عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-08-16, 02:17 AM   #1
جنوبي بلاوطن
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-15
المشاركات: 370
افتراضي رحيل // الشاعر الكبير محمود درويش

توفي الشاعر الفلسطيني محمود درويش السبت، متأثراً بمضاعفات صحية ألمّت به إثر عملية جراحية دقيقة خضع لها في الولايات المتحدة لتنطوي بذلك صفحة مرحلة كاملة عاشها الفلسطينيون، كان خلالها درويش الصوت المعبر عن قضاياهم الوطنية وتحولت قصائده إلى محطة أساسية ترسم عناوين النجاحات والانكسارات.
وتجاوز تأثير درويش المثقفين الفلسطينيين إلى جيل كامل من المثقفين والشعراء العرب الذين لفتهم مزجه البارع للقضايا الوطنية بالرمزية والمعاني الإنسانية العامة، وكانت له إلى جانب فن الشعر إسهامات سياسية بارزة، في مقدمتها كتابة "إعلان الاستقلال الفلسطيني" الذي نُشر في الجزائر عام 1988.
وقد ولد درويش في قرية البروة عام 1942 واضطر إلى المغادرة نحو مصر عام 1972، ومنها إلى لبنان وذلك بسبب ضغط الشرطة الإسرائيلية التي وضعته قيد الإقامة الجبرية عدة مرات.
وفي لبنان، تجلت المرحلة الأبرز من تجربة درويش الشعرية، حيث ساعده جو الحرية السائد إلى جانب توفّر دور النشر والقوة التي كانت تتمتع بها منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك في كتابة أشهر قصائده، والتي جعلته في نظر الكثيرين "شاعر القضية" أو "شاعر الثورة".
وبعد سقوط بيروت على يد الجيش الإسرائيلي عام 1982، خرج درويش مع منظمة التحرير من لبنان، وخلّد تلك الفترة بقصيدة شهيرة، حملت اسم "مديح الظل العالي".
وكان درويش قد خضع قبل أيام لعملية القلب المفتوح في الولايات المتحدة، وقالت مصادر مقربة منه آنذاك إن العملية تركت آثاراً جانبية لا تبعث على الطمأنينة.
وذكرت صحيفة "الأيام" الفلسطينية الصادرة في رام الله إن عملية محمود درويش "تكللت بالنجاح التام وأجريت في مستشفى ميموريال هيرمان في هيوستن بولاية تكساس وقام بها الجراح العراقي حازم صافي الذي يعتبر من امهر الأخصائيين في هذا المضمار".
وتابعت الصحيفة أن العملية "أجريت في السادس من أغسطس/آب الجاري، وتضمنت إصلاح ما يقارب 26 سنتمترا من الشريان الأبهر الذي كان قد تعرض لتوسع شديد" وأشارت إلى أن درويش سبق أن خضع لعمليتين مماثلتين خلال 1984 و1998.
والتحق درويش في شبابه بالحزب الشيوعي الإسرائيلي وعمل في مجلة "الجديد" وصحيفة "الاتحاد" ولوحق من اجهزة الأمن الإسرائيلية ومن ثم فرضت عليه الاقامة الجبرية ما بين عام 1961 حتى غادر عام 1972.
وقام بدورات حزبية في الاتحاد السوفياتي ومن ثم لجأ إلى مصر عام 1972 والتحق في صفوف منظمة التحرير وشغل فيها عضو لجنة تنفيذية.
وكانت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينية قد أعلنت في 27 يوليو/تموز الماضي إصدار طابع بريدي يحمل صورة درويش.
وقال سليمان زهيري، وكيل الوزارة، إن إصدار الطابع جاء "تكريما وتقديرا لمكانة الشاعر درويش ودوره في إحياء القضية الفلسطينية بمختلف أنحاء العالم" وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية.
يذكر أن الشاعر تولى إدارة مراكز ثقافية وبحثية عديدة، كما كان عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير غير أنه غادر منصبه إثر اتفاق أوسلو.
المصدر: سي إن إن العربية.
__________________
جنوبي بلاوطن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس