوري تحرري استقلالي ، وهنا برزت القضية الجنوبية وحجمها الكبير وطريقها الصعب والشائك ، والتحديات الجسام التي تعترض طريقها .
وقد اختار قادة الحراك الا ان يكونوا خيول نحو الطريق الصعب ، ولكنه ايضا ليس مستحيلا .
مرت الايام والسنين ، ولا زال الحراك يلملم نفسه وقضيته وشعبه وتاريخه وتجاربه ، ويخرج كل ذلك في قالب جديد قادر على قيادة الحراك الى نقطة النهاية في المضمار الجنوبي .
والى الآن لا زال قادة الحراك في حالة من التفكك والضعف والغموض وغياب الرؤى ، وتباين القناعات وانتاج الماضي واستدعائه ، وكل ذلك اصاب الحراك بالشلل - ليس التام - ولكن هذه الحالة جعلت من الحراك يقف في منتصف الطريق .. فلا استطاع أن يكون حصانا ، ولا أنه بقي في حضيرة الحمير اليمنية .
وهو ما يسمى في - البغل -
اليوم وامام هذه الصورة البغلية - نطالب قادة الحراك ، الاختيار اما ان يكون خيول حقيقية وإما التخلي عن التشبه بالخيول ، وترك المضمار لغيرهم .
الرأي العام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس