إلى أى مدى وصلت النرجسية بهم وعبادة عقولهم والإعتداد بها لدرجة الجنون الذى يهبط بهم لضياع مخيف دون أن يستطيع الواحد منهم أن يرد ردا وافيا أو يجيب إجابة مقنعة عن مصيره وموقفه بعد موته لو كان الأمر صحيحا وكان هناك بعث بعد الموت وجنة ونار .. وهل ستكون لديهم القوة والحجة والبرهان للدفاع عن موقفهم المهين وإلحادهم الغير مبرر ؟ فقد ذكر أحدهم أنه ألحد لأنه ظل يعبد الله بإخلاص شديد طوال عمره الماضى ولما وقع فى ضائقة مالية دعا الله أن يفرجها عنه فلم يستجب له الله بالسرعة المطلوبة وبالمبلغ المناسب , ومنذ ذلك الحين كفر وألحد وراح يدعو على منابر الملحدين وصار نجما لامعاً فى سمائهم .
يريد الملحد أن يكون شريكا لله فى ملكه , فهو يكره الكتب السماوية ويجتهد لكى يفندها ويدحضها ويثبت زيغها ومروقها عن جادة الطريق , ليس ذلك فحسب بل يسأل عن أهمية هذه الكتب وماذا قدمت للبشرية غير الإختلافات والتحزبات والحروب والمناوشات ؟؟ هكذا صور له عقله وخياله .. ويريد أن يحمُل كتب الله ذنوب البشر المنتمين إليها ناسيا أن البشر يصيبون ويخطئون فى الفهم والتأويل والتطبيق , وليسوا ملائكة يسيرون على الأرض وليسوا معصومين وبالتالى كيف نحمل كتب الله ذنوب الناس فى نقص عقولهم أو ضعف بصيرتهم أو عمى أبصارهم عن الحقيقة سواء عن عمد أم عن خطأ ؟ .