عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-08-11, 11:15 PM   #38
طائر الجنوب
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2007-12-20
المشاركات: 434
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طمبح مشاهدة المشاركة
والله موانت الي تحدد لي ماذا اكتب او ماذا لااكتب والاداره هي ادرى منك حول ترتيب المواضيع
نعم اقول واكرر اتقو الله دم المسلم على المسلم حرام
الحمد لله نعم انا اعرف حدود الله
انا ماتكلمت الى باسلوب حضاري ونقاش بناء عكس اسلوبك الاستفزازي

م ينبغي أن تصحح في سياق العلاقة مع الآخر(1)

أ.د. عصام أحمد البشير

وزير الإرشاد والأوقاف – جمهورية السودان



أولاً: مصطلحات جانبت الوسطية

إن العديد من المصطلحات التي تتعلق بالعلاقات الدولية جانبت الوسطية في الفهم وجنحت للإفراط أو التفريط من ذلك:

1ـ الجهاد:

فالجهاد عند كثير من الناس يرادف القتال وهو ليس كذلك.. بل يختلفان لغة وشرعا:

* فالجهاد مشتق من بذل الجُهد وهو الوسع أو تحمل الجهد وهو المشقة، بينما القتال مشتق من القتل.

* كل مسلم يجب أن يكون مجاهداً وليس بالضرورة مقاتلاً، إذ أن مجاهدة النفس والشيطان ومجاهدة المنكرات ومجاهدة المشركين بالقلم واللسان والمال والسنان وجهاد البناء والتنمية لا يتصور أن لا يكون للمسلم فيها نصيب، بخلاف القتال الذي لا يتأتى إلا عندما تتهيأ أسبابه.

* الأسباب التي تدعو المسلمين للقتال تنحصر في الآتي:

1ـ قتال من يقاتل المسلمين: لقولـه تعالى: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)(2)، (فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطاناً مبيناً)(3).

2- القتال لمنع الفتنة في الدين:

لقوله تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) (4)، والفتنة هي مصادرة حرية الناس واضطهادهم لإجل عقيدتهم، وإرغامهم على تغيير دينهم، كما حدث لأصحاب الأخدود. والقرآن يعتبر هذه الفتنة اكبر من القتل، واشد من القتل. فالإسلام يشرع القتال ليهيئ مناخ الحرية للناس ليؤمن من آمن عن حرية واختيار ويكفر من كفر عن حرية واختيار.

ولعل من الأسباب التي أدت إلى اللبس في مفهوم القتال ما يروج له البعض أن آية السيف نسخت كل الآيات السابقة، وجعلت السيف هو الفيصل بين المسلمين وغيرهم، ويجاب على هذا بـ :

1ـ أن آية السيف لم يُتفَق عليها، فمن الناس من قال هي أية (وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة) وهذه ليس فيها نسخ بل فيها دعوة للمعاملة بالمثل.

وقال آخرون هي آية (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم) وهذه الآية نزلت في مشركي العرب الذي نكثوا العهود ولا دليل فيها على قتال من وفّى بعهده، فقبل هذه الأية جاء قوله: (إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم) وبعدها جاء قولـه (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه) وقوله (فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم). ومنهم من قال: آية السيف (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) فهؤلاء

(23)

وقفوا ضد الدعوة وصدوا الدعاة وتآمروا على المسلمين فحق قتالهم وليس فيها دليل على قتال من لم يقاتل المسلمين أو يصد عن سبيل الله من الكفار.

كذلك أشكل على البعض حديث بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده، والحديث – كما يرى العلماء – لا يصح سنداً ومتناً، بل ويخالف صريح القرآن الذي لم يذكر في آية واحدة أن الرسول (ص) بعث بالسيف بل أكّد في آيات عديدة أنه بعث بالهدى ودين الحق وبالبينات والشفاء والرحمة للعالمين وللمؤمنين (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة للمؤمنين)، (لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) ونحو ذلك كثير في القرآن. فالإسلام كما تقدم لا يشهر السيف إلا في وجه من صد عن سبيله وقاومه بالقوة، كما قال تعالى: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) ، ولو بعث الرسول (ص) بالسيف لما مكث الرسول (ص) ثلاثة عشر عاماً في مكة يلقى هو واصحابه أصناف الأذى ويستأذنه بعض أصحابه في أن يدفعوا عن أنفسهم بالسلاح فلا يأذن لهم.

