سؤال العزيز السلام عليكم :
وجود الحزب الاشتراكي اليمني في الحراك -بغض النظر عن توصيف وجوده- استراتيجياًهل يخدم سير الحراك نحو الهدف النهائي -الاستقلال- ام انه معرقلً له بحكم ان تواجده يشكل قوه طارده لنسبه ماء ومانعً لنسبه اخرى من الانظام للحراك بحكم السوابق ؟؟؟
في الحقيقة هذه من المشكلات التي أدت و استدعت بالضرورة إلى ظهور مسودات الحوار الوطني الجنوبي ، إن هذا الحزب في الماضي أخطا ، و ذكرنا هذه الأخطاء و أعلنا عن ميثاق يحرم الدم الجنوبي ، إن البعض يذهب على التهرب من الماضي و هذا للأسف خطأ يرتكبه الكثير ، إن مناقشة الماضي أمر مفيد لكي نتخلص من نتائجه نهائياً ، و أقول هذه الكلمة و أنا على كامل مسؤوليتي ، إن الحزب الإشتراكي في الماضي أرتكب خطأ كان سببه الإيحاء السياسي الذي حول تسمية جنوبنا باليمن ، ثم أصبح الحزب الإشتراكي حزب أحادي يحكم في الجنوب و يعارض في اليمن ( الشمال ) ، كان حزب حينها أعتمد على مفاهيم ( الأصل و الفرع ) و ( الثورة الأم ) و غيرها من هذه المفاهيم الخاطئة التي أدت بداية بنا إلى صراعات داخلية بين الجبهة القومية و جبهة التحرير ، حيث نادت الأولى باليمن الجنوبي و الأخرى بالجنوب العربي ، و من ثم الصراعات بين الجنوب و الشمال نتيجة هذا الإيحاء ، ثم بعد عام 78 تغيرت الأيديولوجية القومية عندنا إلى الإيدولوجية الأممية ، و هو الأمر الذي أدى إلى صراعات أيديولوجية مؤسفة في جنوبنا ، إن اليوم عدد كبير من قادة و رموز الحراك سواء من كان في الحزب الإشتراكي أو المستقلين أو غيرهم باتوا يدركون هذه الأخطاء ، و ما سببته من تمزيق للنسيج الإجتماعي لأبناء الجنوب الواعد ، حتى أن عدد كبير منهم أصبح يتحدث عن جيل التكنوقراط ، هذا الجيل الشاب الطامح الذي يعاني اليوم نتيجة صراعات الماضي و وحدة الحاضر ، هذا الجيل الذي لا يحمل أي ضغينه في قلبه على أحد ، حتى الجيل الذي لم يعرف هذه الأيديولوجيات ، هذا الجيل الذي لا يريد سوى الإستقلال ، الدراسة و العمل و الحياة الهانئة ، أخي الكريم طارح السؤال : هذه المفاهيم السياسية الخاطئة ما عدنا نريدها ، نريد بلد إسمه الجنوب العربي ، أما الإيديولوجيات الأممية و قطبي صراع الحرب الباردة هذه مسميات أنتهت عام 91 ، بإنتهاء الحرب الباردة و إنهيار الإتحاد السوفيتي ، أنا أعرف أن وجود الحزب الإشتراكي يشكل قوة طاردة ليس لجميع و لكن لقلة ممن لا يزال هاجس الصراعات الأيديولوجية يخيم عليهم ، لكن أسأل اليوم ما يحصل ؟ ، الشعب الجنوبي كله يعاني ، اليوم نعاني إحتلال لا يفرق بيننا و أصبحنا بفضله موحدين اليوم ، تاركين كل التكبر معترفين بأخطائنا ، و ربما هذا هو الفائدة الوحيدة التي جنيناها من هذا الإحتلال .
من تحدث عن الصراعات الدامية في الماضي نقول له الدم ما يزال يراق الآن إضافة للتمييز بين أبناء الشعب الجنوبي من جهة و اليمنيين من جهة أخرى ، و الإستخفاف بكرامة أبناء الجنوب .
لكن أسأل الجميع لماذا لا نستفيد من تجربة الحزب الإشتراكي السابقة في بناء دولة مؤسسات ، في تطوير الخدمات التعليمية و الصحية و جميع الخدمات ؟ لماذا لا نستفيد من هذه الخبرات في بناء جيش وطني قادر على حماية البلد ؟ لماذا لا نستفيد من كوادره في بناء إقتصاد الدولة الواعدة ؟
لماذا لا نستفيد من تجربته في القضاء على البطالة ؟
لماذا لا نحسب هذه الأمور مما أمتازت به تجربة الحزب الإشتراكي في السابق ؟
لماذا نذكر ذلك الجانب المؤسف الذي يروج له للأسف الإحتلال و ننجر بعده نحن
الآن لكل من ذكر تلك الصراعات أقول له بل و نقول له التالي :
في عهد دولة 94 نقتل برصاص الإحتلال ، و ثارات القبائل التي أعاد نزعاتها النظام الحالي ، التعليم صفر ، الصحة صفر ، الكهرباء و الماء صفر ، الأمن -90 "سالب تسعين " ، البطالة 100% ، الإقتصاد و من لا يعرف إقتصاد اليمن .
أقول للجميع أصحوا و أتركوا المزايدة ، أنا لست إشتراكي أنا جنوبي أحب كل الجنوبيين و الإشتراكيين هم أصلاً أهلي كلهم إشتراكيين ، يعني أصبح الإشتراكي مثل الهوية أحياناً ، فجدتي عجوز لا تقرأ و لا تكتب و غير مهمتة بالسياسة و عندما تسألها أيش أصلك تقول إشتراكية . يعني أيش جدتي وسط صراع الأقطاب بين روسيا و أمريكا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حقيقة هذا أمر مؤسف جداً إن الناس إن تحدثت لا تتحدث إلا على العيوب ، نعم ما حصل كان خطأ فادح ، و لا نتمنى رجوعه ، خطأ إلى الآن نعاني من فداحته ، إنما عزتك و كرامتك و أرضك و شعبك و أهلك كلهم فوق كل إعتبارات الماضي و الأحزاب السياسية ، في الأخير هو جنوبي أصاب أو أخطأ .
حتى في الدين الإسلامي و تاريخ الدين الإسلامي يتحدث عن القتال الذي جرى بين أعظم قرن من قرون الإسلام ، بين عائشة أم المؤمنين و الزبير بن العوام و طلحة بن عبيد و علي بن أبي طالب و غيرهم رضي الله عنهم جميعاً ، كلهم حدث بينهم قتال ضار ، الزبير بن العوام يرفع سيفه بوجه علي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعاً ، لكن في الأخير بعد إراقة الدماء تصالحوا و عادوا أخوان محد معصوم من الخطأ ، وهؤلاء مبشرين بالجنة ، ما بالك بنحن ؟؟؟؟
إن التهرب من قول الصراحة و تحمل و معالجة ملفات الماضي ، بل و أصبحنا نرميها على فئات محددة من أبناء شعبنا الجنوبي ،أصبحت تجعلنا في هذه الزاوية الضيقة .
إن جناح تيار إصلاح مسار الوحدة في الحزب الإشتراكي مشارك في الحراك لتكتمل الديمقراطية و التعددية للمشروع السياسي الوطني الجنوبي .
أطلت في جوابي على هذا السؤال لكنه حقيقة يستحق و هنا أسئلة جريئة لا أحد يجرؤ على سؤالها لماذا ؟ لأنه خايف على الوحدة ، و هو لا يعلم إنه يضر الوحدة .
هنيئاً لك أخي العزيز الأستاذ السلام عليكم على جرئتك هذه في طرح مثل هذا السؤال الرائع و الجريء
و سأعود لاحقاً للإجابة عن أسئلة الأخ العزيز الكازمي تحياتي ،،،
__________________
إن تاريخ الجنوب يروي لنا , أن أبناءه لا يلبثون وقت الشدة إلا أن يجمعوا صفوفهم علي هيثم الغريب
لا بد من التضحية والفداء ليس كرهاً بالحياة بل تعبيراً عن حبنا لهذه الحياة التي أردنا أن تعيشها أجيالنا القادمة بسعادة وحرية وشرف وكرامة عميد الاسرى العرب ( سمير القنطار)
|