2- الحرب: إن مفهوم الحرب في زماننا هذا اخذ أبعاداً أكبر من نشوب قتال بين دولة وأخرى أو بين مجموعة وأخرى فظهرت له مدلولات أخرى تمتد لتشمل الحرب الاقتصادية: التي من أسلحتها المقاطعة الاقتصادية وتجميد الأرصدة ونحوه الحرب الإعلامية: والتي من أسلحتها الانترنيت والفضائيات والصحافة ونحوه.

3- الظهور والفتح:

إن الظهور والفتح لا يعنيان خوض المعارك وإعمال السيف في العدو فقط، كما قد يتبادر للأذهان بل يمكن للمسلمين أن يفتحوا آفاقا وأقطارا، فتحا سلميا، لا تراق فيه قطرة دم، فلا يشهرون سيفا، ولا يطلقون مدفعا، ولا يعلنون حربا . إنه (الفتح السلمي) الذي أصّله الإسلام، في (صلح الحديبية) المعروف،

(24)

والذي عقد بين الرسول(ص) وبين مشركي قريش ، لإقامة هدنة بين الطرفين، يكف كل منهما يده عن الآخر، فسمّى القرآن ذلك (فتحا مبينا) ونزلت في شأنه (سورة الفتح).. وسأل بعض الصحابة الرسول الكريم: أو فتح هو يا رسول الله؟ قال: (إي والذي نفس محمد بيده إنه لفتح) (5). إنه الفتح الحضاري الذي يدخل به الناس في دين الله افواجا.

4- الموالاة والمحادة:

إن القرآن الكريم يزخر بنصوص تنهى عن موالاة غير المسلمين، وتقرر أن الولاء عندما يقع النزاع إنما يكون لله ولرسوله، غير أن هذا الأصل محاط بضوابط تحول دون تحولـه إلى عداوة دينية أو بغضاء محتدمة أو فتنة طائفية مثل:

* النهي ليس عن اتخاذ المخالفين في الدين أولياء بوصفهم شركاء وطن أو جيران دار أو زملاء حياة، وإنما هو عن توليهم بوصفهم جماعة معادية للمسلمين تحاد الله ورسوله، لذلك تكررت في القرآن عبارة (من دون المؤمنين) للدلالة على أن المنهي عنه هو الموالاة التي يترتب عليها انحياز المؤمن إلى معسكر اعداء دينه وعقيدته.

* المودة المنهي عنها هي مودة المحادين لله ورسوله الذين (يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم) (6) لا مجرد المخالفين ولو كانوا سلماً للمسلمين.

*غير المسلم الذي لا يحارب الإسلام قد تكون مودته واجبة كما في شأن الزوجة الكتابية وأهلها الذين هم أخوال لأبناء المسلمين.. فمودتهم قربة وقطيعتهم ذنب.

* الإسلام يعلي من شأن الرابطة الدينية ويجعلها أعلى من كل رابطة سواها، ولكن ذلك لا يعني أن يرفع المسلم راية العداوة في وجه كل غير مسلم لمجرد المخالفة في الدين أو المغايرة في العقيدة.

ياطمبح ماطرحته أعلاه من نقاط اذهب بها لأسيادك في صنعاء.

أما أبناء الجنوب فقد عقدوا العزم على طرد المحتلين الزيود فقوات الاحتلال الصهيوني وقوات الاحتلال الزيدي وجهان لعملة واحدة.

وانتظروا الكثير من الصفعات المؤلمة من أحرار الجنوب.فدماء شهدائنا الطاهرة لن تذهب سدى
طائر الجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس